الاتفاق النووي والرجوع الأمريكي..الذرائع والأحقاد وحقائق الأحداث!!
إب نيوز ١٥ فبراير
عبدالجبار الغراب
لإمتلاك السيطرة والنفوذ وفرض القوة والهيمنة والإستلاء على الثروة والتحكم بالقرار لابد من إيجاذ الذرائع وخلقها ,وإفتعال المشاكل وزرعها, وإدخال الجماعات وتسليحها, ودعم الخونة ورفدهم بمختلف الوسائل والإمكانيات لتنفيذ كامل الأجندة التى وضعت من اجل تحقيقها, ممارسات ومساعى سار عليها الأمريكان لتحقيق أهدافهم في منطقه الشرق الأوسط بالذات, لذلك صارت لسياستهم برامجها الموضوعه ولأساليبهم افعالها الوضيعه ولتحقيق مبتغاهم صارت كل نواياهم لصناعة المشاكل وخلق الفتن وإيجاد الذرائع.
فكانت لذريعة البرنامج النووي الإيراني بمثابة عامل لتسخير أهدافهم في المنطقه, اختلاق الأكاذيب بشأن الملف النووي الإيراني لأغراض عسكرية هو مسار اتخذته أمريكا لترسم عليه كامل المخططات في منطقه الشرق الأوسط,و هي ذريعة قائمة من وجهة النظر الأمريكي على أحقاد خبثية لمنع حدوث مثل هكذا تطور وتقدم يخلقه الإيرانيون لتحقيق آمال وأحلام شعبها في مواكبة التطورات والتقدمات المحققه لمختلف الدول الغربيه بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية,ومن هنا كان للغرب والأمريكان رؤيتهم الناظره الى العرب والمسلمين على انهم متخلفين ولا يحق لهم مواكبة التطور التكنولوجي السريع وجعلهم فقط أسواق استهلاكيه لمنتجاتهم المصنعة.
التواجد العسكري الأمريكي الكبير في المنطقة وتحديدا في منطقه الخليج العربي بعد القضاء على نظام صدام حسين, عزز من أطماع وأحلام أمريكا والصهيانه في تنفيذ كامل أهدافهم في المنطقة العربيه والإسلامية, فكان لمنع إيران من إنتاج طاقتها النووية للأغراض السلمية داوعيها الباعثه لسير المخطط حسب ما هو مرتب لأمريكا وإسرائيل, فقد مر الملف النووي الإيراني بالعديد من التجاذبات واللقاءات والنقاشات مع مختلف الدول الأوروبية بما فيها أمريكا وعلى مد العديد من السنوات اتسمت بالايضاح الإيراني المعزز بالبراهين الواضحة بأن إيران برنامجها النووي للأغراض السلمية, لكن هنا كان للمخطط الأمريكي وجوده في المنطقة لخلق المشاكل وايجادها فكان لحادثة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري 14 فبراير عام 2005 مساره المرسوم لإحداث الفتن وبثها بين كل الفصائل اللبنانية وتوجيه الاتهام لحزب الله والقوات السورية الموجودة حينها, ليتحقق لها شيء من مخططها الكبير آنذاك وهو إخراج القوات السورية من جنوب لبنان, ليكون للمسار التفاوضي مع الجانب الإيراني تفعيله بحسب مفهوم الأمريكان انهم حققوا اختراق في أضعاف حزب الله عندما غادرت القوات السورية وعبر قرار من الأمم المتحدة رقم1559 والذي بموجبه غادرت القوات السورية الأراضي اللبنانية 30 ابرايل 2005.
الدعم المساند لعديد الدول العربية في تحقيق أهداف وأحلام أمريكا والصهيونية العالمية تعززت في خلق الحروب ودعمها في اليمن منذ العام 2004 للقضاء على جماعه انصارالله والموجدين في محافظه صعده وعبر حروب ست, تحطمت خططهم واندثرت كامل أهدافهم, وبهذا كان لكل مسارات الأمريكان الخوض عليها وفق ما هو مرتب لها فكان للدخول الى المفاوضات مع إيران حول الملف الإيراني نصيبه في التفاوض ومع الدول الكبرى الخمس وألمانيا سارت المفاوضات والنقاشات والتى كان لنجاح السياسة الإيرانية دورها البارز في كشف مخططات أمريكا.
فكانت للمفاوضات حول الملف النووي الإيراني مسارها في النقاش, وكانت لمخططات أمريكا وإسرائيل دورها في البروز والوجود في المنطقة ,فكانت لإشتعال ثوراث الربيع العبري في عام 2011 خلقها لإيجاد انظمه تكون الولاء والطاعة والقرار لأمريكا وإسرائيل, فكانت للثورات سيرها حسب أماني الأمريكان, فمن سوريا واليمن وإدخال الجماعات التكفيرية في العراق والعمل على زعزعة الاستقرار في لبنان: كل هذا كان له بداياته التى أطمئن لها الأمريكان, فاليمن والتربع على الثورة الشعبية من كانوا هم جزء من النظام , وكانت تتلقى دعمهم من السعودية بالذات, والقرار مسلوب ولا سيادة, ليتم وضع المبادرة الخليجية كحل لتقاسم السلطة بشكل عن ما كان سابقا, لتكون الأوضاع متماشيه حسب مخططات الأمريكان في سوريا والتى كان للجماعات المسلحة وبعشرات الآلاف استخدام أساليب الهدم والقتل والدمار.
زعزعة الأمن والاستقرار وإحداث الدمار وخلخلة النسيج الاجتماعي تحقق وفق ما تم الترتيب له, ليكون لمسار المفاوضات الإيرانية مع الدول الاوربيه وأمريكا حول ملفها النووي وصوله الى صيغته النهائية للاتفاق والخروج من المفاوضات لإعلان الاتفاق حول برنامج إيران النووي 14 يوليو 2015 والتى استمرت من عام 2006 هنا اختلطت الأوراق في المنطقه وكانت لقوة الله فرضها في الوجود وإعطائها الأوامر لجماعة الإيمان والدين في اليمن, فالشعور الايماني بوجود المظلوميه بحق شعب اليمن كان لها الدور المعزز لكشف التأمرات المحاكاة ضد اليمنيين, فاشتعلث ثورة شعبية عارمة يوم 21 سبتمبر قادتها جماعة انصارالله, قادت المسيرة وانتفض الشعب لطرد العملاء والخونة,هنا تغيرت معادلات المنطقة وخرج من كانوا لهم الولاء والطاعة لأمريكا خارج السرب, فشنت حرب كونيه على الشعب اليمني ومن العاصمة الأمريكية أعلنوا الحرب, ليستمر الحرب والحصار ونحن نقترب من العام السابع ما زال تحالف العدوان السعودي الأمريكي يواصل قتله وحصاره على اليمنيين.
وعلى كامل حقائق الأحداث المبينة على نتائج الأمريكان الفاشلة, سارعت بعد ثلاثه أعوام من شنها الحرب على اليمن لتخرج أمريكا عام 2018 من الاتفاق النووي, وذلك للبدء في ترتيب فشلها في المنطقه, بعد ان حققت مكاسب التطبيع مع إسرائيل مع من فشلت في تحقيق أهدافها مثل الإمارات والمغرب والبحرين والسعودية قادما لا محاله.
ليأتي للملمة الاوراق الأمريكية المكشوفه مع قدوم الإدارة الجديدة من اجل تحقيق ولو اشياء قد تعيد لها ولو جزء بسيط من هيمنتها السابقة والتى تحطمت بفعل وعى شعبي كبير امتلكته جميع شعوب المقاومة الإسلامية, فاهي تعيد سوابق الأحداث كما لو كانت مصنوعة حاليا عندما كان للتوقيع على الاتفاق النووي عام 2015 هو بنفس عام العدوان على اليمن, فهل سيكون لرجوع أمريكا للاتفاق النووي هي وضع نهاية لحرب اليمن كما سمعناها من كل التصريحات الإعلامية للإدارة الأمريكية خصوصا بعد إيقاف أمريكا لكل صفقات الأسلحة للسعودية, انتظار وترقب عالمي لإيقاف حرب اليمن التى كان لها كوارثها الإنسانية الهائلة لتبلغ اكبر مأساة إنسانية عالميه, وقائع كما هي وقتل وهدم وقصف لتحالف العدوان وحصار مازال وفي استمرار ولا وجود لوقائع ملموسة على الأرض تبشر بما تقول بها أمريكا لوضع حد نهائي للحرب على اليمن.
والعاقبه للمتقين