جمعة رجب
إب نيوز ١٧ فبراير
خلود محمد
ما بين جفاء البشر وقسوة الزمن، أزهرت يمن الإيمان والحكمة ، بالدين والرحمة ، واللين والرأفة ، كان ذلك في التاسع من الهجرة النبوية، حين بعث نبي الرحمة وصيه الإمام علي بن أبي طالب إلى اليمن يدعوهم للإسلام ، فأسلموا جميعاً إستجابة لله ورسوله ، و حفاظاً على الفطرة السليمة التي خلقنا الله عليها .
تجنبنا الأسلوب الجاف المنفر ، نحمل لساناً رطباً ، وقلباً دافئاً ، وعقلاً مدركاً للحقيقة، وهذا ما جعلنا في أعلى مراتب الإيمان *فالإيمان يمان والحكمة يمانية*.
بلغنا الذروة في النضج، ناصرنا الإسلام، وبلغنا الآيات ، وكنا عونا لنشر الرسالة المحمدية ، في حين كانت تلك الأيام تزخر بالصراع العقائدي، والتعصب الفكري، ونتيجة لما نمتلك من قيم ومبادئ تفردنا بها عن غيرنا ، فقد أصبحنا أول من رأى نور الإسلام ، لنشكل بذلك أول نقطة عظيمة في تاريخنا الإسلامي الطويل المملوء نصرة، وعزة، وتمكين، للإسلام وأهله، وتجسيداً لعمق بهجة المشاعر في ذلك اليوم، فقد جعل أجدادنا يوم دخولهم للإسلام، يوم يذكرهم بفضل الله عليهم، يحتفلون به كسائر الأعياد، فيقومون بارتداء الملابس الجديدة ، ويصلون الأرحام ، ويتبادلون التهاني بينهم، بالإضافة إلى إقامة الندوات الدينية التوعوية ، والإمسيات الشعرية وغيرها من مظاهر الإحتفال التي يعبروا بها عن فخرهم واعتزازهم بهذا اليوم العظيم .
ومع اختلاف يتردد على طول الزمان ، وكما هي عادة الجماعات التكفيرية بمحاولة إبعادنا عن كل ما يربطنا بإسلامنا وشعائره تحت مسمى البدعة والظلالة ، استنكروا كل من يحتفل بميلاد الرسول الأعظم وعيد الغدير الأغر، وعيد رجب ، وكل ما يربطنا بإسلامنا وعقائده وشعائره ، ومن منطلق قوله تعالى *(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)* يجب علينا الإحتفال برحمة الله ، بل إن الآية تأمرنا بذلك ،فديننا رحمة ، ونبينا رحمة ، ويوم جمعة رجب يوم رحمة وهداية ونعمة ، ولا يحق لنا جعله يوم كسائر الأيام ناكرون وجاحدون هداية الله ومنه وتفضله علينا في ذلك اليوم العظيم .