الجبهات قبلة الأحرار والثوار .
إب نيوز ١٧ فبراير
بلقيس السلطان
الجبهات طريق العبور إلى النصر ، وفيها معراج الشهادة والخلود الأبدي ، ومن خلالها تتحقق العزة والكرامة ، ومن عبق ترابها تنطلق الصورايخ والطائرات المسيرة الرادعة للإعداء ، الجبهات هي الجدار المنيع الذي رُصّ بالمجاهدين الأحرار فكان الحامي والذائد عن الوطن وشعبه .
في الجبهات تسطر البطولات الأسطورية ، وتجسد قصص التضحيات والبذل والعطاء ، فهنا مجاهد يحمل صديقه الجريح ويجري لإنقاذه بين وابل من الرصاص وهو غير آبه لها ، وهناك في ذلك المترس مجاهدان تأخر عنهما المدد بسبب التحليق والقصف من طائرات المعتدين فتقاسما كسرة خبز جافة وكل منهما يدّعي الشبع ليترك لصديقه القسم الأكبر ليسد جوعه ، وفي تلك الصحراء يقف مجموعة من المجاهدين بالقرب من إحدى المدرعات التي اغتنموها من العدو ، فيخرج أحدهم ولاعته ويقوم بإضرام النار فيها وسط صرخات حيدرية تنبأ العدو بأن لا عاصم لهم من بأس أولى البأس الشديد ، قصص كثيرة لا يتسع المجال لسردها وسرد عظيم محتواها لكنها ستكون منهاجا للأجيال القادمة .
لقد باتت الجبهات قبلة للأحرار والثآرين الذين حملوا معهم وجع شعب بأسره ، حملوا معهم دموع الثكالى واليتامى ، وصراخ أطفال يموتون جوعا وأخرين أرهقهم المرض ولا يجدون الدواء بفعل الحصار الخانق ، حملوا آهات والدة وأبناء سميرة مارش المأسورة غدرا والمبيوعة لبني سعود تكبرا وتجبرا ، حملوا قهر عبدالله بن محسن سبيعيان الذي نام وحوله ثلة من الرجال من أهله ، وجاء الصبح ليخبره بأنه أضحى يتيما ووحيدا ، وبأن الرجال من أسرته قد أبيدوا بدون أي ذنب سوى أنهم أحرار وسط حشد من العبيد !
وحملوا معهم أيضاً بكاء أطفال خطفت أمهاتهم واقتيدت إلى سجون الإصلاح وساداتهم من بني سعود والأمريكان المتصهينيين ، حملوا الكثير والكثير من الأوجاع والألام التي أحدثها العدوان وجعلوا منها ذخيرتهم وعتادهم في الجبهات ، أخذوها وأقسموا ألا يعودوا سوا بالنصر أو الشهادة ، فكيف لأي حر شريف يسمع باختطاف نساء عفيفات ولا يحرك ساكنا ؟
وكيف لمن يرى بلده تقصف وتحاصر أن يظل مكتوف الأيدي دون أن يشارك في رد العدوان عنها وتلقين العدو دروساً ليكونوا عبرة لمن يفكر أن يفعل فعلهم ؟
كيف لعين أن تنام وهي ترى المجازر كل يوم وترى الأجساد تتقطع وتتناثر أشلاء ؟
إن تحرير اليمن من دنس العدوان ومرتزقته بات واجبا على كل حر شريف ، فالنصر لا بد له أن يأتي ولن يأتي إلا بتضحيات الأحرار وبعطاء الباذلين والمنفقين ، والتوجه إلى الجبهات لدحر الأعداء وتحرير الوطن وإجبار المتحالفين على رفع حصارهم وعدوانهم ، كما أجبروهم على التراجع في قراراتهم الهزيلة باتهام أنصار الله بالإرهاب ، وضرورة إيلامهم في أماكن وجعهم كشركات نفطهم ومطاراتهم وموانئهم وأماكن أخرى ،
وما ضربات الطائرات المسيرة من مطاراتهم ببعيد ، فلابد أن يفيقوا من أحلامهم وغفلتهم ويعلموا بأن اليمن وشعبه عصي على الغزاة على مر التاريخ وبأن نساءه خط أحمر لا يمكن تجاوزه ومن سولت له نفسه أن يجتازه فليتبوأ مقعده من ثآر وبأس اليمانيين والعاقبة للمتقين .