جمعة رجب في الذاكرة اليمنية وتجليات الحكمة والايمان .
إب نيوز ١٨ فبراير
……..
هاشم علوي
………………………………………
يحتفل الشعب اليمني كل عام بحلول اول جمعة في شهر رجب ويعتبرها اليمنيون عيدا كعيدي الفطر والاضحى.
وجمعة رجب هي اول جمعة صلاها اليمنيين بعد دخولهم الاسلام عندما أرسل رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم اخيه ووصيه ابو الحسنين عليهما السلام امير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام الى اليمن لدعوة اليمنيين الى الاسلام.
خص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اليمنيين بالامام علي عليه السلام وكرمهم بهذه الشخصية العظيمة التي عرفوا قربها وعلاقتها برسول الله وادركوا ان اختيار الامام علي عليه السلام لهذه المهمة تمثل تقديرا لليمنيين الذين لبوا الدعوة بمجرد رسالة من نبي الامة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فدخلوا الاسلام وشهدوا ان لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وكانت جمعة رجب اول جمعة أدى فيها اليمنيون صلاة الجمعة واعتبرت تاريخا لعيد مجيد يتكرر كل عام منذ الف واربعمائة عام.
تجاوب اليمنيين مع الدعوة الاسلامية سلما وبدون حرب وطوعا بدون نفاق غرس في وجدان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حب اليمنيين وقال عنهم اتاكم اهل اليمن ارق قلوبا والين أفئدة الايمان يمان والحكمة يمانية وذلك عندما وصلته اخبار دخول اهل اليمن الاسلام وهم الذين دخلوا الاسلام افواجا وقد جسد ذلك الحدث القرأن الكريم عندما نزل الوحي بقوله تعالى (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) صدق الله العظيم.
هنا أبتهج الرسول بهذا الفتح المبين واكرمهم بوسام الايمان والحكمة وهم المعروف عنهم القوة والبأس الشديد الذي ذكره القرأن ووثقه التاريخ وعمده الرسول وشهد عليه الامام علي عليه السلام وهو القائل في بيت من إحدى قصائده (ولو كنت بوابا على باب جنة…. لقلت لهمدان ادخلوا بسلام).
هنا وفي هذا الحدث الذي غير مجرى التاريخ اليمني والعربي والاسلامي فقد أتت افواج اليمنيين لتحمل رايات الاسلام الى كل اصقاع المعمورة فكانوا قادة الفتوحات الاسلامية.
تكريما من الله ورسوله حبيب الله وامير المؤمنين علي من يحب الله ويحبه الله ما اعظمه من تكريم لهؤلاء القوم وهم اول من آمن بالرسالة واول شهداء صدر الاسلام والمتمثل ياسر بن عامر وزوجته وابنهما عمار الذين جسدوا روح الفداء والتضحية والصبر وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة.
اليس اليمنيين من كانوا الرافعة الشعبية والعسكرية والدعوية للاسلام عندما آمنوا بالله وبرسوله وهم الاوس والخزرج ساكني المدينة الذين أووه ونصروه صلى الله عليه وآله وسلم الم يكن ذلك السبق بداية التكريم والرفعة والموفقية من الله لشعب الايمان والحكمة الذين جسدوا الهوية الايمانية الجهادية منذ فجر الاسلام واول جمعة في رجب التي يحتفل بها الشعب اليمني اليوم من منطلق إيماني راسخ كرسوخ الجبال تتلاقى فيها الارواح والافئدة بروح الله ومحمدصلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام يستنشقون الايمان مع نسمات كل جمعة وتهوي أفئدتهم الى بيت الله الحرام عشقا وحبا إيمانيا يمانيا خالصا.
قرون من الزمن خلد اليمنيين ذكرى دخولهم الاسلام في جمعة رجب واصبغوه بصبغة العيد الحاضر باللبس الجديد والتلاقي وتبادل التهاني وتبادل الزيارات فيما بين الاهالي وزيارة الارحام وتوزيع الحلويات والزبيب والمكسرات والهدايا النقدية وتوزع الصدقات وتفقد الجيران والاصدقاء والاقارب حتى أنه لافرق بينه وبين عيد الفطر بشيئ المشهور عند المسلمين فلا يحتفل بعيد جمعة رجب بالعالم سوى اليمنيون.
منذ اربعة عقود من الزمن تغلغل الفكر الوهابي الدخيل على اليمن قادما من مملكة بني مردخاي وحاول التأثير على اليمنيين بالانسلاخ عن هذا اليوم العظيم في حياة الشعب اليمني والمتجذر باعماقهم واعماق التاريخ ولم يستطع النيل منه ومنهم في محاولات ابعادهم وخلع هويتهم الايمانية واستبدالها بهوية المسخ محمد عبدالوهاب وزنادقة الفكر الوهابي من علماء السوء الذين افسدوا الامة بفكرهم التكفيري المنحرف فكان من يحتفل بجمعة رجب من اليمنيين من وجهة نظرهم مبتدع والعيد بدعة بينما هاهم يشرعنون عيد الحب والانحراف والمراقص والملاهي الليلية وتولي اليهود والتطبيع معهم على اعتبارهم ابناء عمومتهم وهم الملعونين بكتاب الله ومن تولاهم من المنافقين الاعراب.
اليوم اختلف الوضع فقد التحف الشعب اليمني بهويته الايمانية من جديد بعد ان تعرضت لمحاولات النقض وتمسك بالعروة الوثقى فأي شعب يسمى شعب الايمان والحكمة سوى الشعب اليمني الذي جسد ثقافة الهوية الايمانية بكل معانيها خلال التصدي للعدوان السعوصهيوامريكي الذي بلاهوية ولا ايمان ولا معتقد.
كل عام وشعب اليمن من نصر الى نصر
الله اكبر.. الموت لامريكا .. الموت لاسرائيل . اللعنة على اليهود… النصر للاسلام.