حقن الشك !

إب نيوز ٢٠ فبراير

عبدالملك سام

هناك ظاهرة غريبة وغير صحية تنتشر في ظل الظروف الصعبة ، ألا وهي ظاهرة الشك وعدم اليقين . فعندما تكون الظروف المعيشية أو الصحية صعبة ، يطيب للكثيرين أن يمارسوا الشك في كل شيء ، وهذا نابع من شعور غير صحي بألقاء اللوم على “شيء ما” لتبرير الفشل في مواجهة الظروف ، وهذا ما يحدث اليوم في الشارع اليمني ، وهو ذات الوتر الذي يلعب عليه العدوان وأدواته بمساعدة أكبر مراكز الدراسات المتخصصة في المؤامرات الدولية .

لا يمكن لأحد أن ينكر أن قوتنا العسكرية أثبتت وجودها كأهم وسيلة منعت العدوان من أحتلال البلد وتنفيذ مخططات الأعداء ، وهي قوة عقائدية تستمد قوتها من الحقوق المسلم بها بين جميع بني البشر ، وقد حققت نتائج مهمة وواضحة لدرجة أعجزت أقوى العتاد والجيوش المدربة من الوقوف أمامها .. كما نعرف جميعا أن هذه القوة التي باتت محل فخر وأعتزاز كل يمني تستمد قوتها من الشعبية التي تتمتع بها بين أوساط اليمنيين الذين التفوا حول مقاتليهم بعد أن رأوا بأم العين ما حققه هؤلاء الأبطال بإمكانيات بسيطة . كما أن هذا الألتفاف جاء بعد مدة طويلة من الشعور المر بالأنكسار والعجز الذي تسبب فيه نظام العمالة الذي كان يحكم البلد ، وبسببه كان كل يمني يشعر بأنه أقل من باقي البشر ، ويعيش ظروف بالغة السوء في وسط أقليم يعيش شيئا من البحبوحة الأقتصادية .

بسبب هذه القوة الصاعدة ، كان لابد أن يقوم الأعداء بشيء ما لمواجهة هذه القوة . من هنا كان لابد من تشكيك المواطن اليمني في قيادته وجيشه ، وهذا ما يفسر محاولة الأعداء نشر الشك في أستقلال قوته عبر نشر أكاذيب حول ولاء الجيش واللجان بأنها تابعة لقوى خارجية ، وهو ما يحقق أيضا تصغير ثقة اليمني في نفسه وبأنه لا يستطيع الوصول إلى هذه القوة بنفسه !

أما الخطوة التالية فكانت هي عملية التفريق بين هذه القوة وحاضنتها الشعبية ، فقد لاحظ الأعداء أنه كلما كانت هذه العلاقة قوية فإن هذا ينعكس بشكل طردي على النتائج المحققة في جبهات القتال ؛ أي أنه كلما زاد الصمود الشعبي والتفاف الناس حول قوة البلد العسكرية فإن الجيش واللجان الشعبية تحقق نتائج اقوى وأفضل في الجبهات . لذا قام الاعداء بشن حملات مدروسة للتشكيك في القيادة وفي الجيش واللجان عبر حملات التخوين والتشكيك المتواصلة مستغلين أي ظرف سيء كان الأعداء هم السبب فيه أصلا .

لم يفلح أعداء اليمن حتى الآن سوى في صنع القليل من البلبلة ، وهي بلبلة اهدروا عليها بلايين الدولارات وبراميل النفط ! فكل يمني بات يدرك نوايا هؤلاء الأراذل الذين وضعوا نصب أعينهم ثروات اليمن وأعراض نساءه ، ولكن تظل هذه الحرب مستمرة ، وتظل يقظة الناس مهمة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخنا نظرنا لما سيترتب عليها من نتائج .. مزيدا من التقارب والاتحاد في مواجهة أخبث شياطين الأرض ، فبالحق – والحق فقط – يزهق الباطل ، ويخيب كيد الشياطين ..

 

You might also like