المهام القذرة تتكشف صور وأسماء وتفاصيل كاملة حول جواسيس بريطانيا في اليمن
نشر جهاز الأمن والمخابرات اليمنية صوراً وتفاصيل حول أخطر قضية تجسس على الجمهورية اليمنية من قبل الاستخبارات الأمريكية الـ»سي آي إيه» ، وجهاز المخابرات البريطاني ، مكونة من ستة يمنيين و3 ضباط بريطانيين عقدوا لقاءات في مطار الغيضة في محافظة المهرة ، الذي حولته القوات السعودية إلى معسكر تجسسي واستخباراتي يتواجد فيه أمريكيون وبريطانيون وسعوديون.
وكشفت الاعترافات – التي وزّعها جهاز الأمن والمخابرات – عن تلقي الجواسيس تدريبات مكثفة على الرصد والإحداثيات والخرائط وتكييف المعلومات وتدريبات أمنية أخرى على يد ضباط المخابرات البريطانية في مطار الغيضة ، وكشفت عن الأنشطة التي قام بها الجواسيس بأوامر وتوجيهات المخابرات البريطانية والأمريكية وقيامهم برفع إحداثيات للطيران – تعرضت للقصف- ، كما قاموا بالتجسس على شخصيات وأماكن عدة وتكليفهم برصد القواعد الصاروخية ومنصات الدفاع الجوي للقوات المسلحة اليمنية.
وحصلت «الثورة» على معلومات كاملة حول تحركاتهم وصورهم وصور الضباط البريطانيين الذين قاموا بتجنيدهم ، وقد جرت بين المتهمين اليمنيين، والضباط الأمريكيين والبريطانيين لقاءات مكثفة ، ومكالمات هاتفية وتبادل رسائل استخدمتها المخابرات البريطانية لرصد إحداثيات للطيران ، والتجسس على بعض الشخصيات ومنها الشيخ علي سالم الحريزي في محافظة المهرة ، وأماكن في مارب وفي صعدة وصنعاء ، وحسب المعلومات التي حصلت عليها الثورة فإن النشاط التجسسي للشبكة المذكورة منذ عام 2020م حتى القبض على المتهمين وبدء التحقيقات في شهر فبراير 2021م.
وأظهرت التحريات المنشورة أن نشاط المتهمين تضمن مقابلة عناصر المخابرات البريطانية في مطار الغيضة اليمني ، حيث تُوضّح الاعترافات المنشورة حضور المتهمين الستة مرتين إلى مطار الغيضة ولفترات متراوحة وذلك بمساعدة عناصر متعاونة مع المخابرات البريطانية منهم فايز المنتصر وراجح باكريت.
كما تظهر المعلومات أن الجواسيس حصلوا على مبالغ مالية مقابل أنشطتهم ورصدت لهم مكافآت مالية مبلغ 300 دولار شهريا مقابل رصد معلومات عن أماكن وتحركات القوات المسلحة اليمنية ، ونقاط أمنية ومراكز تجارية ومحلات وورش صيانة مدنية ، ومعلومات عن الحراك في المهرة ، إضافة إلى معلومات حول الصواريخ والطائرات المسيرة ، فضلا عن مستجدات التحركات الأمنية والعسكرية في المناطق والمحافظات اليمنية التي لم يتمكن منها العدوان الأمريكي السعودي.
وحصلت صحيفة «الثورة» على نسخ من اعترافات الجواسيس الستة ، وهم باسم علي علي أحمد الخروجة، علي محمد عبد الله محمد الجعماني، سليم يحيى عبدالله حسين حبيش، أيمن مجاهد قايد محمد حريش، المدعو/ عرفات قاسم عبد الله أحمد الحاشدي،و محمد شرف قايد محمد حريش.. حيث شكلوا شبكة تجسسية مع ثلاثة ضباط في جهاز المخابرات البريطانية عبر عميلين يمنيين مسؤولين عن الشبكة.
والعميلان المحليان الآخران هما راجح باكريت – محافظ محافظة المهرة المعيّن من قبل تحالف العدوان والمرتبط بالأمريكيين والبريطانيين وهو المسؤول على عملية استقطاب وتجنيد الجواسيس، «مطلوب أمنياً للأجهزة الأمنية» ، فايز محمد إسماعيل المنتصر – من حفاش م/ المحويت – التحق بالعدوان بعد أحداث فتنة 2ديسمبر، ضابط في جهاز الأمن القومي سابقا- كان يعمل مدير أمن مطار صنعاء الدولي – وحالياً يعمل كقائد لما يسمى «كتيبة المهام الخاصة» بمحور القاضي في الغيظة – مرتبط بضباط استخبارات أمريكيين وبريطانيين يتواجدون في مطار الغيظة م/ المهرة «مطلوب أمنياً للأجهزة الأمنية» ، وقد قاما بالتنسيق ، والتواصل مع أفراد الخلية الستة ، وتنسيق لقاءاتهم مع ضباط من المخابرات الأمريكية ، والضباط البريطانيين الثلاثة التي تمت في مطار الغيضة.
كما أظهر قرار الإحالة أن المتهمين الستة قبض عليهم فيما بقي السابع والثامن فارين من وجه العدالة وصدر أمر بإلقاء القبض عليهم، وقد عقدت المحكمة الجزائية المتخصصة جلستين في صنعاء لمحاكمة المقبوض عليهم.
التناوب البريطاني الأمريكي
استلمت الاستخبارات البريطانية من مطار الغيضة المهام التجسسية بعد المخابرات الأمريكية ، حيث تم تجنيد الجواسيس على أيدي ضباط المخابرات الأمريكية ثم تم التنسيق ليحلوا محلهم ضباط جهاز الاستخبارات البريطاني ليكملوا الدور العدائي ضد الشعب اليمني ، وحسب معلومات فإن حادثة قتل وقعت في أرض المطار بين ضابط أمريكي وآخر سعودي ، حيث قام الأمريكي بقتل الأخير على خلفية ملاسنة في حالة سكر ، وهو ما سبب توترا في المطار الذي تحول إلى قاعدة عسكرية ، وعلى إثر ذلك حلت المخابرات البريطانية بدلا عن الأمريكية في نفس المكان.
أبرز اعترافات جواسيس المخابرات والاستخبارات الأمريكية والبريطانية
– قابل الجواسيس ضباطاً من وكالة المخابرات الأمريكية في مطار الغيضة ومن ثم قابلوا وعملوا مع ضباط الاستخبارات البريطانية واعترفوا بقيامهم برفع إحداثيات ومعلومات لمواقع وأماكن أمنية ومواقع عسكرية ومنشآت مدنية وتجارية في محافظات مختلفة في الأراضي اليمنية، وذلك لمصلحة الاستخبارات البريطانية مقابل راتب شهري قدره 300 دولار أمريكي.
– التحق الجواسيس بما يسمى كتيبة المهام الخاصة تحت قيادة المدعو/ فايز المنتصر، وأخذوا دورة عسكرية فيها والتي تم تأسيسها لاستقطاب العناصر من المحافظات الشمالية للعمل الاستخباري التابع للغزاة البريطانيين والأمريكيين وأخذوا دورات تدريبية على يد الضباط البريطانيين ونفذوا مهام استخبارية بتكليف من البريطانيين.
– كان التركيز من قبل المخابرات والاستخبارات الأمريكية والبريطانية ودول تحالف العدوان على المحافظات الشمالية وعلى وجه الخصوص محافظتي (صعدة وصنعاء) والبحث عن الدفاعات الجوية والطيران المسير خاصة والقوات العسكرية عامة التابعة للجيش واللجان الشعبية ومحاولة تدميرها، وهذا دليل على فاعليتها وأثرها على تحالف العدوان.
– المخابرات والاستخبارات الأمريكية والبريطانية تعمل في كل اتجاه في الأراضي اليمنية وتعمل على تأسيس بقاء دائم في اليمن بحجة مكافحة الإرهاب وبناء ما تهدم بفعل العدوان والهدف السيطرة على اليمن واستنزاف خيراته.
– استعمال أجهزة وبرامج متطورة من قبل المخابرات والاستخبارات الأمريكية والبريطانية في العمل الاستخباري وتدريب عناصرهم عليها للعمل لمصلحتهم.
وتواصل المحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء محاكمة المتهمين ، فيما تواصل البحث عن الفارين لينالوا جزاءهم الرادع.
وعقدت المحكمة جلستها الثانية يوم أمس الأول الاثنين 22 فبراير 2021، وواجهت المتهمين بالأدلة المقدمة من النيابة العامة، والتي تشير إلى الدور الأمريكي والبريطاني المباشر في تجنيد وتدريب وتوجيه الجواسيس للقيام بأعمال تجسسية وتخريبية على أراضي الجمهورية اليمنية، وخلال الجلسة استعرضت النيابة العامة تسجيل فيديو يتضمن اعترافات تفصيلية للمتهمين تبين مراحل نشاطهم التجسسي والتخريبي ابتداء من استقطابهم وتجنيدهم وتدريبهم وانتهاء بتوزيع وتنفيذ الأدوار الموكلة إليهم تحت إشراف قائد مكتب الاستخبارات البريطانية المتواجد في قاعدة عسكرية تم إنشاؤها من قبل دول العدوان في مطار الغيظة في محافظة المهرة.
وتشير الاعترافات إلى الدور الأمريكي والبريطاني في تنفيذ العديد من العمليات التجسسية والتخريبية في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية من خلال عناصرها التجسسية، وفي نهاية الجلسة حددت المحكمة موعد جلستها القادمة لاستكمال إجراءات القضية.
هذا ويدعو جهاز الأمن والمخابرات كل من تورط في أعمال تخريبية أو تجسسية لصالح أجهزة الاستخبارات المعادية، إلى سرعة تسليم نفسه للاستفادة من الإعفاءات المنصوص عليها في المادة 130 من قانون الجرائم والعقوبات النافذ ، كما دعا الجهاز، كافة المواطنين إلى الحذر من الدعوات المشبوهة أو التواصل مع العناصر غير المعروفة، وكذا الإبلاغ عن أي معلومات لأي تحرك مشبوه قد يضر بالبلد، وذلك عبر الاتصال على الرقم المجاني 100.
الثورة