الانسان.. والشجرة
إب نيوز ٢٤ فبراير
بقلم / محمد صالح حاتم
جعل الله سبحانة وتعالى كل شيء في هذا الوجود وجميع مافي السماوات والارض مذللا للإنسان ومسخرا ً له وهذا فضل من الله ونعمة من نعم الله للإنسان قال تعالى (وسخر لكم مافي السماوات والارض جميعا ًمنه )الجاثية الاية ١٣
والانسان معني بعبادة الله والثناء له والشكر على هذه النعم، كما انه معني بالحفاظ على هذه النعم التي خلقها الله وسخرها في خدمته، ومنها الشجرة، والتي تعتبر عنوان للحياة… عنوان للبقاء.. عنوان للتضحية.. عنوان للوجود
ولكن الصراع بين الشجرة والانسان لايزال مستمر، فالشجرة تعطي الانسان الاكسجين.. وتآخذ غاز ثاني اكسيد الكربون الضار بحياة الانسان.
الشجرة تعطي الانسان الغذاء تسمح له أن يقطف ويقطع اجزاء منها ليعيش هو . . هنا الأيثار حيث تضحي بأجزاء من ثمارها. . . واوراقها ليعيش الانسان
الشجرة تعطي الانسان الظل، ليستريح وتقية حرارة الشمس… وتبقى هي واقفه بين الشمس والرياح.
الشجرة تلطف الجو ومصدر للجمال الطبيعي
الشجرة نصنع منها الاوراق وتدخل في الكثير من الصناعات، واخشابها تدخل في بناء المنازل، كثيرة ً هي فوائد الشجرة.
وبالمقابل… وامام كل ماذكرناه عن الشجرة وعن عطائها وفوائده وهو قليل ماذا قدمنا لهذه الشجرة !
رغم فوائدها واهميتها في حياة الانسان، وتشاهد مناظر ا لغابات في العالم، وتقيسه على واقع الشجرة في اليمن، وماذا قدمنا لها، تحتقر نفسك امام هذه الشجرة . . . وتخجل ان تتحدث عن الشجرة وما قدمناه لها.
فشوارعنا خالية من الاشجار الا ّ ماندر،وتآكلها الاغنام يوميا ً، وحدائقنا أن ّوجد فيها اشجار فغير منسقة واغلبها اشجار خاوية، الجبال بسبب الرعي والاحتطاب الجائر اصبحت جبال قاحله، لا اشجار فيها ولامراعي بها، والسبب غياب القوانين التي تنظم الرعي وتحمي الاشجار،رغم انه كان يوجد قديما ًاعراف واسلاف تنظم الرعي والاحتطاب ولكنها طمست من ثقافتنا،كانت اليمن بلدا ً خضراء جبالها ومزارعها مدنها وبساتينها ومنها بساتين صنعاء القديمة والتي اهملت واوشكت على الاندثار.
فإذا لم نحافظ على الشجرة فلن نحافظ على الوطن.
اذا لم نهتم بحياة الشجرة فلن نهتم ببناء المستقبل.
واذا لم نعيد غرس الشجرة ونهتم بها ونحافظ عليها، فلن نجد وطن يحتضنا ولا ارض تقبلنا، فالشجرة هي الوطن . . وهي الحياة وهي الآمل.. وهي المستقبل الذي نحلم به.
موسم غرس الأشجار على الأبواب…. ماذا اعددنا له.!؟