اليوم يوم الحقيقة .
إب نيوز ٢٦ فبراير
عبدالملك سام
أنه يوم عادي من أيام العدوان ، ليلة تجتمع فيها أسرة يمنية طيبة حول مائدة العشاء ، والأب الكهل يعدل من نظارته الكبيرة فوق قصبة أنفه حتى يستطيع رؤية الأرقام الصغيرة على جهاز المذياع ليستمع لآخر الأخبار ، والأم العجوز تداعب رأس حفيدها النائم في أحضانها وقد رسم على شفتيه أبتسامة رضا كأنه يحلم بالألعاب وأكل الحلوى مع أقرانه .. كل شيء يبدو جميلا حتى سمع الجميع صوت طائرة تحلق وهي تبحث عن هدف ما ، وجاء صوت صفير صاروخ يخترق أجواء الليلة الصامت ، فيبدأ الشيخ الضعيف بتلاوة الدعاء بصوت خافت حتى يستطيع سماع ما يدور خارج البيت الهانئ .. وفجأة ، يلتمع الضوء ، وينتشر الصراخ والبكاء وسط عاصفة الغبار والنار التي أنتشرت لتلتهم كل شيء ، وفي لحظة يصمت الجميع الذي يبدو أنهم لم يجدوا فرصة لمعرفة ماذا حدث لهم !
[ صحيفة الصباح كتبت : غارة لطيران العدوان السعودي الأمريكي على منزل بمحافظة (……..) تودي بحياة أسرة (……..) بكاملها ، وقد صرح مصدر مسؤول بوزارة الصحة أن ……….. ]
في مكان آخر بمحافظة مأرب المحتلة يجتمع قادة حزب “الإخوان” ليحتفلوا بالجريمة ، فقد تم قصف المبنى الذي رفعوا أحداثياته هم على أنه المنزل الذي يختبئ فيه قيادي “حوثي” ! هم يعلمون علم اليقين أن المنزل ليس فيه قيادي ولا أي شخص يمكن أن يمثل هدفا ، ولكنهم أرادوا التخلص من إلحاح الضابط السعودي الذي ظل يطالبهم بهدف ما لتحقيق أي نجاح معنوي لجيش ضعيف يتلقى الصفعات في جبهات القتال أمام رجال اليمن الأشداء ، وبالطبع لم يجد العملاء الملتحين أمامهم سوى أن يعطوه هدفا ما ليستطيعوا المطالبة بالمزيد من المال المدنس !
الآف الغارات تمت بذات الطريقة ، وقصص القتل والتدمير أصبحت أكثر من تحصى ، والأمم المتحدة عبرت عن “قلقها” مئات المرات ! لقد هيأ الإخوان المبرر لأرتكاب الجريمة ، والأمم الصامتة هيأت الغطاء للمجرم لأرتكاب الآف الجرائم بدم بارد ، والجميع شركاء للمجرم فيما يفعله معدومي الضمير هؤلاء باليمن واليمنيين .. هل هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها الإخوان العملاء في الجرائم ضد أبناء شعبهم ؟! بالطبع لا .. وخلال تاريخهم القذر لم يتوانى أفراد هذه الجماعة الخسيسة على أن يوفروا الغطاء للمجرمين لسفك دماء أبناء جلدتهم ، من الشمال إلى الجنوب ، ومن الشرق إلى الغرب ، مارس هؤلاء دور القواد عبر شرعنة الخيانة وزجوا بالمغفلين من اتباعهم في محارق الموت ، وكل هذا عبر فتاوى وغطاء ديني زائف .
اليوم ينادي مجرموا حزب الفساد كل من أعتبروهم بالأمس (كفارا) للقتال معهم ضد (كفار) اليوم ! وطبعا هم يسعون أولا لحماية مأرب التي حولوها منطلقا لمؤامراتهم الدنيئة التي لم يسلم من شرها أحد ، وثانيا فهم يطمحون لإنهاك القوى الجنوبية عبر الزج بهم في معارك لا تعنيهم ولا تمثل مصلحة خاصة لهم ، ليتسنى للإخوان فيما بعد السيطرة على محافظات جنوبية بأكملها دون عناء ، وهو ذات الدور الذي يقوم به مشغليهم من أنظمة العمالة السعودي والإماراتي !
مأرب باتت تتوق للتحرر من الإحتلال والخيانة ، وشر هذه الجماعة وصل إلى الجميع دون إستثناء ، وحتى من كان يقاتل معهم سابقا عن أقتناع بهذا الفكر الركيك بات على يقين بأن هذا الحزب شيطاني يقول ما لا يفعل ، وسرعان ما يبدل من مواقفه تبعا لمصالح قادته ، وكل من يقاتل معهم اليوم يقاتل من أجل المال فقط ..
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم : ماذا كسب المرتزقة من تدمير بلادهم ؟! ما الذي يمكن أن يفيدهم المال الحرام الملوث بدماء أبناء شعبهم ؟! وهل يظن هؤلاء أنهم يمكن أن يسلموا من عقوبة الله أذا ما وضعوا أنفسهم تحت تصرف الشياطين والمجرمين ؟! أي غد أسود ينتظر هؤلاء بعد كل هذا السقوط والفشل والهزائم النكراء التي منيوا بها ؟! ومتى يصحوا الحمقى الذي أضاعوا أنفسهم وهم يطاردون أوهام بات الجميع يعرفون جيدا أنها أكاذيب وتضليل ؟!