المتباكون على مأرب
إب نيوز ٢٧ فبراير
بقلم/ محمد صالح حاتم.
ما إن اوشكت قوات الجيش اليمني ولجانة الشعبية من الدخول إلى مدينة مأرب وطرد الغزاة والمحتلين والقاعدة وداعش حتى سمعنا الصراخ والعويل والبكاء والأدنة والأستنكار من قبل مجلس الأمن والمبعوث الاممي غريفيث والسفير البريطاني والامريكي، والخارجية الامريكية والمنظمات الحقوقية والانسانية وغيرهم الكثير بحجة حدوث كارثة انسانية وسقوط قتلى من المدنيين والنازحين، وتقويض عملية السلام في اليمن حسب زعمهم.
وكأن مأرب خارج الخارطة اليمنية وبعيدة كل البعد عن ما يحدث لليمن من حرب و عدوان وحصار وقتل ودمار، وينعم اهلها بالأمن والامان وثرواتها توزع على جميع محافظات اليمن …!
يصورون مأرب وكأنها منطقة سعودية يعتدي عليها الجيش اليمني ولجانة الشعبية.. !.
يعتبرون مأرب جزيرة من الجزر الأماراتية المحتلة ..!
ببكائهم هذا وصراخهم يُخيل للسامع أن الجيش اليمني يتقدم بقواته ليحتل ولاية من ولايات أمريكا، او مقاطعة من مقاطعات التاج الملكي البريطاني..!
عندما تسمع ادانات غريفيث وتصريحاته أن دخول الجيش اليمني ولجانة الشعبية إلى مأرب يقوض عملية السلام ويهدد بحدوث كارثة انسانية يتبادر إلى ذهنك أن عاصفة الحزم اعلنت من صنعاء، وأن طائرات f15و f16 تنطلق من مطار صنعاء وقاعدة الديلمي، وأن صواريخ كروز وتوماهوك تنطلق من جبال نقم وعيبان، وأن القاذفة 52 تلقي بالقنابل الفراغية والانشطارية انطلقت من جبال مران، وأن البوارج اليمنية تمنع دخول النفط والغاز على سكان مأرب منذ ست سنوات، وأن بنك صنعاء ينهب مرتبات موظفي مأرب.
فلماذا هذا الصراخ والعويل والبكاء على مأرب ؟
ولم نسمعة على ما يجري في اليمن منذ ست سنوات من قتل ودمار وحصار، وجوع وامراض..!
لماذا لم نسمع الادانات على احتجاز السفن المحملة بالمشتقات من قبل قراصنة تحالف العدوان الذين يمنعون دخولها إلى موانئ الحديدة وهو مايهدد بتوقف عجلة الحياة؛ اغلاق المستشفايات توقف ضخ المياة للمواطنين، وتوقف محطات الصرف الصحي، وسيارات جمع القمامة والنفايات .. !
فمأرب محافظة يمنية وثرواتها ملك للشعب اليمني،ووضعها الطبيعي أن تعود سيادتها وقرارها السياسي إلى صنعاء عاصمة اليمن، وأن الجيش الذي سيدخل ليحررها هو الجيش اليمني الذي ينتمي افراده إلى جميع محافظات اليمن، والعلم الذي سيرفع فوق مبانيها وفوق جبالها هو علم الجمهورية اليمنية،والنشيد الوطني الذي سيعزف هو النشيد الوطني اليمني الذي آخر ابياته لن ترى الدنيا على أرضي وصيا…!