العمق القرآني والاستراتيجية الإنسانية القوة والثبات
إب نيوز ١ مارس
منتصر الجلي.
تطرأ على العقل البشري الفكرة ، يجانبها التصور ويبنيها الخيال ، يرافقها العمل وتستجد على الواقع كأثر بين على أشكال ورؤى مختلفة كل فكرة حسب احتياجها الإنساني ، وكل نظرية حسب ما يبتغي صاحبها …وهذا ما نسمي في مصلحاتنا البشرية الوضع الاستراتيجي للتجانس بين المحيط والإنسان تبنى عليها حياة الآلاف من البشر كل الناس عامة وقاطبة..
فنرى القصور ونرى الشوارع نرى الرسومات ونرى الخطط ونرى الحسابات ونرى الصناعة ونرى الاختراق التنكولوجي ،نرى الإبداع ونرى الابتسامة ونرى الحزين ونمر بمن يبكي ونرى من يستفهم ونرى البليد ونرى الباهر ونرى الفهيم ونرى العالم ونرى العالم بكل شكل ووجه وشاكله ؛
كل هذا التموضع الاستراتيجي للبشرية لتستمر حياة الإنسان إلى أجل معلوم ويوم معلوم هو القيامة …
هنا ننظر إلى المصطلح القرآني الذي هو أساس قويم ونهج دائم ثابت لا يتغير أو تبدله الحاجة أو تسقط عنه القدرة عن التوجيه السليم للإنسان ، فالفرق في النتيجة والغاية ومعرفة ثبات المنهجية أو النظرية ،
ففي مصطلح العمق الاستراتيجي ومايحويه من مدركات وخطط ودراسات للابتكار والمعرفة والعلم والتقيد بالواقع وفق مقتضى مايسر البشرية ،رغم كل هذا يظل هناك حلقة مفقودة سرها في الضعف القاصر المحدود للقدرة الإنسانية ومحدوديتها.
أما في العمق الثابت الذي هو العمق القرآني الآفاق مفتحة والمسارات القرآنية ذات إشارات ورموز حيثية مصانة بالثبات ومقرونه بالأعلام من العترة الطاهرة الذين أوتوا مفاتيح الآيات ومدلولات حركتها وتفعيلها وموضع كل آية ومكان تأثيرها ..
فالضمانة في العمق القرآني ثابت النسبية ذرية الأمد ،غير الأخرى في الاستراتيجية الفكرية للبشر التي يعوزها النقص والتغيير والتبدل حسب الظروف ومايستلزمه الواقع عبر مراحل السنين.
معرضة في ذات الوقت للمد الحاكم والسياسة القائمة والأطروحات العقائدية الموجودة في تلك الدولة أو الشعب أو المجتمع،بينما الاستراتيجية القرآنية مرفوع عنها بتاتا التدخل العقلي والتشطير أو الشطط، قائمة شاملة جامعة لكل البشرية بعكس الأولى المحصورة حسب الجنس واللون والعرق والجغرافيا…
هنا وفي التسارع الكبير للنموا البشري والتكنولوجي والتغير الظاهر والباطن لسطح الكوكب الأزرق والنشوز الإنساني على فطرة الله وخلقه ،لايستطيع الإنسان يحكم بديهية الوقت أو إلزامية الجغرافيا فمسير الكون وخالقه هو من وضع القرآن لإصلاح الناس بمختلف تنوعهم المعروف ، وهو أعلم أنه لاحياة ولا سعادة إلا به ، حتى التطور والنماء والنظرة الحديثة لو قيدت بالمنظور القرآني لكانت أجمل وأعز وأرقى .