عملية توازن الردع الخامسة (فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ).
إب نيوز ١ مارس
منار الشامي
ما إن قرعت طبولُ الحرب معلنةً العدوان الصهيوأمريكي على اليمن ، أُمهل التحالفُ أربعين يوماً كفرصةٍ ثمينة للتراجعِ عن مسارِ الجهالةَ والتعجرف ، قُوبلت هذه الفرص بالاستهتار وتلك الأيامُ السبع كادتِ اليوم تُنهي سبعٍ عِجافٍ من السنونِ.
مرّت اليمن مذُ بدء العدوان بمراحلٍ عصية وخياراتٍ ضيقةِ الأُفق ومع ذلك فقد حرصت على إيداع العدوان كافة فرصِ السلام التي تُحافظ بدورها على ما تبقى من الجسدِ الممزقِ لليمن حتى وإن كان عظماً ، فبدورها حكومة صنعاء حرصت على قبول المفاوضات والذهاب إلى الخارج للتحاور ، فكانت نهايةُ كلِ تلك الأتفاقات والمفاوضات هو الفشلُ الذريع ، ومع أن حكومة صنعاء قد قدمت التنازلات الكبيرة التي تُعتبرُ غنيمةً كبيرة للعدوان غير أن حالة التعنت التي طغت على تحالف العدوان أبت إلا الاستمرار في العدوان .
انقضت تلك الاتفاقات المتتالية دون تحقيق أي جدوى ، في تلك الأثناء كان اليمن يخوضُ غِمار الموت الذي ينهشهُ لعواملٍ عديدة أبرزها طيران العدوان الذي لا فرق عندهُ بين صغيرٍ وكبير والحصار المُطبق الذي بدوره قوضّ من تخفيفِ معاناة الشعب ، عدا هذا فارتفاعُ الأسعار وانعدام المشتقات النفطية ساعد على جعلِ 80% من سكان اليمن يعيشون حالة الفقر كما تُشيرُ إلى ذلك بعض المنظمات الدولية ، للدرجةِ التي وصل بها هذا الحال إلى أكبرِ كارثةٍ إنسانيةٍ مُعاصرة .
قبل ثلاثِ سنواتٍ تقريباً قال السيد القائد في إحدى محاضراتهِ التي هدد فيها العدوان بأن المنظومة العسكرية في حالةِِ ارتقاءٍ كبير وعلى كل المستويات صاروخياً على رقعةِ الأرض، وجوياً على مستوى الطيرانِ المُسير ، فتعاظمت هذه القوة وقُوبلت كل تلك الفرص التي منحتها القيادة للتحالف بوقفِ العدوان بفترةِ بناءٍ ذاتي لكافة المنظومات العسكرية التي مثّلت عاملاً مُحفزاً لإحراز الانتصارات المتتالية .
تبوأت اليمن موقعاً مرموقاً بين الدولِ العظمى في التصنيع العسكري حتى افشلت منظومات الدفاع الجوي الأمريكية وأضعفت شوكة العدو وكسرت شوكته، فتواصلت عمليات الردع العسكرية الكبرى منذُ بداية العدوان وبشكلٍ كبيرٍ وملحوظٍ بهر جميع المُتابعين للشؤون العسكرية اليمنية .
مؤخراً عملية توازن الردع الخامسة والتي نفذتها القوات اليمنية المسلحة ، فبمقابلِ الألم والوجعِ الذي يعيشهُ اليمن ، يُذاق العدو ألماً موجعاً من أيدينا الصلبة وصدورنا الحرة وماهو إلا برهانٌ قرآني جسدهُ الواقِع {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ}.
.