الخزي والعار لكل خائن ومرتزق

إب نيوز ٢ مارس

دينا الرميمة

قيل في تعريف الوطن إنه المكان الذي تحفظ فيه الكرامة ويصان فيه العرض، وكلمة وطن كلمة جامعة لمعان كثيرة، وحبه أمر فطري يكبر معنا.
فهوى الوطن يبعث الروح فينا حتى وإن كنا على فراش الموت فإننا نكون في قمة السعادة لمجرد أن تطأ أقدامنا ثراه، وإن كنا نعاني ونكابد بسبب تمسكنا به فحبنا له يزداد بقدر تلك المعاناة والتضحيات، ومهما أحسسنا بالضيم فيه من قبل بعض حكامه أو اختلفنا مع بعضنا البعض إلا أن الوطن هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن نساوم عليه أو نبيعه أو نفرط في سيادته!
ولكم أن تتخيلوا مأساة وطن تلقى ولايزال طعنات الغدر والخيانة من أبناء تنكروا له وانضموا لصف أعدائه، وطن فجع بمن احتضنهم بكل حب منذ الوهلة الأولى التي قدموا فيها إلى الحياة، وظل لسنين يسقيهم وبسخاء رحيق خيره، ويضمهم بين جوانحه بكل عطف وحنان، فإذا به يفاجأ أنهم أول المتنكرين لجميله.. ويا لها من خيبة غير متوقعة.
هذه المأساة يعيشها وطننا اليمني الذي فجع ببعض أبنائه الذين تحولوا لعاصفة هوجاء تبعثر ذراته وتدمر أركانه، حين جعلوا من أنفسهم معاول هدم في يد العدو ينخر في عمران وطنهم ويمزق بهم نسيج حضارته العريقة، باعوا أنفسهم ويمنيتهم بثمن بخس في سوق الارتزاق ليسلموا بلدهم للغزاة والمحتلين، مقدمين لهم دماء أبناء شعبهم قرابين ولاء فاستحقوا بذلك غضب أرضهم وشعبهم.
وقد تجلت الخيانة لليمن في عدة مشاهد سطرها أولئك الذين اتخذوا من الوطنية مبررا لخيانتهم واندرجوا علناً تحت لواء العدوان الذي لايزال يعض بنواجذه على أمانيه السوداء في اليمن ويتشبث بأحلامه لجعلها مرتهنة له، فمنهم من التحق بجيش العدو يقاتل على حدود بلده كي يفتحها للعدو، وآخرون اندسوا بين أبناء الشعب كخلايا تعبث بالأمن أو تتجسس لصالح العدوان ويقدمون له الإحداثيات لقصف بلادهم متسببين بقتل الكثير من أبناء شعبهم، وطعنوا اليمن في خاصرتها حين جعلوا من أنفسهم رادارات للعدو يخترق بهم أمن بلدهم وأمانه وبالذات صنعاء والمناطق التي رفضت تواجد العدو على ترابها.
لكنهم سرعان ما ينفضحون وينفضح مخططهم الخبيث، بفعل صحوة ويقظة رجال الأمن الشرفاء. خلايا كثيرة تم القبض عليها كان آخرها الخلية الإجرامية التي جندتها القوات الأمريكية وأصبحت تعمل لصالح المخابرات البريطانية مقابل 300 دولار!
حين سماعي اعترافات أفراد الخلية، عجزت عن وصف ما أشعر به من فخر تجاه رجال الأمن الشرفاء الذين تمكنوا من القبض على هذه الخلية وما مثله ذلك من هزيمة مدوية لبريطانيا التي مازالت تمني نفسها باليمن وسواحلها، غير أن ما آلمني هو كيف لمن أنجبته هذه الأرض الطاهرة وتربى تحت سمائها أن يكون عاقاً لأمه اليمن؟ وهل اليمن إلا الأم التي لانزال جميعنا مدينين لها بحياتنا وتواجدنا وكرامتنا التي ورثتها واستمدتها أرواحنا من ثراها الطهور الذي لا يقبل أن يدنسه غازٍ أو محتل.
فسلام الله على أحرار اليمن، والخزي والعار لكل خائن ومرتزق.

You might also like