ثأر العالم الوحشي

إب نيوز ٤ مارس

دينا الرميمة
من داخل أروقة المستشفيات وغرفها لا تسمع إلا الأنين، ولا ترى إلا أعين تذرف الدمع الغزير للآلاف من الناس، الذين لجأوا إليها علهم يجدون ما يخفف عنهم عناء آلام عصفت بأجسادهم معظمها بسبب حرب عدوانية استحلت استخدام الأسلحة المحرمة دولياً في اليمن فخلفت عاهات وأمراض أصابت الصغير والكبير دون تفريق ولا رحمة.
يقول وزير الصحة إن معدل الزيادة بين مرضى السرطان حوالي سبعين ألف حالة، أصبحوا يتزاحمون أمام غرف الأجهزة الطبية المختلفة، منتظرين الدور لتلقي جرعة علاجية إشعاعية منع العدوان دخولها لليمن تخوفاً من استخدامها لأغراض عسكرية.
كثيرة هي حالات الفشل الكلوي التي اصبحت مهددة بالموت وتحتاج لجلسات غسيل كلوي مستمر، ولكن أجهزتها قاربت التوقف نتيجة نفاذ المشتقات النفطية بسبب تتعمد دول العدوان على احتجازها وسفنها بعرض البحر منذ عدة أشهر، فارضة حصاراً خانقا على الشعب اليمني المهدد حالياً بكارثة انسانية وفقاً للتقارير الأممية.
وأمام هذه الكارثة الإنسانية في المستشفيات يقف الأطباء عاجزين عن تقديم يد المساعدة لمرضاهم حاملين هَمّ إخبارهم عن نفاذ الوقود كيف سيكون وقع الخبر على أنفسهم التي تنتظر منهم أخبارا تخفف أوجاعهم.. فمثل هذا الخبر قد يجعل الكثير يفارق الحياة خوفاً ورعباً موجهين لعناتهم إلى إنسانية هذا العالم المزيفة.
نداء الاستغاثة التي وجهته وزارة الصحة وشركة النفط مفادها “المشتقات النفطية في المرافق الصحية على وشك النفاذ” رفع وتيرة دق ناقوس الخطر محذرا من دخول اليمنين تحت حكم الإدام لمئات الآلاف من المرضى إن لم يكونوا ملايين، ولكن هذه الاستغاثات المنذرة بالكارثة واجهتها الامم المتحدة والعالم بأعين عمياء وآذان صماء.
يبد أن إنسانية العالم صارت تتلذذ بمثل هذه المأساة وربما صار المجتمع الدولي يراها بمثابة ثأر من اليمنيين الذين جرَّعوا تحالف العدوان وممولي هذه الحرب العدوانية أقسى الهزائم طيلة ست سنوات فباع العالم إنسانيته وضميره وكل القوانين التي صاغها باسم حقوق الإنسان مقابل إرضاء البترودولار.
مبادرات السلام التي أعلنت عنها سلطة صنعاء وبدأتها من طرف واحد لا زالت دول العدوان تتعامى عنها ولا تتعاطى معها بجدية مستمرة في احتجاز السفن النفطية لتوقف بذلك الحياة وتعزز كل أسباب الفناء والعالم يتابع ذلك بصمت.
هذا التمادي والتعامي قد يجعلهم يندمون جميعاً فاستهتارهم بكل الحلول التي تضمن الأمن للجميع لن تبكي اليمنيين وحدهم ولن يستمر الظلم طويلاً فقد يجد العالم أجمع البكاء منتشراً في كل أرجاء المعمورة وعلى الأخص منهم دول العدوان ومموليه فلن يستمر اليمنيون في مثاليتهم مواصلين استمرارية الحفاظ على عدم الإضرار بالآخرين ليظل الأنين صادرا منهم فيما المعتدين والعالم غير مكترث بما يشهده من آلام وأوجاع اليمنيين.
حتماً سينتصر اليمنيون ذات يوم وستنتهي لحظات الألم وسنتحدى الموت والمآسي وبلا شك سيبكي العالم ندماً على خذلانه للحق وعدم انتصاره للإنسانية.

You might also like