مصالح الدُوَل الكُبرَىَ لها الأَولَوِيَة وباقي الدُوَل تفاصيل

إب نيوز ٤ مارس

عندما يحتدم الصراع بين الفَيَلَة تصبحُ الأعشاب ضحيَة، هذا هو الواقع في عالم التوازنان العسكرية والإقتصادية بين دُوَل العالم المتفاوتَة بشكلٍ كبير،
**مصالح الولايات المتحدة الأميركية المرتبطَة إرتباطاً وثيقاً بالكيان الصهيوني فرضَت أجندَة عمل في المنطقة لصالحه جَنَّدَت له واشنطن القارة الأوروبية وكامل مجلس التعاون الخليجي بكل إمكانياته وحضوره الدولي بالرغم من قوة الحضور العربي الموالي لموسكو والمعارض للمعسكر الغربي آنذاك،،
**وبالرغم من ذلك لَم تُقدِم موسكو{الإتحاد السوفياتي} الدعم الكافي من أجل خلق توازن عسكري في المنطقة بسبب إرتباط مصالحها بمصالح دولة إسرائيل من خلال اللوبي الصهيوني المُهيمن إقتصادياً في دوَل الإتحاد السوفياتي السابق والذي كانَت له اليَد الطولَىَ في تقرير حجم الدعم لدوَل المحور مثل مصر والعراق وليبيا والجزائر وسوريا والسودان، وبقيَت كل تلك الدوَل المواجهة لإسرائيل رهينة المزاج السوفياتي والسقف المُحَدَّد لهم من التسليح والتجهيز.
**خروج مصر من ساحة الصراع العربي الإسرائيلي أخَلَّ بالتوازن العسكري في المنطقة لصالح إسرائيل والذي أصلاً كانت تل أبيب متفوقَة فيه فتحَوَّل التهديد الوجودي لها إلى خطر حرب وتدمير بُنَى تحتيَة لا يتعدَىَ حدود الإشتباك إن حصل وثم تكرَّسَ وقفاً لإطلاق النار وتحولت مناطق الصراع إلى خطوط مواجهة باردة نبتَ فيها العشب الأخضر وتفتحَ بها الأقحوان؟
دائماً ما نكون في العالم العربي ومنطقة شمال أفريقيا عبارة عن تفاصيل أو أوراق نقدية في أي تسويَة تحصل لصالح الدوَل الكبرَىَ عندما يُدخِلوننا في عالم التسويات ونحن نكون ثمن لأي صفقة أو إتفاق تتم المقايضة بنا.

بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي هيمَنَت واشنطن على القرار الدولي، وجَزَّئَت دوَل المنطقة إلى ثلاث…

** منها دوَل للحَلب ودفع الجزيَة تقوم بخدمة إسرائيل من خلال بث سموم الطائفية والمذهبية وصناعة الإرهاب لتخريب محيط الكيان ودوَل الطوق وإشعال الفِتَن تقدمتهم السعودية وقطر والإمارات.
**دولاً أُخرىَ كمصر والمغرب والأردن ولبنان والعراق مهمتها ترويض شعوبها على قبول الكيان الصهيوني كأمر واقع والتسويق له كدولة ديمقراطية مقابل دعم مالي أميركي لا يكفي بدل غذاء لأبقار السودان وأصلاً تدفعه السعودية تحت إسم المساعدات الأميركية للشرق الأوسط.
**ثالثاً : القوَىَ المعادية لإسرائيل والتي تصر على إزالتها من الوجود والتي إقتصرت على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسوريا، وأنصار الله، وحزب الله، وفصائل المقاومة في العراق وفلسطين.
**سَخَرَت واشنطن ضدهم كل مقومات الدوَل العربية المالية والسياسية والإعلامية والإستخبارية لأجل محاربتهم وتشتيت قواهم وإشغالهم بحروب جانبية على غرار ما حصل في العراق بعد غزو داعش وإنتشار الإرهاب في سورية.

ماذا فعلت روسيا لأصدقائها وحلفائها بوجه أميركا وإسرائيل؟

** لا شيء!

** لا بَل ساومَت على الحرس الثوري والفصائل التي دعمت الدولة السورية وعلى النظام نفسه.

** إلَّا حزب الله كان لإسرائيل حسابات أخرىَ معه حيث كان يرُد على أي ضربَة إسرائيلية لمواقعه في سورية من داخل لبنان، فألزَم تل أبيب حدودها فيما يخص مقاتليه ومواقعه وعتاده.
حتى روسيا بثقلها لَم تستطع تحدي حزب الله في سوريا والذي حصل في غرب حلب ودير الزور من دون ذكره والأيام كفيلة بكشف أسراره يؤكد أن الجيش الروسي يهاب حزب الله في سوريا ولا يتجراء على التجسس عليه او تزويد الكيان الصهيوني بإحداثيات لمواقعه كما يحصل مع الحرس الثوري وآخرين.

اليوم أزمة المعارض الروسي ألكسي نافالاني هَزَّت فرائص فلاديمير بوتين وأحتدَم الخلاف السياسي بين موسكو وواشنطن وأصبحت روسيا بحاجة إلى دعم طهران ودمشق وحزب الله، فأضطَرَّت أن تقدم مصلحة بلادها على مصلحة إسرائيل وأرسلت أول رسالة الى واشنطن يوم السبت الماضي عندما شَنَّت إسرائيل غاراتها على مطار دمشق الدولي ومحيطه من سماء الجولان المحتل وتصدت وسائط الدفاع الجوي الروسية المتطورة المُسَلَّمَة للدفاع الجوي السوري الى الصواريخ فأسقطتها جميعاً من دون أن تحقق أي هدف على الأرض وهذا لم يكن ليحصل من قبل؟ .

**كما أرسلت موسكو إشارات لتل أبيب مفادها انها ستسمح للجيش السوري بتشغيل وإستخدام منظومات صواريخ S300, المتطورة والتي تهدد الملاحة الجوية الصهيونية بالكامل حتى داخل العمق الفلسطيني.

إذاً عشنا ٧٢ عام مخدوعين بتحالفنا مع روسيا وأثبتت الأحداث الأخيرة أن سبب ضعفنا ليس قوة إسرائيل ولا أمريكا إنما تخاوز روسيا علينا،
إيران على الساحة السورية اليوم أقوَىَ وغداً أقوَىَ وروسيا لا مفر أمامها بعد اليوم إلَّا أن تقدم لحلفائها السلاح وتخرج من الماضي المتلون الى لونٍ واحد نقي، وأنَ تخاذلها مع أفرقاء قِوَىَ المقاومَة لَن يدوم الصبر عليه طويلاً؟ وستصبح روسيا وحيدة بلا شرق اوسط دُب لا مخالب لهُ.

*إسماعيل النجار
*4/3/2021

You might also like