محاربة الفقر
إب نيوز ٤ مارس
محمد صالح حاتم.
قال الأمام علي ابن ابي طالب كرم الله وجهة (لو كان الفقر رجلا لقتلته)لماذا قال الأمام علي هذه المقولة الشهيرة والتي تعد استراتيجية يجب علينا نحن كمسلمين تنفيذها والعمل على بلورتها على أرض الواقع؟
الأمام علي عندما قال هذه العبارة الشهيرة كان يعلم علم اليقين مدى خطورة الفقر، ومدى تأثيرة على حياة الأنسان وارتباطه الأرتباط الوثيق بشؤون الدولة، وعلاقته بالفساد الأخلاقي، والفساد الأداري والمالي واهمية محاربته بل ويدرك أن قوة الدولة واستقلالها وحريتها وسيادتها مرهون بالوضع المعيشي لأبنائها.
فالانسان الفقير الجائع لايمكن ان يتعلم، لايستطيع أن يفكر او يبدع او يخترع، لايقدر أن يدافع عن بلده،فالفقر يعتبر عدو الأنسان الحقيقي،ومحاربته واجب ديني على الجميع، وبما اننا مسلمون لكننا لم ندرك اهمية ماقاله الأمام علي كرم الله وجهة، وتنبه له اعداؤنا الذين عملوا بشتى الوسائل وبكل الطرق والسبل لجعل البلدان العربية والأسلامية فقيرة غير مكتفية ذاتيا ً ؛ رغم ماتمتلكة من مقومات اقتصادية كبيرة تجعل منها دولا ً قوية، بل سعى الاعداء لاستغلال هذه المقومات ونهب ثروات البلدان العربية والأسلامية، بهدف تجويعهم، ليظلوا خاضعين لهم، مسلوبي القرار فاقدي للسيادة. وهذا هو الواقع الذي باتت تعيشه الاوطان العربية والأسلامية اليوم.
والسؤال الذي يطرح نفسة كيف نستطيع أن نقتل الفقر ، وماهو السلاح الذي من خلاله نقضي على الفقر ؟
محاربة الفقر وقتله لايكون بالسلاح بل يكون بالعمل والتوجة نحو استغلال الثروات، يكون بالعلم، يكون بالزراعة، يكون من خلال اكتساب المهن الحرفية التي يستطيع من خلالها الشخص أن يكون منتجا ً، فالأرض هي ميدان المعركة الحقيقية التي سيواجه فيها الانسان عدوه (الفقر)، والمدرسة والمعهد والجامعة هي ميدان التدريب الذي يتدرب فيه الفارس ليكتسب مهارة وخبرة ليتغلب على العدو( الفقر ) والحكومة هي القيادة التي يتوجب عليها إعداد الخطة لمواجهة العدو(الفقر)،ووضع الاستراتيجية الحقيقية لتجهيز الجيش الذي سيقاتل العدو، والشعب هم الجيش الذين سيخوضون المعركة وسيواجهون العدو (الفقر) في الميدان، فالكل معني بمقاتلة ومحاربة الفقر، والقضاء عليه مرهون بوجود قيادة حقيقية قادرة على استغلال الثروات وبناء القدرات وتنفيذ الخطط والاستراتيجيات على أرض الواقع الذي يلمسه الشعب.