مصباح الدُجى ، ونور الهُدى . وقفات مع قرين القرآن .
إب نيوز ٥ مارس
منار الشامي.
الحلقة الأولى “أعلام الهداية والقرآن الكريم”
شهدت البشرية على مرَّ العصور نماذج راقية وآياتٍ من الله سامية ، ومذُ أن بدأ الإسلامُ كمشروعٍ أوحد للبشرية جمة ظهرت معالمٌ عظيمة وشخصيات كان لها الدورُ البارز في صياغة المنهج القرآني علماً وعملاً وتعليماً .
لقد توالت النماذج الإنسانية الراقية بدايةً من رسول الله صلوات الله عليه وآله وحتى آله الكرام كالإمام علي عليه السلام وكأبنائهِ العِظام الحسن والحسين ولقد تعاقبت النماذج الإنسانية والإسلامية في صدرِ الإسلام وحتى العصور التي تلتها وإلى اليوم .
ظهر العلماء والأئمة الكرماء ، ولقد برز الدور العظيم لعلماء الفِكر ولعلماءِ العلوم المختلفة وكذلك الفلاسفة والكُتاب ، وعلماء الفلك ، والعلماء الذين كان دورهم دوراً دينياً فتحركوا في إطار القرآن الكريم والمناهج الإسلامية السليمة والمستوية ، كذلك العلوم المختلفة التي تبناها بعضُ العلماء كالرياضيات والكيمياء وغيرها ، حتى تبوأت الأمة الإسلامية مقعداً مُتقدماً بين الأمم المجاورة من حولها وشكلت رمزاً علمياً ، وصرحاً شاهقاً لمختلفِ العلوم.
لكن الأهم من ذلك كان أعلام الهدى ، إذ أن الفرق بين أعلام الهدى والعلماء فرقٌ شاسع من منطلقين الأول هو أن أعلام الهدى يتحركون في منهجِ الله وبأمرِ الله وبوحيٍ من الله لهذا أتى في القرآن النصُ المُعبّر (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) وهذه الصيغة تُبين أن ذلك بأمر الله وبتهييئهِ للظروف، الثاني هو أن أعلام الهدى هم من آلِ بيت رسول الله لذلك هم في فِكرهم وتوجههم وتحركهم يتطابقون مع كتاب الله وهذا يتضامنُ مع النص الشريف المذكور بحقِ أعلام الهدى وأهل البيت عليهمُ السلام ” إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم بهِ لن تَضِلوا من بعدي أبدا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني بأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ” ولهذا عندما تم تعطيل أمر الولاية للإمام علي عليه الصلاة والسلام عُطل القرآن وبدأت الأمة بالأنحراف مذُ ذلك الوقت المُبكر .
وبما أن مُعجزة الرسول الكبرى كانت القرآن الكريم كانت السنة الآلهية تقتضي أن يكون هناك من يُحرك القرآن ومن يعمل به ، فالقرآن الكريم وأعلام الهدى هم سنةٌ ثابتة أتى بها الإسلام في بدايته .
“من أعظمِ نكباتِ الأمة أن تفقِد عُظمائها، خسارةٌ كبيرة” لأن العظماء من أعلام الهداية إذا فُقِدوا لن يبقى للقرآن مفعولهُ المطلوب ولن تنجح الأمة في تحقيقِ أي خطوة لصالحها ، الأمةُ الهزيلة التي تركت نُصرةَ الإمام علي عليه السلام سقطت ضحية التآمر الذي قضى على مكانتها، وتلك الحادثة نفسها كانت نتيجة طبيعية لما حصل في المستقبل مع الحسين في فاجعة كربلاء ومع الإمام زيد عليه السلام ومع بقية أعلام الهدى على مرَّ العصور ، ولكم من أعلامِ هداية فرطت الأمةُ فيهم فذُلت وخنِعت وأصبحت تحت رحمة من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة !.
ولقد كان عصرنا وللأسفِ حاضناً لحُسينٍ آخر وكربلاءٍ أخرى وعلم هدايةٍ أدرك العدو خطره عليه قبل أن نُدرك نحنُ عظمته ومكانهُ الكبير ومشروعه الناجح لإرساء الأمةِ في شواطئ النجاح والفلاح معاً ، ولقد كان المثالُ الأعظم لهذا هو وجود الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي الذي تحرك بمشروعهِ القرآني ومنهجهِ القويم كأكبرِ مشروعٍ يطمح إلى تصحيح مسار الأمة والعمل على إعادة تفعيل مبادئ الإسلام التي هي بدورها تحفظ للإسلام وجوده وكيانه .
.