كيف يُصنع الأبطال الخارقون
إب نيوز ٧ مارس
*أمل المطهر
لطالما وضعت الأفلام الأمريكية الخيالية شروطاً تعجيزية للبطولة في العقل البشري لمن يريدأن يكون في موقع التحرك والدفاع عن الذات ولتحقيق العدالة الإنسانية في أرض الله .
فمثلاً يجب أن يكون البطل خارقاً للطبيعة البشرية فمثلاً يستطيع الطيران أو ينفث النار أو يمتلك قوى خارقة تمكنه من مواجهة الاشرار وحماية البؤساء
هذا ما أرادوا ترسيخه في عقولنا جيلاً بعد جيل حتى نصل إلى حالة الإستسلام وإستبعاد تحقيق أي نصر من خلال تحركنا في مواجهة أعدائنا حتى ولو على الصعيد الشخصي ووصل العقل البشري لدى الأغلبية من ابناء الشعوب العربية وحتى غير العربية إلى قناعة تامة بأنه لا بد من امتلاك قوة خارقة للطبيعة الكونية كي تتبدل حالة الهوان والبؤس التي يعيشونها. فأصبحوا يحلمون بمن سيأتي من السماء لإنقاذهم وهم متوكلون على ذلك وإن كانوا يعلمون جيدا بأنه مستحيل.
نماذج الأبطال الخياليين التي فرضت كنظرية تحاول تأكيد انتهاء زمن البطولات التي كانت تتحقق على أيدي بشر طبيعيين كلفوا بمهمة الدفاع والمواجهة لقوى من الله تعالى وانتصروا بقوته وتآييده لهم ، وبأنه لايمكن أن يتغلب الخير على الشر في هذا الزمان إلا أن وجد مثل هؤلاء الأبطال الخارقون كسوبرمان وباتمان وغيرهم ممن تأثر بهم الكثير من ابناء الشعوب الكبار قبل الصغار وكانت النتيجة خلق الروح الانهزامية لدى الكبار والعيش في عالم الخيال والتحرك نحو هدف مجهول وخاطئ لدى الصغار. هذا من بعض ما تركته هذه النماذج من الأفلام الأجنبية وهذا بعض منها وهي كثيرة والحديث حولها وعن انواعها وأهدافها يحتاج للكثير من الوقت.
لكن هذا النموذج
الذي يخلق قدوة ونموذج خيالي وبمواصفات خارقة ويضعه أمامك كحل وحيد لمشاكلك ومعاناتك
قد يخلق ثقافة دخيلة في أوساط المجتمع بتلك الحالة الدخيلة. لذلك لا بد من نشر الثقافة الأصلية والاصيلة والتي أصبح بأمكاننا تأكيدها نظرياً وعملياً على أرض الواقع بعد أن كان ذلك صعبا نوعا ما .
فها نحن الآن نرى ونسمع عن بطولات ومعجزات تتحقق على أيدي أبطال حملوا في نفوسهم ثقافة حقيقية وفطرة سليمة منحتهم قوة الإقدام والتحرك لتحقيق انتصاراتهم على قوى الشر. فمن أرض اليمن الحكيم المقاوم تحركوا بعيدا عن تلك الثقافات التي تؤثر على النفس وتلغي مبدأ التحرك وتمحو نظرية انتصار الباطل على الحق
ليؤكدوا نظرية قوة الحق وضعف الباطل مهما كانت امكانياته قوية وكثيرة.
كان بطلهم الخارق هو الرسول الاعظم ووصيه الإمام علي عليه السلام. تحركوا في مواجهة قوى الشر في هذه الأرض وأعداء الإنسانية فكانت ضرباتهم خارقة وقوية لم ياتوا من الفضاء الخارجي أو كانت لديهم قوى خارقة لينتصروا؛ لكنهم قلوبهم تفيض إيماناً، تولياً وحباً لله ولرسوله ولمن أمروا بتوليهم. إمتلأت نفوسهم بالإيمان والثقة الكبيرة بالله فأعادوا زمن البطولات وقهروا المستحيلات وصنعوا المعجزات واخبروا العالم عن الثقافة التي تصنع الأبطال الخارقين.
ومن ها هنا يأتي دورنا نحن لننشر عبقهم وننثر بطولاتهم على كل طريق لنعيد الأمل للبشرية بأسرها بأن زمن الأبطال الحقيقيون قدعاد من جديد وولى زمن الخيال والخياليين.