عبدالباري عطوان : انباء غير سارة لإدارة بايدن: الصين تجاوزت أمريكا وباتت “رسميا” اكبر قوة بحرية في العالم.. ماذا يعني هذا الإنجاز؟
Share
إب نيوز ٧ مارس
عبدالباري عطوان : انباء غير سارة لإدارة بايدن: الصين تجاوزت أمريكا وباتت “رسميا” اكبر قوة بحرية في العالم.. ماذا يعني هذا الإنجاز؟ وما علاقته بإعادة صياغة السياسة الامريكية في الشرق الأوسط وانهاء الحربين اليمنية والافغانية وترتيب البيت السعودي؟
لم يكن مفاجئا، ولا مستغربا، ان يسير الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن على خطى سلفه دونالد ترامب، ويضع الصين في خانة العدو الأول، والأخطر، بالنسبة الى الولايات المتحدة الامريكية بسبب خطواتها المتسارعة، اقتصاديا وعسكريا للتربع على عرش القوة الأعظم في العالم.
امس السبت كشف تقرير استخباري امريكي اذاعت محتواه قناة “سي ان ان” ان الصين تجاوزت أمريكا في عدد القطع البحرية، بحيث باتت “رسميا” اكبر قوة بحرية في العالم، وبات لديها 360 قطعة بحرية هجومية تضم سفنا وغواصات نووية وطائرات مسطحة بالمقارنة مع 250 قطعة هي مجموع قطع الاسطول الأمريكي في القوت الراهن.
الاستراتيجية الصينية، كانت، وما زالت، تتبنى عدة خطط محكمة الاعداد، الأولى، بناء بنى تحتية اقتصادية قوية، والثانية، قوة عسكرية نووية صاروخية متطورة، والثالثة، ترسانة من الأسلحة السيبرانية والذكاء الاصطناعي، ويبدو ان هذه الاستراتيجية بدأت تدخل طور الاكتمال، وفي زمن قياسي، وتثير قلق الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.
الصينيون يعملون بصمت مدعوم بثقة عالية بالنفس، وتؤكد معظم التقديرات الغربية انهم سيصبحون القوة الاقتصادية الأعظم في العالم في غضون خمس الى عشر سنوات، وسيصبح “اليوان الذهبي” الصيني العملة الرئيسية الاولى في العالم، وبما يطيح بهيمنة الدولار، والنظام المالي الغربي الذي حكم العالم واقتصاده منذ الحرب العالمية الثانية.
وبينما يعاني الاقتصاد الأمريكي من ازمة فيروس كورونا، ووفاة 537,120، واصابة 29,654,050 حتى اليوم، تعافت الصين كليا منذ عدة اشهر، واستطاعت احتواء الوباء كليا، وحققت وتحقق نموا اقتصاديا تجاوز التوقعات ليصل الى 6.5 بالمئة مرشحة للارتفاع بنسب عالية في غضون الأعوام القليلة القادمة، وباتت تكسب عقول وقلوب معظم شعوب العالم الثالث بإرسال عشرا الملايين من اللقاحات اليها.
العقوبات التي فرضتها حكومة الرئيس ترامب على الصين جرى امتصاصها، والتعايش معها، حسب آخر التقارير الغربية، ولا نبالغ اذا قلنا انها أعطت نتائج عكسية ابرزها تسريع الإدارة الصينية في تطوير قدراتها الذاتية في المجالات العسكرية، وامتلاك قوة ردع دفاعية وهجومية جعلتها تُحكم سيطرتها على بحر الصين الجنوبي، وبما ينهي الهيمنة العسكرية الامريكية في شرق آسيا تدريجيا.
إدارة الرئيس بايدن التي ورثت أمريكا يسودها الانقسام والتوتر والأزمات الاقتصادية والصحية، والقلق الداخلي، باتت تواجه تحالفا روسيا صينيا متعاظما، يغطي نفوذه مناطق عديدة من العالم على حساب النفوذ الأمريكي الغربي، ولعل هذا ما يفسر استجداء هذه الإدارة الجلوس مع ايران على مائدة المفاوضات للعودة الى الاتفاق النووي، وإعادة ترتيب بيوت حلفائها في الشرق الأوسط، واولهم البيتان السعودي والعراقي، ومحاولة الهروب من الحروب المتأججة في أفغانستان واليمن.
احفظوا اسم الرئيس الصيني شي جين بينغ جيدا، وتعرفوا على اسمي وزير خارجيته وانغ يي ووزير دفاعه وى فنج خه بأسرع وقت ممكن، فهذه الأسماء سيتم تداولها بكثرة في الأيام المقبلة، وستحل قريبا محل أسماء نظرائهم الأمريكيين في ملفات العلاقات الدولية، وتغطيات محطات التلفزة العالمية.. والله اعلم.