الذكرى السنوي لشهادة القائد العربي المسلم الذي مشروعه أطاح بامبراطوريات الكفر
إب نيوز ٩ مارس
*ام الصادق الشريف
انني اكتب هذه السطور عن قائد عربي مسلم وانا افتخر أنني انتمي لمشروعه القرآني الذي أطاح بمشاريع امبراطوريات استمرت في احتلال الأوطان العربية قرون من الزمن كبريطانيا وأمريكا وفرنسا وإيطاليا ولايجهل سنوات الغزو والاستعمار لكل وطن عربي مسلم..
لكن قبادة الغزو في هذا الزمن هي الشيطان الاكبر امريكا بخطط واساليب شيطانية كالحرب الناعمة وسياسة: “فرق تسد”، ونحوها..
ومن تلك السياسات الخبيثة أحداث الحادي عشر من سبتمبر عندما قسمت أمريكا العالم إلى قسمين:“من ليس معنا فهو ضدنا”.
فما كان من الذين في قلوبهم مرض النفاق من أنظمة وحكام منافقين الا المسارعة في من حذر الله تعالى من المسارعة لقديم واجب الولاء والطاعة لام الإرهاب أمريكا في حربها على ما أسمته بـ”الإرهاب” ، التي لم تكن في الواقع إلا حربا على الإسلام المحمدي الاصيل، كان على رأس الذين في قلوبهم مرض النفاق ممالك الرمال ونظام الهالك عفاش في اليمن الذين يتفاخرون انهم في مقدمة المسارعين فيهم!!
في 29 نوفمبر 2001م، وصل عفاش إلى واشنطن في زيارته الأولى بعد تفجيرات سبتمبر من العام نفسه، وقد اجتمع مع الرئيس الامريكي آنذاك”بوش” يطالب بمعونات مقابل توقيع اتفاقية أمنية مشتركة في مجال الأمن والقضاء ..
لم يكن الحادي عشر من سبتمبر 2001م ، إلا بداية فاتحة لحرب أمريكية كانت بدايتها احتلال أفغانستان في 2001بصناعة القاعدة بقيادة بن لادن ثم مطاردته كمبرر للدخول…
وفي عام 2003، كان دخول القوات الأمريكية بغداد بحجة أنّ لدى العراق أسلحة دمار شامل!!
وحتى هذه اللحظة والعراق يعاني الاحتلال الامريكي وقد قتل منهم أكثر من مليون عراقي اضافة للتخريب بنيتها التحتية ونهب ثرواتها والفوضى وعدم الاستقرار …
فعلا لقد كانت أمريكا شياطانا أكبر كما وصفها الإمام الخميني (سلام الله عليه) مزقت العالم العربي وجعلته احزابا ضد بعضها وطوائف تكفر بعضها ومع ذلك يسارعون لاتفاقيات أمن وقضاء معهم!!
بشيطنتهم غرسوا علماء اسموهم شيعة في لندن ضد الإمام الخميني وثورته وخطه الجهادي القرآني، وضد حزب الله اللبناني وكل شيعة حيدر الكرار الذي فتح حصونهم وقتل مرحبهم حامل لواء النصر في بدر والاحزاب… علي القرآني في مشروعه ونهجه وسيرته السياسية والأخلاقية.. فاراد أعداء الإسلام من احفاد قتلا الاحزاب وبدر واحد وصفين والنهروان …أن يصنعوا إسلاما امويا يهوديا لتشويه الإسلام..
وصنعوا القاعدة وداعش باسم اهل السنة في وجه المقاومة في فلسطين وسوريا وعلماء السنة الاحرار …
سعوا في نشر الفساد والإفساد بكل الطرق وسهلوا الطريق إليه من الشاشة والجوال وترويج ثقافة سموها تطور وتقدم تمسخ هوية المسلم ليبق حبيس شهواته وهم يتحكمون في خيرات أوطاننا وثرواتنا ويتصدقون علينا بمنظمة اومستشفى او طريق ويصفونا بالحهلاء والفقراء وهم اهل الثقافة والحضارة…إلخ.
لكن شاءت الأقدار أن يكون الشهيد القائد يشاهد الأحداث
و المؤامرات الصهيوأمريكية بريطانية، فكان موقف الشهيد القائد هو التحرك والمواجهه بدأها بمحاضرات منها الدعوة إلى شعار البراءة من أعداء الإسلام كموقف مع المسلمين في فلسطين وأفغانستان والعراق..
نقتطف نبذة من كلامه سلام الله عليه: (أقول لكم أيها الاخوة اصرخوا، ألستم تملكون صرخة أن تنادوا- الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل،اللعنة على اليهود، النصر للإسلام، أليست هذه صرخة يمكن لأي واحد منكم أن يطلقها؟، بل شرف عظيم لو نطلقها نحن الآن في هذه القاعة فتكون هذه المدرسة وتكونون أنتم أول من صرخ هذه الصرخة التي بالتأكيد ستكون صرخة ليس في هذا المكان وحده، بل وفي أماكن أخرى، وستجدون من يصرخ معكم في مناطق أخرى، الله أكبر،الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام،، هذه الصرخة أليست سهلة، كل واحد بإمكانه أن يعملها وأن يقولها؟
إنها من وجهة نظر الأمريكيين – اليهود والنصارى – تشكل خطورة بالغة عليهم، إصرخوا وستجدون من يصرخ معكم).
كانت هذه المحاضرة في قاعة مدرسة الإمام الهادي في مران صعدة بتاريخ 17/ 1/ 2002م ، مع مجموعة تعد بالأصابع لكنهم فتية امنوا بربهم فزادهم دهى، لانه موقف تعبير عن غضب الشعوب تجاه جرائم امريكا وإسرائيل في فلسطين والعراق وأفغانستان وباكستان وغيرها كواجب يفرضه الدين واخلاق …
لقد ركز الشهيد القائد في بداية التحرك على معرفة الله الثقة بالله وربط الناس بالقرآن الكريم كعلاج للسقوط الذي وصلت اليه امة القرآن الكريم، وكدستور تنطلق منه تلك الأمة في تقديم الولاء والعداء فإما ان يتحرك الناس موالين لأشد الناس عداوة للذين آمنوا، او تكون ولايتهم لله ولرسوله ولمن جعلهم الله اهلا للولاية وقيادة امة الاسلام وجعلهم سفينة نجاة من الضلال والتيه والذلة …
بدأ الشهيد القائد تحركه بعد أحداث سبتمبر من العام 2001م، وحرص على أن يكون تحركه من خلال القرآن الكريم كحبل اعتصام يمنع التفرقة بين امة الإسلام متجاوزا كل القيود المذهبية والطائفية والجغرافية وكان مشروعه هو جعل حدود الجغرافيا هو الإسلام والدستور هو القرآن الكريم والرؤية الوطنية رؤية أنجح قائد عرفه التاريخ خاتم الأنبياء والرسل(صلوات الله عليه واله) الذي أطاح بامبراطوريات الفرس والروم وعبدة الاوثان ودفع الجزية صاغرين كل من تحت الحكم الاسلامي من الضالين المضلين ..
كانت محاضرات الشهيد القائد ودروسه موجهة إلى عامة المسلمين عن قضايا الأمة الإسلامية لدفعهم كمسلمين إلى اتخاذ موقف من السياسة الإستعمارية التي ما تركت وطن عربي الا وقد احتلته.كما حصل في مصر والجزائر وليبيا واليمن .. وكما هو واضح من النية لعودة الاستعمار من جديد بداء بإحداث الحادي عشر وما بعده..
بدأ القرآنيون برفع شعار البرائه في الجامع الكبير كمحطة تالية للصرخة بالشعار في مران، ورغم أن الشعار لم يكن فيه ما يعد تحريضا ضد النظام الحاكم انما موقف يفرضه الإسلام تضامنا مع إخوانهم في الدين والإنسانية في فلسطين والعراق وأفغانستان …إلخ، إلا أن نظاما عميلا كنظام عفاش لايمكنه أن يسمع ما يؤذي امريكا واسرائيل ويسكت، فقد لاحق كل من صرخ في وجه الشيطان الأكبر والكيان الغاصب وملاء بهم السجون، وفصل من كان منهم موظفين، بل كل من يعود نسبة لبني هاشم بالأخص الأسر العلمية اقصاهم وحرم أبنائهم من المنح الدراسية حتى اظطر كثير لتغيير اللقب ..
ورغم ان نشاط السيد وحواريه كان سلميا وموجه لاعداء امة الاسلام الا ان توجيهات أعداء امة الإسلام بالقمع والتنكيل والاعتقالات من المساجد والاسواق والبيوت حتى اكتظت بهم السجون بل وتوجوها بقرار الحرب العسكرية الأولى في العام 2004م بعد خمسة أيام من عودة عفاش من زيارته لأمريكا بدأ الحرب العدوانية على مران استخدم في عدوانه كل انواع الوحشية اليزيدية، وحاصروا منطقة مران وتحركت جحافل الجيوش الى تلك المنطقة وجعلتها كربلاء العصر إذ شنت الطائرات غاراتها على بيوت المواطنين لتهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها،كما قاموا بضرب جرف سلمان في منطقة مران بمختلفة انواع الغازات المحرمة دوليا واستخدموا الألغام شديدة الانفجار وقطعوا أنبوب الماء وضخوا من خلاله مادة البنزين إلى الجرف ثم قاموا بتفجيره وإشعال النار فيه وخلال ذلك سقط عدد من الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء وأصيب الشهيد القائد بجراحات مختلفة جراء تساقط الصخور داخل الجرف ولولا رعاية الله ولطفه لاحترق كل من في الجرف من النساء والأطفال والجرحى..
استمرت الحرب قرابة ثلاثة أشهر ، ومنع وسائل الاعلام من النزول الى محافظة صعدة والدخول الى مران لكي لا تظهر بشاعة ما ارتكبته من جرائم يندى لها جبين الانسانسة لم يراعوا حرمة طفل أو امرأة أو مسجد فصارت مران كربلاء بكل تفاصيل وحشيتها…
أصيب الشهيد القائد بجراحات مختلفة جراء تساقط الصخور داخل الجرف بسبب الإنفجارات.. ثم أعطوه الأمان فخرج الشهيد القائد مثخنا بالجراح لا تحمله قدماه ، وفي لحظة إجرام بشعة قرر رأس الفتنة وأمر بقتل الشهيد وإعدامه ميدانيا ، لتبدأ مسيرة أخرى معمدة بالدماء الطاهرة. كان ذلك في يوم 26 من شهر رجب 1425هـ ،الموافق 10 من سبتمبر 2004م.
ظل جثمان الشهيد القائد مغيبا لتسعة أعوم ، كان عفاش يرفض الإفصاح عن الجثمان ويرفض تسليمه حتى رفع الانصار راية الانتصار لكل مظلوم من الشعب اليمني وفي مؤتمر الحوار الوطني بفضل الله عز وجل وبجهود ومساع حثيثة أزيح الغطاء عن جثمان الشهيد القائد في 18 من ديسمبر 2012م، وقامت السلطة بتسليم الجثمان في الثامن والعشرين من ديسمبر للعام 2012م ، وقد تم التعرف عليه عن طريق أولاده وأقاربه ومن كان معه في اللحظات الأخيرة في جرف سلمان ومن خلال الملابس التي كان يرتديها قبيل استشهاده ، وبعض الملامح عن شخصيته، كذلك تم التحقق عبر الفحص بالحمض النووي ( الـ DNA )، في الجمهورية اللبنانية مع احد اولاده في الخامس عشر لشهر يناير في 2013م، والفحص في ألمانيا في تاريخ الأول من مارس لعام 2013م، وكانت النتائج متطابقة تماماً…
اخفى عفاش واسياده الجثمان حتى لا يتحول إلى مزار عامر بالمحبين كما فعل باجداد الشهيد القائد الا اننا نرى النجف وكربلاء وكل مراقد الأطهار مزارا وفخرا ورمزا يقتدى بهم ويتبرك بتراب ارض دعسوا عليها، بعكس قاتليهم الذين صاروا خزيا على من انتسب إليهم نسبا او منهجا…
خلال سنوات تغييب جثمانه الطاهر خاض المجاهدون ستة حروب وواصلت المسيرة مشروعها القرآني فوصلوا إلى مستويات متقدمة بمشروع يتعاظم وتكبر تأثيراته ..
أخفوا جثمانه وأتباعه بعدد الأصابع واظهروه بحكمة وتدبير اللطيف الخبير والجموع تتدفق إلى صعدة من كل المحافظات من كل النخب من قيادات ومسؤولين وجنود ومشائخ، بل حتى ممثلين للحراك الجنوبي وممثلي الاحزاب السياسية…
بل حتى وفود من الخارج حاولوا حضور التشييع لولا ان السلطات حينها قررت عدم منح تأشيرات للراغبين في المشاركة من خارج اليمن من العلماء والسياسيين والباحثين…
ورغم محاولة وزارة الداخلية حينها منع المواطنين واعاقة وصولهم إلى صعدة ، إلا أن الحضور شق طريقه باتجاه صعدة كسيل جارف تحولت صعدة إلى سيول بشرية ممتلئة بالحشود المليونية يتسابقون لحضور تشييع الشهيد القائد في يوم الوفاء والكرامة..
لقد أوصل الشهيد القائد بدمائه المشروع القرآني إلى أفاق واسعة وامتدت المسيرة لتكبر مع الأحداث والأيام ، ومضت بأمر الله إلى حيث شاء الله، وقد شاء أن تصبح هذه المسيرة القرآنية بعلمها العظيم حجر عثرة في وجه امريكا وكشفت حروبها السرية وأسقطت قناع المطبعين حتى تحولت من حروب سرية الى اعلان محور صهيوأمريكي بريطاني سعواماراتي بحريني… ومحور مقاومة على رأسها حركات المقاومة في فلسطين …
هكذا اثبت الشهيد القائد أن الثقة بالله تعيد المؤمنين الى ما في القرآن الكريم الذي قال إن تنصروا الله فلا غالب لكم. انما يحتاج النصر الى ثقة بالله وعمل بتوجيهات القرآن الكريم في الولاء والبراء باتخاذ العداوة لمن وصفهم القرآن أعداء وإن المؤمنين اخوة معتصمين بحبل الله واثقين فيه وبهذا تكون العزة لامة القرآن كما أراد ربهم لهم العزة ..
وها نحن نشاهد المقاومة الفلسطينية بعد المواجهة بالحجارة تواجه بالصواريخ لأنها عرفت من هم المنافقين من زعماء النفاق والتطبيع السري من عقود طويلة والذي صار تطبيعا متلفزا يبث صوت وصورة ، ومقروء ومسموع وبلا اي خجل يصرحون أن السلام هو أن تطبع مع الكيان الغاصب!!
والتطبيع هو اعتراف بالمحتل الصهيوني دولة عاصمتها القدس وهذا يعني لا عرب لا قدس بكل وضوح هذه هي حقيقة التطبيع…
فلما عرف الفلسطينيون من هو عدوهم عرفوا صديقهم ومدوا يدهم مع محور المقاومة المتمثل في الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي نادى مؤسسها الإمام الخميني مرارا وتكرارا حينها لهذه الوحدة لكنها تأخرت لكن المهم انها صارت بالوحدة القوة التي جعلت إسرائيل تامر بإعلان صديقها بصداقته وسفطت الأقنعة..
هكذا قال السيد حسين الحوثي انها ستكتشف الحقائق وتسقط الأقنعة يوما ما..
فأين أنت سيدي يا حسين البدر لتشاهد ماكنت تدعوا إليه من وحدة مقاومة اسلامية ومن قوة دفاعية واكتفاء ذاتي وثقة بالله جعلت اليمن التي ما كانت تذكر عالميا إلا عندما تعدد الدول الفقيرة هاهي صواريخها تهدد الكيان الغاصب وها هو تلفزيونهم الرسمي يبدي القلق من أنصار الله وانهم يشكلون خطرا على إسرائيل..
سيدي لقد صرنا في اليمن نزرع ونصنع وسادة انفسنا نقول للامريكي والبريطاني كونوا معنا دولة ند لسنا عبيدا نحن يمن الأنصار نحن قادة الإسلام نحن العرب الاقحاح من اراد يمد يده كصديق فأهلا به ومن مد يده بأرضنا طمعا سنقطعها..
سيدي ليتك ترى حطام الطائرات الامريكية تدوسها اقدام المجاهدين في يمن الأنصار..
سيدي ليتك تسمع العميد يحيى سريع صار كل يوم يلقي بيانا او اثنين أو أكثر عن طائرات هدهد وراصد وصماد…
وعن صواريخ ذو الفقار وقدس وبركان ونكال وصماد…إلخ.
سيدي لقد تحقق ماقلتم أن كل الزعماء الذين شاركوا في حرب الإمام الخميني سيموتون موته شنيعه لقد قتلتهم شعوبهم خنقا وبأشكال مخزية لهم دنيا واخره..
بل لقد شارك بعضهم في عاصفة أسموها عاصفة الحزم ضد اليمن فكان يوم الظالم أشد من يوم المظلوم ومن بقي من زعماء الضلال حيا فهو إما سجين بتهمة الإرهاب ليكون مسحوق تجميل لقباحة صانعوا الإرهاب، أو أعلن التطبيع باعتراف دولة إسرائيل عاصمتها القدس وهذا موت بطئ جعل الله عقابهم كسكين في يد الذباح فوق الضحية مرة بتهمة خاشقجي ومرة بتهمة وضعهم في قائمة الارهاب لتحلبهم ثروات بلدانهم..
سيدي اخبرك من خبر رجال الله ان ماهي الا ايام وستذبح البقرة ويتم الاعتراف بدولة الأنصار اليمنية، دولة اليمن العظمى وينتصر محور المقاومة الإسلامية ويحل الخزي والعار للعملاء الخونة ..
السلام عليك سيدي يا حسين العصر ما بقي الليل والنهار ولك منا عهد الوفاء حتى نلقاك في العزة التي انت صنعتها بدمك الطاهر …
#الذكرى_السنوية_للشهيد_القائد