سؤالٌ على هامش الذكرى .
إب نيوز ٩ مارس
بقلم الشيخ/ عبد المنان السنبلي.
لا أخفيكم سراً أنني وفي خضم احتفالاتنا اليوم بذكرى استشهاد واحدٍ من أصدق الرجال وأعظم الرجال وأسبق الرجال إلى الحق والتضحية والبذل والفداء، قد وجدت نفسي أمام هذا السؤال :
ماذا لو كان السيد حسين بدر الدين الحوثي (وهابيَّاً) مثلاً أو (سلفياً) أو أي شئٍ من هذا القبيل وخرج على الناس يحضهم ويحثهم على ما خرج عليه من رفضٍ للوصاية وثقافة الإنبطاح للأجنبي ويدعوهم في الوقت نفسه إلى المقاومة وإعلاء الشعار أو الصرخة، هل كانوا سيتركونه ؟!
قطعاً لا وألف لا .. !
تعرفون لماذا ؟!
لأن الأمر في حقيقته لم يكن له علاقة على الإطلاق بأي داعٍ مذهبيٍ أو آيديولوجي خاص كما حاول ولايزال البعض أن يروجوا له إفكاً وتزييفا وتزويرا !
فلماذا حاربوه إذن ؟!
هم حاربوه أصلاً لأنه صاحب مشروعٍ حقيقي عملاق، وأصحاب المشاريع الحقيقية العملاقة في الغالب – وكما تعلمون – هم أكثر من يُحَارَبون ويُقَاتَلون ويُعتدى عليهم ظلماً وعدوانا من أولئك أصحاب المشاريع الإنبطاحية الصغيرة والضيقة وبدعاوى واهية وحججٍ باطلةٍ وكيديةٍ زائفة !
كذلك أصحاب المشاريع العظيمة الحقيقية هم دائماً أول من يدفعون ضريبة الثبات على الموقف والتمسك بالحق وهم أول من يقدمون حياتهم وأنفسهم فداءً وقرباناً لها وفي سبيلها،
فكيف بمن كان مشروعه العودة إلى القرآن والنهوض بالأمة إلى حيث يريد الله لها أن تكون ؟
هل ترونه كان ليتردد في أن يقدم نفسه وأهليه فداءً من أجل إنجاح هذا المشروع القرآني الجامع العظيم؟!
فعلاً لقد قدم الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي نفسه وحياته فداءً لهذا المشروع !
لكن موت المجيد الفذ يتبعهُ
ولادةٌ من صباها ترضع الحقبُ !
فها هو اليوم هذا المشروع ورغم ما يواجهه من هجمة إقليمية ودولية شرسة، ها هو أمامكم اليوم يعبر الآفاق ويخترق الحواجز والآفاق ..
وها هم فتية حسين بدر الدين الحوثي اليوم يجنون ثمار ما زرعه كرامةً وعزةً وتمكيناً ونصراً ساحقاً مؤزرا !
وها هي اليوم أيضاً روح هذا الشهيد القائد تخفق في الأرجاء فرحاً بكل ما تحقق من مكاسب وانجازاتٍ على خطى هذه المسيرة القرآنية المباركة، فسلامٌ عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .
#معركة_القواصم