في ذكرى القائد الخالد

إب نيوز ١٠ مارس
أمل المطهر
في ذكرى الرحيل تختلط المشاعر وتتسابق العبرات وتتزاحم الكلمات لتقف في صف البوح الطويل و تسترجع الذكريات ماضيها لتقف عند أعظم المواقف وأشرف اللحظات ،في ذكرى الرحيل يكون الماضي هو ضيف الشرف فهو من يروي الحكاية للجميع
بكل أمانة وامتنان .
نعتاد في هذه الذكرى أن يكون الحاضر تحسرات وزفرات ألم على من رحلوا عنا.
لكن هذه الذكرى تختلف كثير عن أي ذكرى فصاحبها هومن عاصر الماضي وقراء الحاضر هومن أيقظ التاريخ من تابوته ليكتب مجد الأمة الغارق في أعماق بحر الظلمات والتيه

فكيف بناياترى واحرفنا تتوارى خجلاً أمام تلك الهالة من الإيمان والحكمة والبهاء
كيف بنا لمن كان رحيله وجود وخلود وولادة كيف بنا لمن كان رحيله تضحية وعطاء للأمة بأسرها كيف بنا اليوم ونحن نحكي عن رقي الوجود البشري وسمو الوعي الإيماني كيف لنا أن نصف الحكمة في اعلى صورها والبصيرة في ارقى تجلياتها كيف بنا ونحن نحاول وصف من لاوصف له في معجم الكلمات الدنيوية مخطئون نحن دائما حينما نعتقد أننا سننجح في ذلك.

لكننا وكالعادة سندع الأحداث هي من تحكيه لنا سنقرأه في ملاحم انتصارات المجاهدين البطولية وسترويه لنا تكبيرات الأجيال الواعية بثقافة القرآن
ستبثه لنا النسائم القرانية عبر أثير النفوس الواعية المؤمنة
سترسمه لنا أيدي الجرحى المبتورة على رمال الإقتداء والفداء ستحفره في أعماق التاريخ خطوات الصمود وثبات الأوفياء وولاء الأولياء .

وسيظل جرف سلمان يصرخ في وجه الطغاة مذكرا العالم بأحداث سالت فيها الدماء طاهرة فوق ترابه تضحية وفداء لتحية النفوس الميتة ويشع نور الحق أبلج وستظل جبال مران شاهدة وشاهقة تررده رمزاً وترسله تسبيحة لأهل السماء ومنهجية نجاةلأهل الأرض

هي ليست مجرد ذكرى عابرة تأتي ثم تذهب حاملة معها كل مراسيمها وذكرياتها هي طريق حياة ودواء نفوس وولادة حق وانكشاف غمة ليست في الأصل ذكرى فكيف للشمس التي تشرق كل يوم لتضيئ بوهجها العالم أن تكون ذكرى كيف لقرين الذكر الذي كان يخوض أغوار بحره حتى أدرك قعره أن يكون ذكرى
فهو الحسين ابن البدر من طهر النفوس من تراكمات الهراء والعبث من أعاد الروحية إلى جذوة الحركة والعمل والجهاد
وهاهي تلك المنهجية التي وضعها أمامنا أصبحت حجة علينا فحينما هزنا بقوة الحق قائلا لا عذر للجميع أمام الله تحركت فينا كل مشاعر الثقة باالله وانطلقنا بقوة معرفة الله لانخشى أحد إلا الله سرنا ونحن نعرف من نحن ومن هم توكلنا على الله وقلوبنا تضج بأمر الولاية وبوعي الهوية الإيمانية نجونا من فخاخ الحرب الشيطانية وامتلئت قلوبنا من دروس من وحي عاشوراء وجع وإصرار ووفاء ومسؤولية تعرفنا جيدا على الأرهاب والسلام بمعناه الحقيقي وبدون اي أغلفة مزيفة فكانت الموالاة والمعاداة هي وقود التحرك ومن وعي وعمق مسؤولية أهل البيت ترجمنا الوصية ونفينا كل تلفيق العنصرية وسرنا جميعنا في خط واحد في يوم القدس وحناجرنا تهتف بالصرخة في وجه المستكبرين.

You might also like