الشهيد القائد أسطورة التاريخ ومعجزة الزمان
إب نيوز ١١ مارس
وفاء الكبسي :
مهما حاولت يظل قلمي عاجز عن وصف الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي- رضوان الله عليه، وعن ترجمة مدى حبنا وارتباطنا وولائنا به، فكل الحروف لن تفيه حقه ومقامه الطاهر العظيم، فرضوان الله عليه أسس هذه المسيرة القرآنية الخالدة، وسقاها بدمه الطاهر ورسخ أعمدتها بكلماته التي استقاها من نور القرآن وهديه، وبناها بعزمه وجهاده وصبره وتضحياته في بطولة لا يسطرها إلا العظماء أبناء النجباء.
الشهيد القائد رضوان الله عليه رجل المرحلة والحل في زمن ألا حل، فالمتأمل الحصيف يقف منبهراً من عظمة ذلك الفكر النير والأطروحات والتشخيص الدقيق لمجمل المشاكل التي هي أساس معاناة الأمة اليوم، بل إن الحصيف يجد أن الشهيد القائد حرص أشد الحرص على وضع المعالجات اللازمة لمختلف القضايا التي تعاني منها الأمة، كما أنه -سلام الله عليه- قدم التحذيرات من عواقب ومخاطر سيئة ستتعرض لها الأمة خاصة اليمن قبل حدوثها مثل خطر دخول أمريكا، ومخطط التقسيم، والحرب المذهبية وغيرها التي قدمها الشهيد القائد قبل حدوثها بفترة طويلة وقدم لها الكثير من المعالجات المنبثقة من القرآن الكريم الذي انطلقت المسيرة القرآنية منه، فمن ﺃﻫﻢ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ القرآني هو ﺗﺄﺻﻴﻞ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍلإﺳﻼﻣﻴﺔ الإيمانية، ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ ﻛﺄﻣﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍجهة كل ﻣﺴﺎﻋﻲ طواغيت الأرض المستكبرين من أمر يكا وأذنابها في العالم من طمس هويتنا واستعبادنا وتركيعنا واذلالانا، فكل ما يحدث اليوم في اليمن على مدى أكثر من ست سنوات من عدوان أمريكي صهيو سعودي ومؤامرات وحصار خانق هو محاولة أميركية لحسم المعركة لصالح المحور الإسرائيلي الأميركي، والقضاء على المشروع القرآني الذي هو أخر معاقل للأسلام ومنابع الإيمان، ومن يتأمل الأحداث ويرى مايجري في اليمن ومايفعله تحالف العدوان بشعبنا اليمني، وما وصل إليه شعبنا اليمني من صبر وصمود وثبات تماسك ووعي وعطاء وتضحيات وانتصارات باهرات في جميع الميادين خاصة اليوم في جبهة مأرب، فإنه يرى أن شعبنا بفضل الله أصبح ثورة وقبلة للأحرار، أصبح مدرسة وجامعة لفنون القتال لا تستطيع مراكز الدراسات والأبحاث أن تستوفيها أو تستوعب كيف تجاوز هذه المحنة العظيمة وانتصر ، فكل ما توصل إليه شعبنا من ثبات وصمود وانتصارات وإيمان ووعي بمظلوميته وعدالة قضيته، هو بفضل إكتمال الركائز الثلاث الأساسية(أمة وقيادة ومنهج) التي هيأت له هذا الصمود الأسطوري، والانتصارات في جميع الجبهات، وذلك بفضل الله أولاً ثم بفضل الشهيد القائد، ومشروعه القرآني الذي صنع منا من خلال القرآن الكريم أمةٌ عزيزةٌ كريمةٌ مؤمنةٌ تفتخر بدينها وقيمها وهويتها الإسلامية والحضارية، عرفت من هي ومن هو عدوها بعد أن عاشت لفترة طويلة تحت مفاهيم الذل والهوان والتيه والضياع، فلن ترى الأمة بأكملها عزة ولاتمكين إلاّ باتباع هذا المشروع القرآني العظيم.
تأتي ذكرى استشهاد شهيد القرآن السيد حين بدرالدين الحوثي أسطورة هذا الزمان والتاريخ معلمنا وملهمنا، وباعث الجيل الجديد، فبرغم كل مافي هذه الذكرى من حزن ووجع وألم، لأن من أعظم نكبات الأمة أن تفقد عظماؤها، إلا أن عزائنا فيه أنه حي فينا حاضر بيننا نستشعر هذا في جهادنا وثباتنا وانتصاراتنا، وفي صبر وثبات أم الشهيد وقوة وصبر الأسرى ، وصبر الجرحى نراه في كل تضحياتنا الكبيرة، التي تثبت للعالم إنهُ بحق كان قائد إسثنائي ومازال من خلال دروسهِ ومحاضراتهِ، فقد بنى بثقافة القرآن أمة قوية عزيزة تحمل أقوى وأرقى ثقافة وأعظم مشروع قرآني له الأثر والصدى القوي في هذا الزمن زمن الظلمات والجاهلية الأخرى، فكان لمشروعه العظيم وصرخته المدوية في وجه الباطل الأثر الكبير، ولهذا فإن كل انتصارتنا وثباتنا في وجه الباطل هو بفضل ارتباطنا بالمشروع القرآني، وكل ماقدمه لنا الشهيد القائد -رضوان الله عليه- فجزاه الله عنّا خير الجزاء، والسلام عليه حين ولد، وحين استشهد، وحين نلقاه في الجنّة بإذنّ الله.