نص تعليق رئيس الوفد الوطني  على تصريحات المبعوث الأمريكي إلى اليمن

إب نيوز ١٣ مارس
المذيع:
معي عبر الهاتف رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام، مرحبا بك أستاذ محمد، بداية يقول المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن إنه قدم مقترحا للحل وينتظر الرد، ما هي طبيعة المقترحات التي تقدم بها كينغ؟
محمد عبدالسلام
بسم الله الرحمن الرحيم، التحية لك وللسادة المشاهدين، ما أسماه المبعوث الأمريكي بالمقترح والذي استلمناه من الأخوة العمانيين والذي ما زال الأخذ والرد مستمرا فيه حتى اللحظة، لا جديد فيه حتى الآن، وإنما يمثل الرؤية السعودية والأممية التي لها أكثر من عام، أي منذ وترامب رئيسا لأمريكا وهي مطروحة، ولا يوجد فيها فكا حقيقا للحصار، ولا وقفا حقيقا لإطلاق النار وإنهاء للحرب، وإنما مجرد التفافات شكلية تؤدي في الأخير إلى العودة للحصار مرة أخرى ولكن بطرق دبلوماسية وفق كلام عام غير قابل للتمديد مما يجعل الخطوة بحكم الملغية، فمثلا في فتح مطار صنعاء يقدمون عددا من الشروط كتحديد الوجهات وأن تكون التراخيص من قبل التحالف وأن تكون الجوازات محددة، وأن ترفق الكثير من الاعتبارات حتى وصل الأمر أن تكون الجوازات غير صادرة من صنعاء، هذا هو أسوأ من الحصار، ولهذا لو كانوا فعلا جادين لوقف الحرب والحصار فالأمر بأيديهم، ولا يحتاج أن ينتظر منا رد كما لم يحتاجوا منا إذنا بالموافقة على العدوان وفرض الحصار الشامل، فليعلنوا وقفا للحرب وإنهاء للحصار بشكل جاد وليتحركوا في هذا المسلك وهو الاتجاه الصحيح، عندها سنرحب بهذه الخطوة، أما أن يأتي مبعوثا أمريكيا ليقدم خطة قدمها المبعوث الأممي سابقا؛ بل وهي أقل مما قُدم في السابق، فما كنا لننتظر قدومه حتى نوافق عليها، ولهذا لا جديد قدم فعليا وإنما مغالطات والتواءات، بل ومؤامرة لوضع اليمن في مرحلة أخطر مما هو عليه الآن، يبقى الحصار ويبقى الباب مفتوحا على المؤامرات ولا يستطيع عندها أن يدافع عن نفسه منها، فلا رؤية حقيقة حتى الآن وما زلنا في هذا النقاش.
المذيع:
يعني، نفهم منك بأن ما قدمه كينغ مجرد اشتراطات قُدمت قبل عام من قبل السعودية؟
محمد عبدالسلام:
نعم اشتراطات لا جديد فيها، الاشتراطات في الواقع هي إنما تعمل إخراجا شكليا لهذا الوضع بإبقاء الحصار وإبقاء حتى وقف إطلاق النار مفتوحا، ولهذا فنحن نطالب بعد ست سنوات من العدوان والدمار والآثار الكارثية أن يذهب إلى وقف الحرب وفك الحصار كما أعلنوه والناس في بيوتهم آمنين، فليعلنوه الآن وليتجهوا بهذا الاتجاه الصحيح دون تقديم اشتراطات ما حصلوا عليها بالحرب والعدوان والدمار فلن يحصلوا عليها بالحوار مهما كان الأمر.
المذيع:
ولكن أستاذ محمد، ليندر كينغ يزعم بأن السعودية التزمت بشكل أحادي بوقف إطلاق النار منذ سبتمبر رغم ما وصفها بهجمات الجيش واللجان الشعبية، كيف تعلقون على هذه الادعاءات؟
محمد عبدالسلام:
هذا كلام غريب، العدوان لم يتوقف، الحصار لم يتوقف، القصف لم يتوقف يوما واحدا، هذه قضية يعرفها العالم بأسره، المطارات مغلقة، الموانئ مغلقة، الحصار أشد مما كان، بل زاد أكثر في هذا العام الماضي، كانت السفن على الأقل تدخل رغم الإجراءات التعسفية إلا أنهم زادوا من إجراءات الحصار، ولا نعلم حقيقة ما هو مفهومهم لوقف إطلاق النار، إذا كانت الإحصائية للغارات الجوية في العام المنصرم تفوق الآلاف فما هو مفهومهم لإطلاق النار إذن؟ إذا كانت قنابل الطائرات والحصار القائم، إذا كان هذا الجو لا يعني أن الحرب موجودة وإطلاق النار ليس قائما فما هو وقف إطلاق النار إذن؟ حتى السعودية وبقيت من يقف معها هم يعلنون عن عمليات يومية وفي كل فترة يعلنون عن تقدم وعن استمرار وعن كل تلك العبارات العسكرية والحربية والإقصائية ما زالوا مستمرين فيها وهذه مغالطة نستغرب أن يسقط فيها المبعوث الأمريكي، ولكن هو أثبت حقيقة أنهم خلف الرؤية السعودية والأممية وأنهم هم حقيقة من يقف وراء استمرار العدوان والحصار بشكل صريح لا نقاش فيه.
المذيع:
ولكن ألا تلمسون بأن هناك تبدل في الموقف السعودي خصوصا أن المبعوث الأمريكي يقول بأن السعودية باتت مستعدة لمعالجة الصراع بطريقة لم يكونوا مستعدين لها قبل ستة أشهر أو عام، هل تلمسون جدية سعودية فعلا كما يتحدث المبعوث الأمريكي؟

محمد عبدالسلام:

أولا، هو تناقض عندما يقول أن وقف إطلاق النار من الطرف السعودي ومن معها ملتزمون بها أكثر من عام ثم هم غيروا موقفهم منذ ستة أشهر، هذا بالمجمل غير دقيق، أولا لا يوجد تغيير حقيقي نحو وقف الحرب وإنهاء الحصار لأن الحرب والحصار أصلا هي خطوات بيدهم هم، نحن لا يمكن أن نأتي لنقول لهم لا، استمروا في حربنا وحصارنا وهم الآن فقط يستجيبون لنا، هذا غير دقيق، هم لا يبحثون عن تلبية مطالبنا أصلا، هم يبحثون عن أي خطوة لتضييق الخناق علينا وقتلنا وحصارنا ومضايقتنا وكل أنواع الإجرام والتنكيل يعملونه، هم يغلفون الحقيقة بالباطل والأكاذيب، الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أنهم يريدون ما لم يستطيعوا أن يحققوه بالحرب والنار والحصار والدمار يريدوا أن نستجيب له اليوم بالحوار ويسمون هذا أنه توجه وتنازل ورغبة للحل، هذا غير منطقي، لا يمكن أن نقبل أن تكون الحرب داخلية ولا أن يعتدى علينا ونصدر بيانات الإدانة والشجب، هم في تزييفهم هذا إنما يثبتون أنهم هم السبب الحقيقي لاستمرار العدوان والحصار، نحن نقول إذا كنتم لديكم رؤية كما تقولون لوقف إطلاق النار وفك الحصار فلتعلنوا في أي لحظة وقفا للحرب وإنهاء للحصار ولتتركوا اليمنيين نذهب للحوار السياسي اليمني اليمني، ونحن إنما في موقف الدفاع الصريح والواضح العملي على مستوى الاقتصاد وعلى مستوى الوضع العسكري وعلى مستوى الوضع الاجتماعي وكثير من العوائق والعراقيل التي تثبت أنه لا تغيير حقيقي لديهم نحو فعلا توجه لوقف الحرب أو إنهاء الحصار أو حتى المعالجة الإنسانية.
المذيع:
أستاذ محمد أشرت قبل قليل بأن المقترحات أو الاشتراطات التي تقدم بها كينغ لم تتضمن حديثا عن رفع الحصار، لكن المتحدث أو المبعوث يزعم بأن الغذاء يصل بانتظام إلى ميناء الحديدة فيما يشكك في أن المواد لا تصل إلى مستحقيها حد زعمه، كيف تلعقون أيضا على هذه النقطة؟
محمد عبدالسلام:
هذه سقطة كبيرة جدا وقع فيها المبعوث الأمريكي أثبت فعلا أنهم خلف الحصار وأن مطالب الأمم المتحدة أو حتى السعوديين إنما تخرج من مشكاة واحدة، مع أنه كان بالإمكان المراوغة خاصة في هذا الملف الإنساني إلا أنه كشف لنا الحقيقة، تخيل أن 14 سفينة موجودة في البحر الأحمر قبالة ميناء الحديدة البعض من لها عام كامل، تخيل عام كامل تدفع فيها غرامات يومية، قبل أسبوع واحد عادت سفينة أدراجها وكانت محملة بالغاز وعادت بعد مكوثها لما يقارب ستة أشهر.
أولا: لا يدخل الميناء شيئا ليباع لا للسوق السوداء ولا في البيضاء، هذا كلام غريب وتزييف حقيقي وصريح.
ثانيا: السفن هي من أملاك تجار يمنيين، يقدمون معاملات تعسفية كي يوصلوها إلى الحديدة لم يسبق لها في التاريخ نظير، سفن مرخصة ومفتشة وبتحويلات بنكية من صنعاء وبضمانات بنكية ومعروفة المصدر، وأصبح التاجر يقدم ما يقارب 15 وثيقة، تعسفية كي يدخل سفينة غاز أو قمح أو مشتقات نفطية، التجار اليمنيين هم من يستوردون تلك المواد وهذه قضية معلومة وبالضرورة ولا أحد يتحدث عن السوق السوداء.
ثالثا: مطالبهم هذه في فتح الميناء لم تعد مقبولة ولا معتبرة لأننا منذ أن كانوا يقولون فقط من أجل السلاح، ثم قبلنا التفيش ثم قالوا هناك غسيل أموال، ثم قبلنا التحويل البنكي من صنعاء، ثم قالوا في اتفاق السويد نريد أن نكون موجودين في الميناء للتفتيش، فقبلنا ذلك، ثم قالوا نريد أن تذهب الإيرادات لأنها تذهب يمنيا ويسارا فنريد أن تذهب للمرتبات، فقبلنا ذلك، ثم قالوا نريد حسابا خاصا في البنك المركزي، فقبلنا ذلك، ثم بعد ذلك لم يجدوا أمامهم أي قضية أن يواجهوا بها الحصار أو مبرر الحصار، لم يجدوا إلا أن يقولوا أن البضائع تذهب للسوق السوداء، هذا مبرر سخيف، هو غير معني بهذه القضية، ولا يمسح لهم حتى هذا بفرض الحصار، والجميع يعلم أن الحصار إنما فرض من أجل المزيد من الضغط على الشعب اليمني، تارة سلاح، وتارة غسيل أموال، وهم يريدون الشعب أن يستسلم ولأن الشعب اليمني كان يقظا وأدرك أن من يقف وراء الحصار هو هم.
رابعا: السفن تدخل مناطق الاحتلال والمرتزقة حيث الأمريكي راضٍ عن تلك الموانئ وهي تباع في كل مكان ويهرب النفط اليمني أمام المواطنين ويذهب حتى للقاعدة وداعش، من يعمل هذا مبررا لفرض حصار هناك، الوضع الاقتصادي في مناطق الاحتلال أسوأ من بقية اليمن، وهي شهادة واقعية لسلطات صنعاء على قدرتها في التعامل مع التحديات رغم الحصار، وهذا يفند هذا الادعاء.

خامسا: هم رافضون عندما يتحدث عن الإيرادات، نحن طرحنا حتى في النقاشات الأخيرة، نحن من نطلب توحيد الإيرادات في عموم اليمن ولفرض المرتبات وفقا حتى لكشوفات 2014، وقبلنا ذلك، وهم رافضون الالتزام بدفع المرتبات، ولا يريدون حتى أن نقوم نحن بصرف المرتبات، وإنما نضعها إيرادات في حساب خاص ومقفل تحت تصرفهم حتى يأتي الأمريكي أو السعودي أو ما يسمى بالشرعية التي لا تملك قرارا حتى في مناطقها لتصرف هذه الأموال، وهذا تعسف بالغ وكبير جدا وخاصة في موضوع الموانئ، هم اليوم يرتكبون حربا صريحة ضد الشعب اليمني الذي يعاني من الحصار ثم يأتي ليقول أن السبب أنها تباع في السوق السوداء، هذا كلام سخيف وتافه وهو ينبئ عن حقيقة أنهم من يقف وراء هذا الحصار ومن يقتل الشعب اليمني كما قلنا هذا في السابق.
المذيع:
وربما اشتدت وتيرة الحصار في عهد بايدن أكثر مما كانت عليه في عهد ترامب، على كلٍّ أشكرك جزيل الشكر، الأستاذ محمد عبدالسلام رئيس الوفد الوطني كنت معنا عبر الهاتف، شكرا جزيلا لك.

You might also like