على مشارف النصر ..
إب نيوز ١٣ مارس
عفاف محمد
مد بصرك ..وتأمل.. تلك المراحل التي عشناها. تلك التي تسألنا فيها مراراً متى ينتهي العدوان الكوني على اليمن ؟!
كان هذه العدوان الهمجي الغاشم قد انهك قوى المواطن اليمني وجعله يعيش أصعب ايامه ،لكن مع مرور الوقت تجلّد واصبح يجد حلولاً بديلة تعينه على النهوض من عثراته حيث والعدو قد أوصد كل المعابر الجووية والبحرية والبرية في وجهه؛ كما أنه يفرض حصاراً جائراً دون وجه حق على سفن المشتقات النفطية والمواد الغذائية والحاصلة على تراخيص الأمم المتحدة التي تقف مكتوفة الأيدي. وهذا موقف المتآمر مع تحالف العدوان.
لم يدرك هذا التحالف المتهالك انه طوال تلك السنوات استنزف كل ما لديه دون ان يحرز التقدم الذي توهمه .
لقد منى نفسه بالكثير وبذل في سبيله الغالي ولم يحصد غير الخيبات المتوالية.
ما نعيشه اليوم هو عز وشموخ؛ ما نعيشه اليوم هو ثورية واتقاد ضد الظلم. فقد باتت حصون المعتدين تتهاوى دون توقف الواحد تلو الآخر كأحجار الدومينو.
والسبب في ذلك ان شعب اليمن شعب صعب المراس لا يلين بسهولة ولا تهزه الأهوال وتنال منه.
نحن الآن على أعتاب العام السابع للعدوان الكوني ومما لاشك فيه ان بداية عدوانهم علينا كانت فاجعة لم نتوقعها. قصف وحشي على الأسقف التي انهارت فوق الرؤوس ،وقنابل عنقودية على عطان ونقم هزت الأرض بمن عليها وخلفت دماراً ورعباً هائلين. ومجازر مفجعة لم يكن الشعب اليمني يتوقع حدوثها في ارض الحكمة والإيمان، ومنعت أمريكا محاكمة المعتدين.
تجرعنا البؤس ألواناً في بداية عدوانهم ونحن نعيش مشاهد غريبة علينا، فالدماء والأشلاء والدمار تملأ كل ما حولنا. كم اوجعتنا تلك المشاهد الدامية، وتلك الوحشية المفرطة ،لكن بالإيمان بالله والتمسك بحبله، أدركنا اننا بقيمنا واخلاقنا وحضارتنا سننتصر مهما كانت جحافلهم محتشدة ومهما كانت إمكانياتهم هائلة. كان التأييد الإلهي الملموس مرافقاً لجنود الله البواسل الذين اعطونا دروساً تلو الدروس؛ وتعلمنا فيها كيف نقاوم العدو بشتى الوسائل بالرغم من عدم. إمكانية المقارنة بين أحدث الأسلحة التي يملكها تحالف العدوان والأسلحة البدائية التي يمتلكها رجال الله في الميدان.
فقد أصبحنا بعد انقضاء العام السادس على مقربة من النصر فبعد كل ما عشناه وعاصرناه من مشاهد كان العدو قد تلطخ بالعار والهزائم النكراء وتكشفت اقنعة تحتها الأوجه القبيحة البشعة لمجلس الأمن والأمم المتحدة وأمريكا!!
وكان غض الطرف عن التحالف العدو الصهيوني لعبة مكشوفة ولطالما تحدث عنها قائد المسيرة القرآنية السيد حسين بدر الدين رضوان الله عليه، ولكم تنبأ بأمور عشنا تفاصيلها وادركنا حجم تلك العقلية الإيمانية العظيمة والنادرة التي عرفت المخاطر المحاطة بالأمة في وقت مبكر .
تلك الثقافة القرآنية أضحت منارة تقودنا الى طريق الصواب ،تقودنا أكثر لمعرفة الله،ومعرفة كيفية الخلاص من قيود الذل والعبودية ، بها استبصرنا اسباب الانتصار لدين الله ،واسباب النصر بكل اتحاهاته وطرق الوصول اليه .
نحن اليوم على مقربة من الوعد الآلهي بالنصر المبين الذي وعد به رجاله الصادقون ، ومن مأرب ستكتمل حكاية النصر. وفي مأرب ستكون الفصول الأخيرة لحكاية انتصار الخير على الشر وإنتصار الحق على الباطل.
على مشارف النصر نحن في خطى ثابتة نسير بعزائم رجال الرجال الاعزاء الأحرار. نحن ننتصر بفضل الله الذي مدهم بقوة الإيمان فثبتهم ومنحهم القوة في سواعدهم الحديدية. فأصبحت قلوبهم المفعمة بالإيمان بالله، وبعدله ورحمته تلك القلوب لا تهاب الموت ابدا ،نحن بإذن الله ننتصر.
تلك الجباه السمراء التي تشع نوراً وتفيض ولاءاً. من أصحابها تفوح نسائم الحرية. هم جنود الله من نكلوا بالعدو واذاقوه الويل وعلموه اخلاق الحرب و الدروس في التعامل مع الجريح والأسير كما علموه كيفية تذليل كافة الصعاب لتحرير الأرض من براثن إحتلالهم.
نحن على مشارف النصر الآلهي ..فهبوا يا ابطال لترسموا لوحة اسطورية سيخلدها الزمان. العدو منهزم منهزم وبمعنوياتكم العالية نحن ننتشي بالنصر الذي تهدوه لنا .
فمأرب الحضارة لن تكون إلا لأهلها الشداد الغلاظ السمر الأقحاح الذين لايقبلون بدخيل او غازٍ او محتل. لن يمكنوا احد من ثروات ارضهم ولن يضعوا ايديهم غير في ايدي رجال الله من الجيش واللجان .
النصر وقته قد حان؛ فبيارقه تلوح لنا. النصر الآلهي آت آت، ونحن على قاب قوسين أو أدنى منه.