وفي ذكرى الرحيل سأبدأ رحلة الكتابة..
.إب نيوز ١٣ مارس
بنت الحسن
إلى رحاب الهداية ومعبر النورانية وأريج الذكر ورحيق الأيات وريحان النبوة وشذى العترة وعبير الإيمان وتراتيل القداسة وإشراقة البيان.
أبدأ رحلتي
إلى ذلك الهدف المقصود في أفياء أرواح المؤمنين والغاية المنشودة لجميع المستضعفين، في زمن الذلة والهوان
إلى سليل العترة الطاهرة المجاهدة المضحية الباذلة الصابرة المحتسبه التي سطع بدرها في مدايات جوانحنا إيمانا وإقداما ويقينا..
إلى حسين العصر وكربلاء الزمان وطف مران وفاجعة اليمن
هناك عند منبع النور ومشعل الكرمة وعبق الشهادة
عند لطف الأتقياء وطهر الانقياء وإرث الأنبيا وبأس الأشداء ، دعوني أحط رحلتي في محضر حامل الرساله المحمدية العلوية الحسينية الزيدية
في ميدان الشهيد القائد؛لأخط تأوهات آلامي وضجيج روحي وصرخات فؤادي ونشيج وجداني وأستل قلمي المفجوع بذلك المصاب الجلل والرزء الفادح وأسكب شلالات أوجاعي القاتلة على صدر المقال المضرج بأليم عذابي المشتعل بحرقه وجداني
المثقل بأحزان أحاسيسي ومشاعري في معركة المآسي والندم وملاحم الآهات اللا منتهية؛
فكيف لقلبي الضعيف أن يتحمل جحافل الأسى والأحزان؟!
ام كيف لجسدي النحيل ان يصد جيوش المواجع والجراح؟!
إنه بدر الهداية الساطع ونبراس الاروح المنقذ من مهالك الغفله والهوان والإستكانة
لاتتعجبوا إن ناءت لحمل أحزان روحي وثقلها هذه الأرض وانهدت النايفات الشوامخ فإن غيوم المآسي وظلمات التجبر وسواد الطغيان ودياجي الخبث أودت بمصباح الهداية الذي لم ينطفئ بأستشهاده بل اتقد وولد من جديد…
في زمان كان يمثل للأمة بصيص الأمل المشع من دفتي البيان والروح المحرك لتلك الحروف المرسومة والقلب النابض لتلك الكلمات الجامدة.
التي ظلت تعاني السكون زمنا طويلا إلى أن أنعشها وبث الحياة فيها
سيدي، لماذا أنت دون سواك من استطاع أن يحمل فوق كاهله كل هذه الأثقال وحيدا فريدا…
نعم … لأنك تغذيت عبر وريد النبوة وارتويت بكوثر الهداية وكنت امتداد لحبل العترة الطاهرة فحملت الهداية للناس عبر شرايينك الممتدة الى الافئدة اللينة والألباب السليمة في أجساد المؤمنين .
مولاي لم ترحل بل ازددت عزما وعزيمة في إشعال فتيل الإيمان بجذوة الجهاد المقدس في زمن الخضوع والخنوع والأنبطاح والذله.
فأنت اشراقة الحياة التي تغلغت في أوردتنا وخالطت جينات الفصائل في دمائنا فأشعل وهجها، مشكاة الأنوار المتقدة بين ضمائرنا التي لم تخفت برحيلك بل ازدادت سطوعا وألقا وبريق…
سيدي إنك السفينة التي أبحرت في أمواج الأوهام المتلاطمه،وغياهب الظلمات الحالكة،وأعماق التيه المستشري في وجدان الأمه لتمد شراعها في ذلك البحر الذي ليس له شاطئ لأنتشالنا من بين موردات المهالك ومضائق المسالك الى مرافئ النجاة ورحاب السبيل..
إنك المعين المتدفق بكوثر الأيات البينات الجليات الواضحات…
إنك سلسبيل الهداية والهدى، الذي فجر كل ينابيع العزة والكرامة والإباء والمجد والحضارة والسؤدد في هذا الزمان..
سيدي، أيها الوحي الناطق والذكر المتحرك والحي الباقي والشهيد الخالد…
إنما نتنفسه اليوم من أكسجين الكرامة وانسام العزة عبارة عن نفحة من فوح الملازم التي أنعشت فينا روحية البذل والعطاء والتضحية والفداء..
سيدي إن معجزات الانتصارات التي نعيشها اليوم تسجد في مقام تفانيك وتسبِّح بحمد مسيرة جهادك وتطوف في كعبة ملازمك…
فصلوات أرواحنا الوالة ترتل آيات الاستغفار وتغتسل بعبرات الندم وتتهجد بسلام الحنين وتترنم بفاتحتة النصر وتعزف بقيثارة الولاء وتنسج عهودها بمواكب الشهداء الذي ساروا في دربك …
عزاؤنا فيك يامولاي أنك خالد فينا بمنهجك الذي سيظل يعبر بنا الى دروب النصر..
وبخلفك العلم المجاهد الذي خلفته من بعدك
فسلام الله عليكما ماتعاقب الليل والنهار وجزاكما الله عنا وعن الأمة كلها خير الجزاء.