ومازال الحسين هنا
إب نيوز ١٣ مارس
هناء الوزير
في ذكرى استمرار حياة الشهيد القائد ،ومابين استهداف الجسد واستهداف المقام أضع كلماتي.
سيدي الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي
يامن أرعبت قلوبهم ، وفضحت مكرهم على رؤوس الأشهاد. بالقرآن.
وكشفت زيف ادعائهم بأنهم دعاة السلام.. بالقرآن.
وكشفت أذنابهم ،وعملاءهم.. بالقرآن.
يامن نذرت نفسك للحقيقة ،وقول الحق فكان استهدافك هو استهداف للحق،وللقرآن ، وللقيم التي أحييتها ، وللحرية التي ناديت بها ، بهدف إسكات صوت الحق وإطفاء نور الله.
مابين حياتك وارتقائك شهيدا تاريخ من العطاء والعزة.
كان قتلك بحد ذاته جريمة فاضحة ،فكيف بهم وقد حاولوا إخفاء جثمانك دهراً.
مابين استهداف جسدك الطاهر واستهداف مقامك الشريف تاريخ من المتناقضات ؛
بالنسبة لنا كانت سنوات من العمل والبناء ، وانتشار المسيرة ،حتى وصلت إلى كل بيت..فقد ظنوا أنهم قد قتلوك وانتهى الأمر.
ماعرفوا أنك قد سكنت القلوب ، هذا بالفعل ما عجزوا عن معرفته ،
ساورهم الشك في ذلك ،لذلك شنوا بعدك خمسة حروب عبثية ظالمة ، علهم يفلحوا في انتزاعك من بين تلك القلوب التي حللت فيها ، علهم يمحو ذكرك وأثرك، ولكن يأبى الله إلا أن يُتم نوره .
أما هم فقد كانت سنوات من الويل والفشل الذريع ،فبالرغم من أنهم اعتقلوا جثتك خوفاً منك ، وظنوا أنهم قد تخلصوا منك بقيتَ تُلاحقهم ، وتؤرق منامهم .
نعم لقد حلت روحك في كل مكان ،وبقيت حاضرة لتعلن أن الباطل مهزوم في ظل وجود المؤمنين الذين عشقوا العزة والكرامة.
وتعرّى فيها زيف الباطل ، وتكشف الضلال فكانت فضيحة لهم .
سيظل استهداف الشهيد القائد نقطة سوداء في جبين الظالمين الذين يستهدفون أولياء الله في كل زمان
ولكنها مشيئة الله.
رحلت عن الدنيا ،وسافرت دروسك إلى قلوب العامة ، وحلت في جنبات أرواحهم ،وهذا ما انطلق به شبابنا.
وجاء يوم التشييع ليكون محطة فارقة ، وفاتحة عهد جديد للمسيرة ، حين تجمعت كل تلك الجموع المؤمنة.
أبى الله أن لا تكون فرداً عادياً يدفنك يوم استشهادك نفر من خاصة محبيك.
أبى الله إلا أن يجتمع ذلك الطوفان البشري المفعم بزخم مسيرة الحق القرآنية.
لترى الأمة ،ويرى العالم بأسره كيف استمر نهج حياتك متجسداً في نهضة وحياة الأمة.
هكذا أراد الله أن تجتمع الأمة لتحيي ذكراك في الضمائر والوجدان ، وتفوحُ الأرضُ بعبق عطائك ، وعظيم ماقدمته للأمة.
ومع أنهم قد رأوا مراسيم تشييعك ، إلا أنهم لم يتيقنوا لأنهم مع كل ذلك ، لازالوا يرون آثارك هنا وهناك؛
ولذا كانت فضيحة ضرب المقام في السادس من يوليو 2015 م حيث ترصد حثالة العالم بمقام الضريح الطاهر ، وأحكموا الحصار.
فأي نصر حققوا ، وأي فشل وهزيمة صنعوا.
وهنا سؤال: ترى ما الذي أرعبهم من مقام الشهيد القائد ؟!
فتشت بين ركام الخراب فلعل هناك شيئاً أخطأه العدو ،ولم يجده.
فوجدنا الحسين ،وقد حلّ في روح كل فرد هناوهناك.
رأيناه وقد سكن قلوب المؤمنين ، ونفث فيهم من روحه المؤمنة
فأي سر أودعه الله فيك!!.ياحسين
وأي سر أودعته في قلوب المؤمنين!
حاصروك بأسلحتهم .
فحاصرتهم بفكرك وروحك.
وإيمانك وثباتك.
فجاءوا ليقتلوك مرة أخرى..
فتناثر الركامُ يمنة ويسرة.. وتناثرت روحك من جديد لتعلن استمرار حياتك من جديد في عزم وثبات المؤمنين .
فما الذي أرعبهم هناك ، وما الذي رأوه.
وأي حقد اكتظت به قلوبهم تجاه المستضعفين الذين أبوا إلا العزة ، ورفضوا الذل والاستكبار .
مابين استهداف الجسد والمقام سنوات وتاريخ من الحياة المشرقة في نفوس وضمائر أهل الحق الذين استناروا بما أضاءه حسين البدر في نهجه الطاهر.
مابين منزله ومقامه مجد عظيم ، عز شامخ ، لايقبل الاستسلام ،ولا يرضى الذل والهوان ،
قد يقصف العدوان بيوتاً مهجورة.. لا لشيء إلا ليكشف فداحة غباء المعتدي الغاشم.
فماقيمة أن يُقصف مقام الضريح على قمة جبل.
ولكن يبقى هنا نصر وأمل.. رغم الدمار. وتبقى روح الحسين هنا مرفرفة
وتفوح تراتيل فاتحة نصر مبين ويأبى الله إلا أن يتم نوره .
فمن بين الركام كان عبق العزة فواحاً.
مابين حياتك الأولى والأخرى خطوات من الثبات ، رسمت معالم النصر والإيمان .
كانت روحك التي تناثرت أقوى وأعظم من صواريخهم الغاشمة.
فما بين استهداف الجسد والمقام تاريخ لا يقبل الانكسار ولا الهزيمة ، ولعلّ أياماً قادمة تحمل ما لانطيق تخيله من بركات فيض الله.
ولن يغادر الحسين أرواحنا ، فأنىّ اتجهت تجد حسينيين أبطال؛جباههم مرفوعة ، وراياتهم خفاقة.
ولسان حالهم يقول:
على خطاك ياحسين ،نجدد العهد ، ونخطه بدمائنا وأرواحنا.
ومازال الحسين هنا
ولله عاقبة الأمور.