والله مُتِمُ نورِه وَلو كَرِه الكافِروُن”
إب نيوز ١٤ مارس
البتول جبران
حاكوا المؤامرات، ودمروا المقومات، وسعوا في مران فساداً، و قتلوا الأبرياء تكبراً وإجراماً، ليس هذا فحسب فقلوبهم كانت أقسى من الحجارة، كل ذلك من أجل إطفاء نور الله، وإسكات صوت الحق .
فكل من يتأمل في حياة الشهيد القائد، سيرى بأن تلك الحروب التي شُنت ضده وضد انصاره لإيقاف مشروعه القرآني، تتلخص في قول الله تعالى:
﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
تأملوا الآية جيداً واربطوها بالواقع، ستجدوا أنها تحكي واقعنا اليوم، فقد أراد الأعداء أطفاء وطمس نور المسيرة القرآنية، ومن اجل ذلك تحالفوا وارتكبوا اسوأ الجرائم بحق الأبرياء والمستضعفين، وزيفوا الحقائق، وعملوا على تضليل الناس لكي لايعرفوا بأن ذلك هو الحق .
ففي أحد المرات قاموا بشن حملة عسكرية عدائية على بيت الشهيد القائد لأغتياله، ولكن بات كل ذلك بالفشل، ولأن مرادهم لم يتحقق، زاد مكرهم وتجبرهم فقاموا بشن حروبٍ ست ظالمة، بقلوب أشد قسوة من الحجارة لا دين ولا رحمة ولا إنسانية .
وقاموا بسجن الكثير ممن التحقوا بهذه المسيرة، وعملوا كل مابوسعهم أن يعملوه للهيمنة والاستعباد، لم يبالوا لا بطفل ولا مرأة ولاعجوز كائِناً من كان، كل ذلك من أجل أن ينالوا من الشهيد القائد وقتله وأيقاف مشروعه، وعندما تحقق مرادهم، قاموا بأخفاء جثمانه الطاهر مايقارب الــ9 سنوات .
وظنوا انهم بذلك قد استطاعوا أن يطفؤا نور الله، ولكن لا.. ليس كذلك لأن إرداة الله فوق كل إرادة، حينما تم إخفائِهم لجثمانة الطاهر لكي لايشيعه محبيه كانت إرادة الله بأن يحضر تشييعه عدد أكبر مما لو تم دفنه في تلك الأيام.
وهانحن نرى اليوم كيف وصل صدى هذه المسيرة القرآنية وتلك المظلومية ليس إلينا فحسب، بل إلى العالم، رغم كيد الأعداء، ومكرهم، وإجرامهم، فكل ما يمر يوماً أرى فيه أناساً يلتحقون بنور المسيرة القرآنية، كلما زاد يقيني بأنها هي مسيرة الهيةٍ بتأييد رباني، فلو لم تكن مسيرة حق، لما وصل صدها إلى العالم، ولِمَ رأينا مُحبيها يزدادون يوماً تلو الآخر ..