غريمنا…أمريكا

إب نيوز ١٥ مارس

منير الشامي

حينما ألقى الشهيد القائد محاضرة خطر دخول امريكا اليمن كان قد حدد قبلها بحوالي اسبوعين الخطوة اﻷولى في مواجهة النظام الأمريكي والمتمثلة في الصرخة، وهي خطوة عملية مثلت شعار وجسدت موقف عملي لرفض سياسة الاستكبار الأمريكي ولها تأثير كبير ومرعب عليه سابقاوحالياومستقبلا

لقد شخص الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه داء اﻷمة ومعضلتها الكبرى بخضوعها وارتهان أنظمتها وشعوبها للهيمنة الأمريكية وشخص الدواء الفعال لذلك الداء وهو دواء سهل وبسيط وفي متناول كل عربي وكل مسلم أن يستخدمه دون أن يكلفه شيئا ودون أن يحمله جهدا، ولو استخدمت الشعوب العربية أو حتى الشعب اليمني فقط بجميع مكوناته ذلك الدواء كما بين لهم الشهيد القائد ضد الداء الأمريكي العضال، وصرخوا جميعا في وجه النظام الأمريكي لنسفوا بصرختهم كل أحلامه واطماعه في الشعب اليمني ولقطعوا عليه كل الخطوط التي مضى عليها منذ ذلك الحين وحتى اليوم واغلقوا دونه كل الابواب التي استغلها ضدنا ومرر مؤامراته من عام 2002م وحتى يومنا هذا
غير أن تدني وعي الشعب وجهله وانقسامه إلى مكونات متعددة تمسكت بولاءات حزبية وطائفية وعصبية ضيقة وعميلة للاعداء ومتخلية عن ولاءها لله ولرسوله وللمؤمنين جعل من تلك المكونات مجرد أدوات خاضعة لعدوها الحقيقي يحركها بواسطة اركان العمالة فيها وازلام الخيانة في قيادتها لتحقيق أهدافه في تمزيق الشعب وتبديل هويته و في تحويله إلى فرق متنافرة ومتعادية يضرب بعضها بعضا ويضعف نفسه بنفسه، فتنهار قوته ويتلاشى تماسكه ليصبح هشا ضعيفا فيتحكم بهم عدوهم كيفما شاء ويحركهم كقطع نرد يرجم بها في اي اتجاه دون أن يخسر فلسا واحدا ويحول الوطن إلى ساحة يسرح ويمرح فيها ويجني ثروات الشعب ومقدراته في نفس الوقت، ودون أن يلتفت إليه المنشغلين في الصراع الذي ادخلهم فيه وهذا الوضع بأخطاره الكارثية على الشعب هو ما أرق الشهيد القائد ودفعه لينطلق حاملا أعظم وأخطر وأهم مسؤولية تخلى عن حملها الجميع وابرزها في مشروعه القرآني ببصيرته الثاقبة ووفق قاعدته الأكيده عين على القرآن وعين على الاحداث
هذه القاعدة هي ما اظهرت لنا اليوم قوى الشر والاستكبار بحقيقتها العارية، وتفاصيلها الخفية هي وكل من يدور في فلكها من أنظمة العالم ودوله ومنظماته والمنبطحين لها من المرتزقة والعملاء والخونة
تحدث رضوان الله عليه عن امريكا وفضح سياستها واساليبها في خلق مبررات تدخلها في الشرق الأوسط كأحداث 11 سبتمبر وذريعة الإرهاب وبين لنا أيضا أن تدمير المدمرة كول هو من صنعها واستخدمها مبررا لدخول قواته ومخابراته إلى اليمن فكان صادقا في تحذيره، ودقيقا في تشخيصه، وهذا ما أصبح مكشوفا أمام عيوننا في وضح النهار ونحن نرى نظام امريكا يستخدم الجماعات الارهابية في العدوان علينا ويحشدهم من مختلف دول العالم ويرعاهم ويدعمهم بالمال والسلاح بطرق مباشرة وبطرق غير مباشرة عن طريق ادواته بالمنطقة كالنظام السابق او عميله السعودي او الاماراتي وطوال ست سنوات من العدوان ايضا وأخيرا في مأرب وفق ما كشف عنه تقرير جهاز الأمن والمخابرات الاسبوع الماضي وهو الأمر الذي أكده الدكتور اللواء عبدالقادر قاسم الشامي نائب رئيس جهاز الأمن والمخابرات في تصريحة لقناة المسيرة والذي كشف عن الكثير من الحقائق الأمنية حول ملف الإرهاب وتاريخه ودور النظام السابق في تنفيذ التوجيهات الأمريكية وغض الطرف عن هذه العناصر بل ودعمهم وتسهيل تحركاتهم وإطلاق عددا من قادتهم الذين تمكنت أجهزة الأمن من القبض عليهم في عهد نظام عفاش المجرم أو في السنوات الأولى لتولي الدنبوع وهذه الأمور كلها كان الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه قد بينها هي وأمور أخرى لم تكن قد حدثت بعد وحذر منها
ومن الجدير بالذكر أن اللواء الشامي قد أكد حقيقة هامة جدا وهي أن ثورة ال 21 من سبتمبر المباركة نجحت بعد قيامها في القضاء على تواجد الجماعات الإرهابية ما يعني ويؤكد أن هذه الحقيقة هي واحدة من أهم الأسباب التي دفعت النظام الامريكي الى تعجيل العدوان على اليمن واجبرته على ذلك قبل أن ينتهي من خطوات الأعداد والشرعنة للعدوان بأسلوبه المعتاد
المقترحات التي قدمها مبعوث الرئيس الأمريكي ليندر كينغ لقيادتنا السياسية كرؤية أمريكية لوقف إطلاق النار هي أيضا دليل قاطع على حرص النظام الأمريكي وسعيه بكل طاقته لدوام العدوان واستمراره وعلى أن وعود بايدن وتصريحاته بخصوص وقف العدوان واحلال السلام في اليمن ليست سوى فقاقيع إعلامية وتصاريح تخديرية الهدف منها تجميل وجه الإجرام الأمريكي الذي شوهته جرائمه بحق الشعب اليمني طوال سنوات العدوان، ومحاولة يائسة لإظهار امريكا كطرف محايد وراعية سلام أمام العالم عموما وأمام الشعب اليمني خصوصا وهو ما لم يتحقق لها ابدا فحتى ولو اقتنع العالم بذلك فالشعب اليمني يستحيل أن يتخيل مجرد تخيل عدوان عليه بدون امريكا لأنه لا يمكن أن يصدق هرج النظام الأمريكي ويكذب ما شاهده منه على واقعه من حقائق جلية كقرص الشمس في كبد السماء، ولعل رد رئيس وفدنا المفاوض الأستاذ محمد عبدالسلام على مقترحات كينغ هو في حقيقته رد كل أبناء الشعب اليمني الشرفاء، وموقفهم فما عجزوا عن الحصول عليه بالقوة العسكرية يستحيل أن يحصلوا عليه بأي وسيلة أخرى فأمريكا هي العدوان والعدوان هو إرادتها وسنواجهها جيلا بعد جيل كما قال قائد ثورتنا ورائد مسيرتنا السيد العلم عبدالملك يحفظه الله ويرعاه فأمريكا غريمنا وغريمنا امريكا.

 

You might also like