المشهد الفنزويلِّي أصبَحَ في بيروت لا داعي لزيارة كراكاس

إب نيوز ١٥ مارس

ألله أعلم كَم آليت على نفسي الإنجرار إلى الحديث عن سوق السياسة اللبناني، لكنِّي وبدافع وطني لا بُد أن أرفع الصوت عالياً عندما أرى وطني ذبيحاً على طاولات السماسرة والمتعاقدين السياسيين مع الخارج،
لا بُد أن أصرخ وأن أعترض وأن أقف مع نفسي ومع أهلي وأولادي اللذين بدأوا يتضورون جوعاً تحت وطأة إرتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة الذي وصل إلى مستوياتٍ لَم يعهدها سوق العملات اللبناني من قبل.

**المشهد الفنزويلِّي يتجَلَّى بكل صُوَرِهِ في لبنان ساحلاً وجبلاً مُدُناً وقُرَىَ حيث بلغَت أسعار المواد الغذائية وعلى رأسها المواد الأساسية إرتفاعاً خيالياً في الأرقام، وخصوصاً أن القابضين على حياة الناس بلقمة عيشهم تنطبق عليهم ألقاب التجار بكل ما لهذه الكلمة من معنَىَ سلبي؟ والقابضين على مقدرات البلاد ملتصقون على عروشهم التي لن يفصلهم عنها إلَّا الموت غير آبهين لما يحصل بين جدران المنازل المستورة من الام وأنين للجائعين التي تكاد تلتصق أمعائهم من شدة الجوع.

بين كل هذا وذاك نَصَّبَت موسكو نفسها راعي توافقات وفصلت الملفات السياسية العالقة والمتوترة كلٌ على حِدا، فكان أول الضيوف المُرَحَب بهم في دوائر القرار الروسية هو وفد حزب الله الذي حَطَ رِحاله فيها،
وقبل أن ينتهي رئيس الوفد المقاوم النائب محمد رعد من تصريحه الأول عبر شاشات التلفزَة لتوضيح ما آلت إليه الإجتماعات مع القيادة الروسية، خرَج صوتٌ نشاذ من عاصمة الإرهاب الثالثة الرياض يقرر نيابةً عن شعب لبنان ومجلسه النيابي بأن سعد الحريري لن يكون رئيس حكومة لبنان القادم حتى لو دار العالم ومعهم {إسرائيل} في إشارة من محمد بن سلمان أنها أعظم دولة بالنسبة إليه!

في موازاة ذلك إزدادت التحركات التركية المشبوهة في شمال لبنان وتحديداً في منطقة عكار وتحدثت بعض الجهات أن حاويات تركية كبيرة تم نقلها إلى قرَىَ عكارية على مرأىَ ومسمع الدولَة اللبنانية من دون معرفة ما تحتوي بداخلها،

الغُرَف السوداء التي تعمل ليلاً نهار من أجل تسريع الإنهيار الإقتصادي لتسريع الإنفجار الشعبي نجحت في زيادة الضغط الإقتصادي على المجتمع اللبناني في ظل غياب تام لمؤسسات الدولة اللبنانية وهيئات الرقابة،
وفلتان ميليشيوي في الشوارع خلال عمليات قطع الطرقات والإعتداء على المارين.

الحلول غائبة تماماً ولا دخان أبيض يتصاعد من السرايا الحكومي، ودورة الإتصالات العلنية والسرية بخصوص لبنان تعطلها مخططات المتربصين بالمقاومة وعلى رأسهم سفيرة الشر في بلاد الأرز،
**أما التحركات الروسية ألأخيرة ودعوتها بعض الأطراف لزيارة موسكو ما هي إلَّا إعادة ترتيب أوراقها وإعادة تموضع، بعد غياب عن الدور الدولي لعقود لا تغني ولا تثمن عن جوع، وأن الأميركيين لا يسمحوا لها بتحقيق أي إنجاز سياسي بوجههم وخصوصاً في الملف اللبناني مهما كلَّف الأمر.

بينما تحاول موسكو التنسيق مع القِوَىَ المؤثرة في منطقة الشرق الأوسط لتجميع قواها الدبلوماسية مجدداً، أرسلت الى واشنطن أقوى رساله في تاريخ دبلوماسيتها في المنطقة من خلال دعوة وفد حزب الله لزيارتها زيارة {دولَة} كما تحاول تشكيل محور قطري تركي روسي متشابك مع محمد بن سلمان المأزوم والمُرتَمي في أحضانها بغيَة تحصيل اوراق تفاوضية قوية بوجه الولايات المتحدة الأميركية.
أخيراً واشنطن تفصل بين المملكة التي تعتبرها حليف استراتيجي وبين مصير ولي العهد الذي لَن تقبل به ملكاً على مملكة النفط والثروة لأنه بنظرها كما العالم أجمَع أصبحَ موبوءً وغير صالح للقيادة.

اللبنانيون ينتظرون الدخان الابيض من مدخنة الكرملين في موسكو أو حارة حريك، وفي الحقيقة الزيارة لَن تأتي بجديد وما ينتظر الشعب اللبناني قادم الأيام من ارتفاع جنوني بسعر الصرف ومن جوع وفوضَىَ لَن يدفعهُ عنهم إلا قوة جبارة تمسك بالبلاد وتقطع رأس الأفعى فيه وتطرد غلمانها وتذهب بها شرقاً رغماً عن أنف الجميع وإلا مكانك راوح.

*إسماعيل النجار
*15/3/2021