معطيات المعركة.. الإعلام والواقع !!
إب نيوز ١٧ مارس
زيد البعوة
على مر التاريخ وفي كل حرب ومع كل معركة تحصل في أي زمان ومكان تتفاوت الأنباء وتتناقض الروايات ويتداول الناس الأخبار حسب ما سمعوه على ألسنة الآخرين وإن كان يحتمل الحقيقة وعكسها بدون أدلة أو إثباتات، بل غالباً يبالغ البعض في الحديث عن مجريات المعركة بأكثر مما هي عليه أو ينتقص من مضامينها وحجمها وعنفوانها ولو كانت حامية الوطيس، وهذا شيء متعارف عليه إلى اليوم، ولكن المعارك العسكرية التي يخوضها الشعب اليمني الصامد ورجاله الأبطال الأعزاء في مواجهة دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي البريطاني الإماراتي تحظى بتغطية إعلامية متضادة مكثفة وغير مسبوقة إلى مستوى أن الأخبار تلتحم مع بعضها وتتضارب مع نفسها خصوصاً في وسائل إعلام العدوان ومرتزقته، ولولا هدهد سليمان العصر الحديث (الإعلام الحربي) الذي يوثق كل شيء لكادت زحمة الأكاذيب أن تطغى على حقيقة المعطيات العسكرية الميدانية.
ومن أهم وأبرز المعارك العسكرية في الوقت الراهن على مستوى العالم بشكل عام ومستوى اليمن بشكل خاص هي المعركة التي يخوضها أبطال الجيش واللجان الشعبية في محافظة مارب ضد الاحتلال والارتزاق، والتي تهدف إلى تحرير محافظة مارب من داعش والقاعدة وقوات الغزو والاحتلال والعملاء المرتزقة، وهذه المعركة تحظى باهتمام كبير على المستوى الدولي والمحلي وتحظى بتغطية إعلامية كبيرة لكنها تفتقر للحقائق والمعطيات والأدلة والبراهين التي توضح ما يجري بالضبط بدون زيادة أو نقصان خصوصاً أن هناك لغطاً واسعاً، وضجة إعلامية غير مسبوقة من قبل وسائل إعلام العدوان ومرتزقته التي تعمل على تكتيم الحقائق ونشر وترويج أخبار عارية عن الصحة، وتختلف تماماً عن واقع المعركة بهدف التضليل على الناس وحرب نفسية ورفع معنويات مرتزقتهم التي وصلت تحت الصفر، ومع ذلك يفشلون رغم حجم كذبهم وتزييفهم ولكن هذا لن يدوم طويلاً فهناك ما يمكنه وضع حد لهذا كله.
قريباً ستهب رياح النصر لتزيح غبار المعركة ودخانها، وتتضح الرؤية للجميع وتظهر المستجدات وتتمخض الأحداث وتكشف عن مولودها بالصوت والصورة عندما يسقي الإعلام الحربي جداول وسائل الإعلام بالفيديوهات التي وثقتها عدسات الكاميرات اثناء المعارك الطاحنة في كل سهل وجبل وموقع ومعسكر، وتتحدث الانتصارات التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية عن نفسها بكل شفافية ومصداقية بالزمان والمكان والأعداد الحقيقية والإنجازات الكبيرة والمتنوعة لتقدم صورة مكتملة عن المعطيات الميدانية مسنودة بتكبيرات الانتصارات التي تصدح بها حناجر المجاهدين والتي تشهد على عظمة تلك الانتصارات وهم يكثرون من شكر الله وحمده والثناء عليه عند كل نصر وبعد كل إنجاز، وحينها لن يستطيع أي كذاب في العالم أن ينكر حقيقة هزيمة العدوان ومرتزقته وحقيقة انتصار الشعب اليمني الصامد وجيشه ولجانه الشعبية.
لقد أسرفت وسائل إعلام العدوان ومرتزقته في الكذب والتضليل وتزييف الحقائق في ما يتعلق بمعطيات المعركة في مارب وحاولت قدر المستطاع أن تعكس الحقائق وتروج للوهم وتنكر حقيقة الهزيمة التي تلتهم العدو ومرتزقته هناك في الليل والنهار رغم الجهود التي بذلتها أمريكا وبريطانيا والأمم المتحدة لعرقلة وإعاقة معركة تحرير مارب، إلا أن إصرار أبطال الجيش واللجان الشعبية وتوكلهم على الله وثقتهم به صنعت المعجزات وقهرت المستحيلات وبسطت نفوذ الحرية والاستقلال على مناطق جغرافية واسعة من محافظة مارب وما تزال تشق طريقها لاستكمال تحرير ما تبقى وتطهير مارب من طغيان داعش ووحشية القاعدة وأطماع بريطانيا وأحلام وطموحات أمريكا وخيانة العملاء المرتزقة وحماقة الإمارات وجرائم السعودية، مع أن جميع الصفات تنطبق على أمريكا بصفتها الراعي الرسمي للعدوان على اليمن.
ومن الواضح ان دول تحالف العدوان ومرتزقتها والجماعات الإرهابية ورعاتها وداعميها يحاولون بشتى الطرق والوسائل إعاقة عمليات الجيش واللجان الشعبية في مارب من خلال إشعال فتيل المعارك في بعض الجبهات بشكل أكبر مما هي عليه إضافة إلى التضليل الإعلامي المكثف العاري عن الصحة وكذلك تكثيف طيران العدوان للغارات العدوانية وأيضا عبر الحصار الاقتصادي واحتجاز المشتقات النفطية والترويج لخطة حل سياسي عبر مبعوث الإدارة الأمريكية خطة مشؤومة لا تقل خطورتها عن العدوان نفسه، ورغم هذا كله إلا أن المعطيات الميدانية للمعركة في مارب وفي غيرها من الجبهات تزخر بالكثير من الأخبار القوية والمهمة والعظيمة والمبشرة بالنسبة للشعب اليمني الصامد ولم يتبق سوى القليل وسوف تتضح الأمور للجميع وتكشف عاصمة حضارة بلقيس عن ساقيها في بلاطها وبلادها هذه المرة معلنة كفرها بالعدوان والمرتزقة وإيمانها بالحرية والاستقلال وانتصارها وتحريرها من داعش والقاعدة، قريباً إن شاء الله.