الجزيرة والإصلاح .. قصةُ عشقٍ مخزية .

إب نيوز ١٧ مارس.

عبدالباسط محمد عبدالله

– يدرك كل من يتابع قناة الجزيرة ويتعمق في خطابها ونهجها إزاء مستجدات الأحداث في اليمن و منذ الوهلة الأولى ، حقيقةَ تلك العلاقة المفضوحة التي جمعت هذه القناة مع حزب الإصلاح ، علاقةٌ دأبت قناة الجزيرة على استمرارها رغم سمعتها المخزية ..

– دولة قطر صاحبة هذه القناة ، نفذت توجيهات المخرج العالمي لسياسة تفتيت وتفريق الشعوب العربية ، في جعل هذه الدويلة حليفةً لتنظيم الإخوان ، ومن وقتها وقطر تلعب هذا الدور بمنتهى الإخلاص ونفذت ولازالت توجيهات اللاعب الدولي الذي أراد منها ذلك كما أراد من مملكة آل سعود ودويلة الإمارات مع تيارات وأحزاب أخرى ، لتحقيق توازن وخدمة أجندات هذا المخرج الدولي في استمرار الصراع والاختلاف بين التيارات والأحزاب الراديكالية اللاهثة وراء المصالح أو تلك الساعية خلف منهجيات وعصبيات مقيتة..

– هرولت قناة الجزيرة التي تمتلك إمكانيات مادية وفنية مهولة وضخمة ، وكوادر ذات خبرات وكفاءات عالية جداً ، وتضحيتها بكل ذلك في سبيل حزب الإصلاح الأخواني المسيطر على ما تسمى مجازا ( الشرعية) ، وقد اثبت فشلا كبيرا في إدارته للأحداث والفرص منذ مطلع الألفية الثالثة ، ومع ذلك لا تزال قناة الجزيرة تستميت وبمنتهى السذاجة والغباء في الدفاع ومساعدة هذا الحزب الذي بات الرهانُ عليه فاشلا جدا ..

– من يتابع هذه القناة وهي تتحدث عن مدينة مأرب و الانتصارات الكاذبة في تعز ومأرب وحجة لما تسميه الجيش الوطني الذي يعرف القاصي والداني أنه عبارة عن جماعات مسلحة تابعة لحزب الإصلاح وبقايا من جنود وضباط كان ولاءهم لعلي محسن ، ولكن الجزيرة وكما تعتقد أن أكاذيبها عن تلك الإنتصارات ربما يأتي من باب رفع معنويات تلك الجماعات وإيصال رسالة للعالم بأن شرعية الإصلاح القطرية لازالت تستطيع أن تواجه وتحقق انتصارات ليكون لها موقع فيما يعتقدونه حوارا قادما وتسويةً سياسيةً أمريكية ، ولكنها تحاول أن تغض الطرف أو ترفض العودة قليلا إلى الوراء لتتذكر وتأخذ العبر من الأحداث السابقة والكثيرة التي لجأت فيها هذه القناة لنفس السياسة والأكاذيب ولكنها دوما ترد على أعقابها وتنفضح وتصاب بخيبة الأمل .

– تضحية قناة الجزيرة القطرية وقصة عشقها الفاشلة لحزب الإصلاح تودي دوما بهذه القناة إلى المستنقعات ذات الروائح الكريهة ، ولعل خير دليل يتمثل في المراهنة على هذا الحزب من هذه القناة أبان ثورة فبراير ٢٠١١ ، وكيف تأثرت هذه القناة التي كانت محل ثقة لنسبة كبيرة من المشاهدين اليمنين لتصبح بعدها في موضع الشك والريبة بل والدجل والإفتراء خاصةً مع استمرار نهجها وانصياعها لهذا الحزب عقب تسلمه للسلطة في اليمن ..

– لم تستفد الجزيرة من الدرس بل ومن الدروس الكثيرة ، إذ لا زالت تلهث وراء هذا الحزب الذي لا يبادلها نفس المشاعر ولم يك يوما في مستوى حبها ، و دوما يجعل شاشتها أو كما يقال وجهها اسودا ، وبات حالها أشبه بذلك العاشق الذي لم يتزوج بعشيقته ذات الصيت السيئ الذي تحرص على حبه بالحرام ، وأصبح رهين سجنها ، يعمل جاهدا على تحسين سمعته وسمعتها بين الناس ، لا الناس صدقته ، ولا عشيقته أعانته بتوبتها ، ولا هو تعالج من داء عشقه ونأى بنفسه وسمعته عن الحرام ..

– كم أشفق حقيقةً على تلك الوجوه والأصوات الإعلامية ذات الأداء واللغة القوية والحضور الجيد ، تلك الكوادر التي عملت على تأهيل وتطوير نفسها لتقع في براثن سياسة إعلامية خاطئة وممنهجة لقناة الجزيرة ، ويعملون مجبرين لتنفيذها على حساب مهنيتهم التي تعلموها وسمعتهم لدى المشاهد ، سيقول قائل لماذا لا يتركون العمل بهذه القناة والبحث عن أخرى وهم مؤهلين ؟!.. قد يكون الدافع المادي هو السبب فما تقدمه قناة الجزيرة من مرتبات وحوافز يفوق اضعافا وأضعاف ما تقدمه القنوات الأخرى . ولكن ليس هذا مبررا لمن يحملون ظميرا عاليا ، ونفسا زاكيةً ، ومهنيةً تحرص على الصدق وتنتج عزة النفس ، فكم من إعلاميين يتألقون اليوم على شاشات قنوات فضائية كانوا قبل ذلك في قناة الجزيرة ..

You might also like