عبدالباري عطوان : ما هي الأسباب الأربعة التي تجعل الهُجوم الأخير بالمُسيّرات الحوثيّة على مُنشآت “أرامكو” في الرياض تختلف كثيرًا عن سابقاتها؟ وما هي الرّسالة الأحدث التي تَحمِلها للقِيادة السعوديّة؟
إب نيوز ٢٠ مارس
عبدالباري عطوان :
ما هي الأسباب الأربعة التي تجعل الهُجوم الأخير بالمُسيّرات الحوثيّة على مُنشآت “أرامكو” في الرياض تختلف كثيرًا عن سابقاتها؟ وما هي الرّسالة الأحدث التي تَحمِلها للقِيادة السعوديّة؟
رغم كثرة الهجمات التي تشنّها حركة “أنصار الله” الحوثيّة والتّحالف اليمني الذي تقوده، على أهدافٍ اقتصاديّة حيويّة في العُمق السّعودي إلا أنّ الهُجومين الأخيرين اللّذين استَهدفا ميناء رأس تنورة النّفطي مطلع هذا الشّهر، ومقرًّا ومصفاة نفط في الرياض أمس يُشكّلان علامةً فارقةً في الحرب اليمنيّة التي دخلت عامها السّابع قبل بضعة أيّام، وذلك للأسباب التّالية:
-
أوّلًا: هُجوم رأس تنورة الذي كان الأوّل من نوعه، يعني أنّ صادرات النّفط التي يُشكّل هذا الميناء عمودها الفقري لم تَعُد آمنةً، وباتت أكثر عُرضةً للتّهديد.
-
ثانيًا: يُشكّل قصف مقر ومصفاة نفط في قلب العاصمة السعوديّة الرياض ضربةً نفسيّةً ومعنويّةً ضخمةً بالنّسبة للقِيادة السعوديّة التي تستمد شرعيّتها بتوفير الأمان لمُواطنيها، فقد شاهد مُعظم سكّان العاصمة أعمدة اللّهب والدّخان التي غطّت السّماء نتيجة الحريق الذي اشتعل فيها.
-
ثالثا: وصول الطائرات والصواريخ اليمنيّة الحوثيّة إلى المُنشآت النفطيّة التّابعة لشركة “أرامكو” العِملاقة في الرياض وجدة والدمام ورأس تنورة وجازان سيُقلّل كثيرًا من قيمتها السوقيّة الماليّة في الأسواق المحليّة والعالميّة، بالنّظر إلى اعتِماد الحُكومة السعوديّة عليها، وأسهمها، للحُصول على دخل يُعوّض العُجوزات الضّخمة في ميزانيّتها ولتمويل مشاريع البُنى التحتيّة الضّروريّة.
-
رابعًا: فشل منظومات الدّفاع السعوديّة الأمريكيّة الصّنع، التي جرى دفع عشرات المِليارات من الدّولارات، إن لم يكن أكثر، لاقتِنائها يُشكّل ضربةً صاعقةً للصّناعة العسكريّة الأمريكيّة، ويُلحِق الكثير من الضّرر بسُمعتها في الأسواق العالميّة.