بَينَ الهزيمَةِ والنصر لحظَة صبر
إب نيوز ٢١ مارس
هوَ العنوان الذي يستحق مقالي اليوم أن يكون تاجاً على رأسهِ بعد مراجعة لسلسلة أحداث تجري في عالمنا المُتوَحِش أحببت أن أضيء عليها من زاوية صمود دُوَل مِحوَر المقاومة وعلى رأسها إيران الإسلامية ألتي شغلت العالم بعدائها لأمريكا وإسرائيل من دون رَهبَة أو خوف أو حسابات للربح أو للخسارة،
** فهي شكلَت رأس حربة المشروع المقاوم في المنطقة ودعمته وزوَّدته بما إستطاعت من إمكانات وتقود معركة التَحَرُر منفردَة بوجه أعتى عُتاة ألأرض ألآ وهي الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وأوروبا الحاقدة.
هذا العالم المتناقض والمترامي الأطراف تحكمه سياسة مالية أميركية ظالمة بحُكم سيطرَة الدولار على الإقتصاد العالمي، مدعوماً بأكبر قوة عسكرية في العالم على الإطلاق، يُحكِم السيطرة على إقتصادات الدول المستهلِكَة والفقيرة ويحاصرها مالياً لمجرد إن خالفت واشنطن أو تل أبيب الرأي أو في حال حاولت تحرير قرارها السياسي الخاضع للإملاءآت الخارجية فتراهم يفرضون على هذه الدولة وتلك العقوبات التي تُلزِم كافة المصارف العالمية التقيُد بها وإلَّا تعاقب هيَ بدورها ولا مفر أمامها إلَّا الإنصياع لتعقيدة التركيبة الجديدة للنظام المالي العالمي الذي يمر إلزامياً من نيويورك عبر آليات وقنوات فرضتها واشنطن على المتعاملين بالعُملَة الخضراء حصراً من دون أن يشمُل المتعاملين باليورو الأوروبي.
الجمهورية الإسلامية واحدة من بين أكثر من عشرين دولة في العالم محاصرة بالعقوبات الأميركية وأطوَلهُم مدة بعد {سورية} على الإطلاق حيث استمَرَّت العقوبات عليها منذ العام {1979} ولا زالت مستمرة وتشمل العقوبات دولاً من ضمن المحور الإيراني المقاوم بسبب رفضهم الإملاءآت الأميركية وعدائهم لإسرائيل.
مثل : [لبنان] [سوريا] [العراق] [المقاومة في فلسطين] [وفنزويلا] [وكوريا الشمالية] اللذين يعانون من عقوبات أميركية مؤلمَة لَم تثنيهم عن تصميمهم ولم تكسر عنادهم بمقاومة الإحتلال الصهيوني ورفض الهيمنة الأميركية.
**هذه الدُوَل ليست لديها علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني ولا علاقات سرِّيَة من تحت الطاولة.*
أما الدُوَل التي تتعرض للعقوبات الأميركية الجزئية، هيَ دُوَل لها علاقات حميمة مع الكيان الصهيوني لكنها تنافس أميركا عسكرياً أو إقتصادياً كالصين وروسيا لا تتجَرَّاء واشنطن أن تشدد عليهم العقوبات بسبب قوتهم الإقتصادية والعسكرية وكونهم دُوَلاً عُظمَىَ ودائمي العضويَة في مجلس الأمن الدولي.
الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومَن يقف معها من قِوَىَ ودوَل في محورها شكلوا قلعة حصينة وصمدوا صمود أسطوري أمام تلك القوَى المتمكنة والقوية، وصمودهم وعنادهم وتصميمهم فريد في عالم عدائي يكبرهم جغرافيا وديموغرافيا وتمويلاً وقدرات عسكرية، ولم يسبق إن صمدت دولة عبر التاريخ أمام عواصف معادية كالتي تضرب إيران ومحورها اليوم، وسيكتب التاريخ للأجيال القادمة أن نهجاً حسينياً تَجلَّىَ إرادةً وقوة وتصميم في صدور رجال أبو الذُل والمهانة والرضوخ ستصنعُ نصراً حتمياً قريباً المسافة بينه وبينهم لحظات صبر وبصيرة.
*إسماعيل النجار