أعرابُ الألفية الثالثة و حياة الجاهلية الأخرى ..
إب نيوز 20 يوليو
بقلم /الشيخ عبدالمنان السنبلي…
شغلونا بأنفسنا، و أنسونا فلسطين !! ثم يأتي من يحاول إقناعك أن ثمة ربيعاً عربياً قد مَرّ من هنا !!
سُحقاً .. ما هذه العقول المُفرَغة حتى من أدنى مكونات الفكر و عناصر التأمُّل ؟! ما هذا التبلُّد العجيب و الإستحمار المُفرط و الزائد حتى على حمير الحمير ؟!
ما هذه النفوس المتخمة بالحقد و البغضاء ورفض الآخر إلا أن يكون من بني الأصفر ؟!
إعلامنا عُهْر و أقلامنا نفاق و حكوماتنا عصابات و زعماءنا أصنامٌ ناطقة و دُمَىً متحركة و مبرمجة على ما يشتهي الأجنبي و نحن برغم ذلك لا شُغل لنا سوى التأليه و التقديس و في أحايينٍ كثيرةٍ التقرب بهم إلى الله زُلفى !!
بأيدينا نغتال أوطاننا و نقتات من أشلاءهن و لا نجد حرجاً في بيع كراماتهن و سياداتهن بأبخس الأثمان عند أول سوقٍ لنخاسة الأوطان !!
لا نتنافس على شئٍ كما نتنافس على السقوط في براثن الجاهلية الأولى و نحرز كعاداتنا دائماً – و بلا شَك – المراتب الأولى في هذا المضمار، فنَصلُب و نَسحَل و نَقتُل و نرتكب كل المحرمات بإسم الدفاع عن الحرمات و مخافة الوقوع في المحرمات !!
لا نجتمع إلا لعمالةٍ أو خيانة ، و برعاية أجنبية !! و ما أسهل أن نفترق بسبب قصيدةٍ شعريةٍ او مباراةٍ لكرة القدم أو حتى بقايا تمرةٍ أو زِقّ خمر !!
نستخدم الدين في خدمة السياسة و لا نستخدم السياسة في خدمة الدين، فمسلمو مكة ليسوا كمسلمي دمشق أو صنعاء، و مسلمو نواكشط ليسوا كمسلمي طرابلس أو القاهرة، و ليس مسلمو بغداد كمسلمي القدس أو المدينة ووووو …، حتى غدونا مسلمين حيناً و غير مسلمين حيناً آخراً بحسب التصنيف المُقَرّ و المُدرج في لوائح البلاط السلطاني و كانما أصحاب الجلالة و السمو و الفخامة هم أنفسهم من بهم إهتدينا إلى الإسلام و لولاهم لما إستقر في نفوسنا الإسلام !!
هكذا نحن عرب الألفية الثالثة و هكذا نعيش جاهليتنا اليوم و هكذا شئنا لأنفسنا و أوطاننا أن نكون، و ليس ثمة ربيعٌ عربيٌ حقيقيٍ يلوح في الأفق، فكأنما قد أصبحت فصولنا جميعها و أيامنا و أحلامنا خريفاً، فلا أزهارَ و لا أوراقَ و لا شموخ !!
#معركة_القواصم