خطاب الأمين هَزَّ عروش اللصوص ورسم الطريق

*إب نيوز ٢٢ مارس

كَانَ خميس الفصل لنرَىَ ما سيتمخض عن سعد الحريري يوم إثنين الفصل،
**خطاباً حاداً رسَم الطريق وحدَّدَ معالم المرحلة المقبلَة بِلا مسايرة ولا مواربة.
**الوطن أصبحَ في الهاوية والناس فيه وأصبحَ الصبر مستنفذاً عند سيد القوم الأمين على الدماء كما عَبَّرَ خلال كلمته التي وجهها لقُطَّاع الطُرُق وموجهيهم.
**السيد حسن نصرالله كانَ شفافاً للغاية وواضحاً بكلامه َوضوح الشمس خلال توزيع رسائله لِمَن يهمهم الأمر،
أما الرسائل المُشَفرَة وصلت إلى مسامع وأذهان المعنيين وفهموها بشكلٍ صريح، الأخ يمون على أخيه أكثر من مرَّة لكن لا يُلدَغ مؤمنٍ من جُحرٍ مَرَّتَين؟ لقد كارمناكم برياض سلامة مرة لن تتكَرَّر، والناس لَم تعد تحتمل وحزب الله الذي تعهدَ على لسان أمينه العام بأن الناس لَن تجوع إعتبَر نفسه مطالباً بالوفاء بما وَعَد.

من هنا إنطلق السيد نصرالله بكلامه ليلة الجمعه، فتماهىَ مع موقف فخامة الرئيس عون بالنسبة لدعوة الرئيس المكلف بإعلان تشكيلته أو الإعتذار،
وحدد سقوفاً سياسية للتشكيل أو الإعتذار أو سيتدخل الحزب مباشرةً لتسوية الإمور وإنقاذ البلد من الغرق من دون أن يحدد سماحته نوع أية خطوات سيقوم بها على الساحة اللبنانية.

سعد الحريري المأزوم سعودياً وأميركياً أُقفِلَت بوجهه كل الأبواب بعدما سَدَّ أمامه محمد بن سلمان أي أُفق لتشكيل حكومة عتيدة، وبعدما هددته واشنطن إذا أعتذَر! إذاً أصبَحت نتائج يوم الإثنين واضحة وجليَة ولا تحتاج الى تأويل لا هو قادر أن يتحدى بن سلمان ويعلن حكومة، ولا يستطيع مواجهة واشنطن ويعتذر دون إذنها، في كلا الحالتين إذا ما أقدم الحريري على أي خطوة منهما فأن ذلك سيعرضه لتجريده من جنسيته السعودية ومصادرة أمواله وممتلكاته هناك والإستمرار بإحتجاز عائلته، هذا سعودياً.
أما أميركياً فأنه سيتعرض لعقوبات تنهي ما تبقى له من أمبراطورية مالية على مستوىَ العالم لذلك ترجح التقديرات إلى أنه سيحاول المراوغة لكنها لن تنفعه لأن حزب الله سيجبر حلفاؤهُ بعقد جلسة لمجلس النواب وإعادة منح الثقة لحكومة الرئيس حسان دياب وإعادة تعويمها من جديد، من دون الذهاب الى صندوق النقد الدولي، وستفتَح حينها كل الملفات على مصراعيها، لذلك الحريري بموقف لا يُحسَد عليه، ولن يكون بإمكانه فعل أي شيء وهو لن يُقدِم على الطلب من أعضاء كتلته تقديم إستقالتهم من المجلس النيابي لأن ذلك يعتبر إنتحاراً سياسياً كبيراً.

جنبلاط الذي إلتقطت راداراته إشارات تغييرات كُبرَى في المنطقة ولبنان سارعَ إلى زيارة قصر بعبدا ليؤمن لنفسه مكاناً وسطياً بين حزب الله وموقعه السابق للنجاة بنفسه إذا نفذ حزب الله ما يرسمه في حال رفض الحريري التشكيل أو الإعتذار.
**على نفس المسار يتحرك اللواء عباس ابراهيم بتوجيه من ألرئيس نبيه بري حيث يقوم بالإتصال بكافة الأفرقاء في محاولة أخيرة لتقريب وجهات النظر وشد العصب نحو اتخاذ خطوة داخلية جريئة بتشكيل حكومة بعيدة عن المحاصصة والمحسوبيات لإنقاذ الوضع، ومن بين اللذين تواصلَ معهم رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب الذي شدد كما كل مناسبة على ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، حيث أبدَى إستعداده لعقد إجتماع مجلس وزراء إذا فوَّضه المجلس النيابي بذلك، وفي حال قرر المجلس منح حكومته الثقة مجدداً فأنه سيكون مرحباً بذلك ومستعداً لتحمل مسؤولياته التاريخية في سبيل إنقاذ لبنان، مؤكداً أن لم يستقيل من مهامه رغم التزامه تصريف الأعمال من منزله في تلة الخياط نتيجة تبلغهِ تهديدات أمنية منذ مدة.

غداً يوماً لا نستطيع التكهُن ماذا سيقدم سعد الحريري للبنانيين فيه، وخصوصاً أن المماطلَة والمراوغة لن تُجدي نفعاً في ظل إحتقان شعبي كبير وتحريض بطريركي على سلاح المقاومة الذي أسماه في عظته اليوم الأحد بالسلاح الغير شرعي مطالباً بتشكيل حكومة متهماً حزب الله تلميحاً بالعرقلة متناسياً عن قصد أن المعرقل لتشكيل الحكومة هو واشنطن والرياض، كما دعا مجدداً لتدويل الأزمة اللبنانية من دون أن يتنبَه البطرَك أن كلامه يزيد الأمور تعقيداً في البلاد ولا يجدي نفعاً.

*إسماعيل النجار
21/3/2021

You might also like