” الشر…. عية “! بقلم/ عباس السيد .
إب نيوز 21 يوليو
يتعامَلُ البعضُ مع الحوثيين “أنصار الله” على أنهم كائناتٌ هبطت من السماء، وليسوا جُـــزءاً أصيلاً من النسيج اليمني.. حسناً، لنسلِّمْ جَدَلاً بأن أنصارَ الله هبطوا من السماء كما يتساقَطُ المطر.
ألم يكشفِ الحوثيون زيفَ خمسين عاماً من النظام الجمهوري وهشاشة مؤسساته، مثلما تكشف الأمطار هشاشة البنى التحتية وعيوبها.. فمن الذي يتحمل المسؤولية في الحالتين؟.
هل نلومُ الأمطارُ والحوثيين. أم نلوم المقاول الفاسد والنظام الفاسد والفاشل؟.
ولنا أن نسأل أيضاً: كيف استطاعت الجمهورية وهي في السادسة من عمرها، أن تصد زحف الملكيين نحو العاصمة، بعد أن أحاطوا بصنعاء كالسوار حول المعصم. وكانوا يتلقون الدعم من قبل نفس التحالف الذي يدعم “الجمهوريين حالياً”؟.
ولماذا فشل “الجمهوريون بعد أكثر من خمسين عاما، من صد ما يعتبره البعض “موجة ثانية من زحف الملكيين” وقد نجحوا ـ باستخدام الأسلحة المتوسطة ـ من الوصول إلى العاصمة في ٢١سبتمبر ٢٠١٤؟.
كيف فشل هادي في حماية سلطته وسقط هو ووزير دفاعه أسرى، وقد منحناهم ثقتنا ومكناهم من كل وسائل القوة والمال لحماية الشعب والوطن وحماية أنفسهم أولاً؟. هل يستحق أمثال هؤلاء أن نتباكى عليهم، وأن نعمل كي يعودوا إلى السلطة بعد فشلهم الذريع؟.
من يبحث عن الحقيقة، عليه أن يتجرد من انتماءاته السياسية وعصبياته المناطقية والمذهبية، وَلن يجد أي عناء في الوصول إليها بسهولة.
عام ١٩٦٨، خاض اليمنيون معركتهم ضد المرتزقة والخارج معتمدين على أنفسهم – بعد خروج القوات المصرية – ولم تكن شرعية الملكيين آنذاك سوى ذريعة للخارج، كذريعة “شرعية جمهورية هادي ومحسن”.
ولذلك، انتصر اليمنيون عام ٦٨ بإرادة الاستقلال وقوة الحق. وهاهم اليوم يواجهون نفس التحالف الخارجي ومرتزقته الذين يزحفون نحو العاصمة صنعاء على حصان طروادة، ويدفعون أمامهم “الشر…” بعد أن أضافوا إليه “ع ي ة” للتمويه.
لا يزال حصانهم كابيا في “الفرضة”، وفي مواجهتهم، يربض عشرات الآلاف من الأبطال، الذين لا يقلون بسالة ووطنية وشجاعة عن “عَبدالرقيب عبدالوهاب” ورفاقه.
لم يلتفتِ اليمنيون في الستينيات الى “شرعية ملكيين” يستعينون بالخارج لاستعادة عرشهم. ولن يلتفتوا أيضاً إلى “شرعية جمهوريين” يستعينون بالخارج للبقاء في السلطة.
يحتاج اليمنيون نظاماً وطنياً يرعى حقوق وَمصالح الشعب والوطن، ويستمد شرعيته وقوته من الشعب.