لكل أم شهيد في هذا العيد
إب نيوز ٢٢ مارس
_____________
وفاء الكبسي:
لكل أم شهيد في هذا العيد وحدك أيتها العظيمة تحتفلين بهذا العيد بكل جدارة؛ لأن كل أم في هذا الوطن سيُعايدها ابنُها وهو يشعر نحوها بالامتنان والفضل، أما أنتِ فسيُعايدك كل قلب حُر من أقصى هذا الوطن الجريح إلى أقصاه، سيُعايدك ويترك على جبهتك ويدك قبلة امتنان وعرفان ، لأنك لستِ ككل الأمهات لم تنجبِ ابناً يحيا لذاته ويموت لذاته، بل أنجبتيِ أيتها العظيمة بطلاً عاش لغيره، ومات لغيره لتزهر الحرية والعزة والكرامة في أرضنا، والبسمة في مستقبل أطفالنا..
اليوم وحدك أيتها الرضية تحتفلين بالعيد وبجدارة ؛ لأن كل أم يُعايدها ابنها هي قلقة على مستقبله لا تدري ما ينتظره من ألم أو وهن أو انكسار ، أما أنتِ وحدك فينبض قلبك بالإطمئنان على ابنك؛ لأنه يعيش فرح أبدي ، وهو حي يرزق عند ربه ينعم بما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ويتمنى لو يعود إلى الدنيا فيستشهد ثم يعود فيستشهد ثم يعود فيستشهد..
اليوم وحدك أيتها الأبية تحتفلين بالعيد وبجدارة؛ لأن كل متخاذل متهاون مفرط جلس مع القواعد في البيت هو يعاني من سياط ضميره، ويهرب من عيون المكلومين والنازحين ويشعر أن آهاتهم تملأ رأسه وتلاحقه على وسادته لتحرم عينيه النوم! بينما أنتِ تطلقين زفرة ارتياح وترفعين رأسك نحو الشمس افتخار انكِ غرستِ في تراب هذه الأرض بذرة أمل، وشعاع حرية، ومستقبل لأجيال قادمة..
في هذا العيد ربما يتماهى البعض مع أطفالهم حباً وعشقاً، ولكن كل ذرة تراب في هذه الأرض وكل قلب ينبض بالحرية يتماهى معك أنتِ ، ويقبل التراب من تحت قدميك ؛ لأنكِ صرتِ لنا أماً ووطناً نأوي إلى عينيها لنستمد القوة،
وإلى قلبها لنستمد العزيمة، وإلى روحها لنستمد الحياة..
إليكِ وحدكِ يا أم الشهيد تهانينا بالعيد؛ لأن ابنك واحد من الذين هم وحدهم اليوم بخير.