بين ايام الست سنوات جِهاد
إب نيوز ٢٣ مارس
*آية قصيلة.
في بلدي المُظلم الذي تنقطع عنهُ انوار الكهرباء، وينقطع فيه دخول سفن النفط،لكنهُ مليء بنور الله الذي يحفُنا، كنت انا متواجدة في منزلنا بين ظلام الليل الساكن، قد كان هاتفي يتلقئ مقالات الكاتبات اليمنيات عن الست سنوات من الحرب، فتساءلت لِما لا أكتُب انا ايضًا؟
ولكن عقلي فارِغٌ، وفِكري مشوشٌ، كيف سأبدأ مقالتي وعن ماذا سأتحدثُ بالضبط!
وفجأة انار مُصباح غُرفتي مُعلِنًا عن وصول الكهرباء المُنقطعة من فترة طويلة، ومن هُنا بدأت قصة مقالتي:
فرِحتُ جِدًا عندما رأيت الكهرباء، وفرِحت بأن اهلي نائمون، وانهُ لن يُحارسني احد علئ شاشة التلفاز، فأخذت وبدأت اتنقل بين قنواتها،مُتعطِشة لآخبار بلادي التي انقطعت عني، فمررتُ بقناة الجزيرة ووقفت لأُشاهد عن مايتحدثون، ليس اهتمامًا، بل لأُسلي نفسي قليلاً بكذبهُم الكبير، فكذبهُم يعني تزييفهُم للآنتصارات التي نُحدِثها وحقًا لم تُخطئ أُختي الكاتبة/ كوثر محمد المطاع بمقالة *”الحقيرة تظلُ حقيرة”* .
بعدما رفهتُ عن نفسي، وضحِكتُ قليلاً، من برامج قناة الجزيرة، إنتقلت إلئ قناةٌ آُخرئ من هول مارأيتُ فيها لم انتبه لاسمها ،كانت تعرض مشاهد المجازر التي حصلت في بلدي، حينئذ سقطت دمعةٌ حارة من عيناي مُتألِمةً لِما تراهُ، قلبي يكاد يخرُج من مكانهُ من شِدة نبضهُ، إن كان قلبي لم يتحمل رؤية هذهِ المشاهد فقط رؤيتها.. فكيف يحدث بِمن سقط الصاروخ علئ رؤوسهم؟
كيف يواجهوا الآلم من لم يتجاوزوا الخمس سنوات؟
حقًا انهم ليسوا بشر، بل حيواناتٌ علئ هيئة بشر، تقطع قلبي حينها من صرخات الأطفال، وونينُ النِساء، ودموع الرجال، فأسرعت إلئ جهاز التحكُم مُغيرةً القناة.
ومن سُرعتي انتقلتُ الئ قناة سعودية كانت تُبِثُ برنامج *”تريندينج”* الذي يتحدث عن اخبار المشاهير حول العالم، فأنصدمتُ حتمًا، ولاأُخفي عليكم مدئ صدمتي، الم اخبِركُم انهم حقًا من جِنس الحيوانات، فكيف لإبنة ان تسجِن أُمها فقط لأنها سحبت من حِساب إبنتها مبلغٌ من المال!
قد غرتهُم الحياةُ الدُنيا ومافيها…
فتمتمت بالإستغفار، وغيرتُ القناة، إلئ آن وصلتُ لقناة اللحظة، قناةٌ يمنية جميلة جدًا ولا انكِرُ هذا، اما هذهِ القناة فقد جعلتني اطير وأُحلِق من شِدة الفرحة ، وكأن هذا العالمُ الكبير والفاني لايسعُني، قد كانت تَبِثُ مقاطع لإنجازاتنا الحربية، ولضرباتنا التي تلقتها السعودية بكُل ذُل،اين كُنت عائِشةً بعيدًا عن كُل هذهِ الآخبار!
ياللهُ لك الحمد الكثير علئ هذهِ القوة فما النصرُ إلا من عِندك.
واخيرًا انتقلتُ الئ قناة المسيرة،التي اعتبرها قناةُ البلد بكُله، لا أعلم لِماذا لكن كأن إسم القناة *”المسيـرة”* تحمل بين أحرُفها كمًا هائِلاً من الآمان، عن ماذا اتحدث هل عن كلِماتها القوية والجميلة التي حينما تصل الئ مسامِعنا تبثُ فينا القوة،وتُجدد بدواخِلنا الصبر!
ام عن اخبارها التي تُثلِجُ الصدر وتُحلِق الروح من شِدة الفرحة؟
فكان يبث أحصائيات الست سنوات من الحرب، وطبعًا من غيرهُ يقرأها، فكان يذكُر ماجرئ علينا خلال الحرب، وماسددنا نحنُ ايضًا
العميد / *”يحيئ سريع”*
ذلِك العظيم، ذلِك السريعُ حقًا في سرد آخبارهُ الجميلة، صوتهُ فقط يُشعرني بالطمأنينية..
فجأة انقطعت الكهرباءُ مجددًا، وبقيت قابعة بين الظلام استشعر قوة الشعب اليمني، الذي صمد وصبر ست سنوات من الحرب ، الذي حارب العدوان العالمي بكل قوة، والذي جاهد رُغمًا عن الحصار الجوي،والبحري،والبري، حقًا نحنُ *”مقبرةُ الغُزاة”* ، فبأيدينا سنجِد النصر بإذن الله دونما صواريخ وتحالف ومُساعدات،فقط بالآيمان بلله،والجهاد في سبيله، سنصمد ونصبُر ونواصل المسيرة مهما طالت السنين وحتئ نصل للقرن، ولن نتهاون ابدًا مادُمنا احياء…
.
#بين_ايام_الست_سنوات_من الجِهاد.
#آية_قصيلة.