سنوات العدوان الست وضعت النقاط على الحروف
إب نيوز ٢٤ مارس
د.تقية فضائل
ست سنوات بالغة الصعوبة في حياة شعبنا الذي ما عرف قبلها راحة أو استقرارا، ولكنها كانت الأشد والأكثر إيلاما؛ استهدف فيها العدو الحاقد اليمن أرضا و إنسانا ماضيا وحاضرا ثقافة ووجودا؛ ولكن مالم يعلمه هذا العدو الغاشم أن الشعب الأصيل الضارب بجذوره في أعماق التاريخ ، العظيم بهويته الإيمانية اليمانية، يزداد قوة وصلابة كلما اشتدت عليه حوادث الزمان و كثرت التحديات وتكالب عليه أعداء الإنسانية ، وما تصنيعه لسلاحه بنفسه إﻻ دليل واضح على نيته صد عدوان المعتدين وتحصين بلاده من جميع الدخلاء والغزاة المستكبرين.
وبعد مرور سنوات العدوان العجاف يؤكد شعبنا أنه عرف عدوه الحقيقي من يهود ونصارى وعملاء وخونة وعرف أهدافهم الحقيقية ولن يخدع بأساليبهم الشيطانية وسيكون لهم بالمرصادوسيتصدى لهم مهما كلفه من تضحيات ويجدد رفضه للمهادنة و الخنوع والاستسلام لعدولئيم بغيض حقير يريد استعماره واستعباده ونهب خيراتها واستباحة سيادته، ويؤكد أنه صامد بجميع فئاته ﻻ محالة وسيستمر في تسيير شؤون حياته رغم المعاناة الشديدة و انقطاع المرتبات وصعوبة الحصول على ضروريات الحياة.
ومن خلال الحصار الظالم اتضحت الصورة جلية واضحة للشعب كل الشعب أن اقتصاده في أسوأ الأحوال وأن العدو استخدم هذه الورقة بقوة لإخضاع اليمنيين؛ فمعظم احتياجاتهم تأتي من الخارج ومن بعض أعدائه وأعداء الأمة،فقرر أن يبذل كل جهده للنهضة باقتصاده في جميع المجالات كي يصل للاكتفاء الذاتي من خيرات بلاده وبأيدي أبناء الشعب ، وأرض الواقع أكبر دليل على ذلك ، حيث تشهد الزراعة والصناعة وغيرها نهضة رغم الحصار والعدوان.
أدرك الشعب اليمني حقيقية الحرب الناعمة التي تشن عليه لتفسد دينه وقيمه وأخلاقه وعاداته وتقاليده وشبابه وتجعل تفكيك الأسرة والمجتمع من أولوياتها وكثيرة هي أضرار الحرب الناعمة، وفي المقابل علم يقينا أن مواجهة هذه الحرب لن تكون إﻻ بالعودة إلى الثقافة القرآنية الصحيحة التي تتضمن منهجا ربانيا متكاملا ، واذا ما أصبحت تحكم واقعنا فهي قادرة على معالجة كل الانحرافات العقائدية والفكرية والثقافية والاجتماعية وغيرها
خلاصة القول إن سنوات العدوان الغاشم استنهضت الهمم وفجرت الطاقات، ونبهت لنقاط الضعف الكبيرة لدى شعبنا الذي عانى منها كثيرا ولكنه لم يجد من يكشف له الحقائق ويجسد له مكامن الخلل ويضع له حلولا عملية واقعية من خلال ثقافة قرآنية سليمة، وقد من الله عليه بأعلام الهدى سيدي حسين وسيدي عبد الملك بن بدر الدين الحوثي والشرفاء من أبناء المسيرة القرآنية، وهم _تحديدا _ من كان لهم الفضل بعد الله في حمل راية الجهاد و توعية وتثقيف الشعب بأسباب معاناته وأساليب معالجتها. فكانت استجابة الشعب عظيمة بقدر عظمة القيادة الحكيمة وحرصها على الدين و الشعب والوطن .