يوم الصّمود و المذبذبين
إب نيوز ٢٦ مارس
يوم مميّز بشمسه الآسرة ، و هوائه النّقي .. بخفقات قلب أُشبهها بطاووس يعلم أنّه في منتهى الجمال فأراه يزداد زهوا و ثقة تغيظ مرتزق عاجز حتّى عن الفرحة ،
نعم : أتلذّذ بيقيني الذي أرى به حالة الوهم و ” سنوات الضّياع ” التي يعيشها المرتزقة ؛ فأتحدى مرتزقا أو خائنا أو منافقا أن يشعر بقليل من فرحة اليوم التي نشعرها ،
بل ستلازمهم التّعاسة و الغيظ ،
كما و أتحدّى منافقا أو صامتا أو محايدا أن يخرج اليوم إلى خط المطار ( مع الرّجال ) وكما أتحدّى المنافقات و المحايدات و الصامتات أن ينسين بطونهن و حفلات ميلادهن و جلساتهن من باب التغلب على عقدهن و مرض قلوبهن .. أتحدّاهن أن يشعرن بفرحة نشعرها نحن ، أتحداهن الخروج لساحات الاحتفال بيوم الصمود ليس مني تثبيطا لكن لمعرفتي أنّهن و إيّاهم اعتادوا أن يكونوا عالة على من يدافع عنهم و عن أعراضهم في غير منّ ، و هم و إياهن قابعون في بيوتهم لم ينجرح قلب أحدهم بفقد شهيد ،
و تلك ما يثبطهن و إياهم هو تعاسة يعيشونها ، هو جدار لم يسمحوا لنور الشعور بالمسؤولية بأن يخترقه لينير أرواحهم بل لازالت أرواحهم و عقولهم و نفوسهم صمّاء لم تثقبها الحقيقة رغم أنّهم و إياهن يرونها كلّ يوم في تشييع الشهداء .. في أنّات الجرحى فترى إحداهن تتأثر على فستان لم يُطرّز و على كريم ترطيب بشرة ( لم يحصل عليه ابنها الذي أصبح من عداد النّواعم ) أكثر من تأثّّرها بفقد شهيد أو نزف جريح أو مأساة أسير ،
و في الطّرف الآخر : هم عمي عن انتصارات رجال اللّه ، عاجزون عن الإنصات للحقيقة التي يسمعونها من وجع المعتدين حين أصبحت صواريخنا و مسيراتنا تزور مكامن وجع المعتدين و تلقي عليهم السّلام بطريقتها ،
المذبذبون : حرموا أنفسهم فرحة اليوم ؛ و لأنهم يتغابون و لا يريدون أن يعرفوا ما معنى أن تصمد لستة أعوام تحت القصف و الحصار و الجوع و المرض ، و الوباء و … الخ ،
فلن يفقهوا ما معنى أن تنهض على قدميك عملاقا يصرخ في وجه الظالمين فيصفعهم بكفّ قوية صفعات تلجم المستكبرين ،
المحايدون : لم يقارنوا بين أول يوم قصفنا العدوان فبكينا لا نملك من الأمر شيئا و بين اليوم و نحن باللّه نملك أسلحة ردع و مهاجمات تجافي عن عيون المستكبرين النّوم حين نقصف مطاراتهم و منشآتهم فنسمع نحيبهم عواء على لسان مبادراتهم الشّمطاء ..
نقاتلهم و نحن ملتزمون بأدبيات محمد بن عبداللّه ( صلّى اللّه عليه و آله ) في حروبه فنحن لا نقصف بني آدم ، و ليس هدفنا إلّا موطن غرورهم ، نقصف مكامن قوتهم التي تعالوا بها علينا فنحيلها قاعا صفصفا ، و سنعيدهم لسيرتهم الأولى .. سنعيدهم لجاهليتهم و خيامهم جوار إبلهم و حميرهم يلبسونها الذّهب و الفضة و يقيمون حفلات في من أجمل حمار ، و شتّان بين من يحتفل بحمار و بين من يحتفل بقواصف و مسيّرات !!
نعم : هكذا سيبكون و ينتحرون بكاء على أطلال نفطهم و أمّا نحن فسنحتفل و سنشمخ ؛ فنحن من يصنع بكلتا يديه فرحنا ، و نحن من يصنع بكلتا يديه تعاستهم ، و لأن المنافقين و المحايدين و الصامتين يشبهون ألباب الخونة و المرتزقة فلن يشعروا بفرحتنا بل قد يعدوننا في غير قوانا العقلية فهم ينظرون للأمر من موضع التذبذب و الإرجاف و الخنوع و المسكنة التي ربّاهم عليها ( عفّاشهم و دنبوعهم ) فشبهت قلوبهم قلوب اليهود و النصارى الذين لن يرضوا عنّا حتّى لو كنا مثلهم خانعين غير مستشعرين بقوتنا التي نستمدها من قوة اللّه و قوة الحقّ الذي نواجه العالم به ،
مساكين : ساجوا و حاطوا أنفسهم بقيود الحقد و الضغينة و الخمول فكانوا عالة على من يصنع المسيّرات و من يدعم جبهات القتال ،
نزعوا عنهم كلّ شرف وطني ، و حرموا أنفسهم أبسط أنواع الشّرف الذي لن يكلّفهم روحا و دما ، و لن ينقص من جيوبهم مالا ، حرموا ذواتهم المريضة من الاحتفال بصمود وطن غدا الرقم الأصعب و الموجع للمعتدين ؛ و لهذا كلّه لا نتشرف بأي خامل أو خاملة لأن يرتصوا بجانبنا للاحتفال بيوم الصمود فلا زالوا بصمتهم و تقوقعهم عن الحق كمن قال لموسى :” اذهب أنت و ربك فقاتلا ، إنّا هاهنا قاعدون ” ، و لا سلام .
أشواق مهدي دومان