الحوثي : الأجهزة الأمنية أحبطت الكثير من مخططات العدوان قبل وقوعها وضبطت خلايا تابعة للتنظيمات التكفيرية مرتبطة بأمريكا
إب نيوز ٢٦ مارس /الثورة
المدنية
رغم التحديات التي فرضها العدوان والحصار على مدى ستة أعوام، وما صاحب ذلك من استهداف ممنهج للمؤسسة الأمنية، عبر قصف مبنى وزارة الداخلية وأغلب المنشآت والمباني والمرافق التابعة لها؛ بهدف تدمير بنيتها التحتية، وتحييدها عن أداء واجبها في حفظ الأمن والاستقرار وخدمة المواطنين..
ومع محاولات دول العدوان المتكررة – عبر مرتزقتها وأدواتها الإجرامية – اختراق الجبهة الداخلية، وإحداث فوضى أمنية تسلب المجتمع أمنه وسكينته، رغم ذلك وغيره، إلا أن وزارة الداخلية – قيادةً ومنتسبين- وبتعاون من المواطنين الشرفاء أفشلوا كل مخططات العدوان ومؤامراته، وتحققت نجاحات أمنية كبرى وإنجازات متميزة، وحالة من الأمن والسكينة والطمأنينة يعيشها المواطن ويلمسها واقعاً أمام عينيه في العاصمة صنعاء وعموم المحافظات الحرة العصية على العدوان والاحتلال، على عكس المحافظات المحتلة ومناطق سيطرة المرتزقة..
معالي وزير الداخلية اللواء عبد الكريم أمير الدين الحوثي يسلط الضوء في هذا الحوار على جملة من القضايا والإنجازات الأمنية، إلى التفاصيل:حاوره/
خالد الهتار
* معالي اللواء عبدالكريم أمير الحوثي وزير الداخلية.. نرحب بكم أجمل ترحيب ونتشرف بإجراء هذا الحوار الصحفي معكم.. والذي ستكون نقطة البداية فيه تكرمكم بالحديث عن واقع الوضع الأمني في البلاد رغم استمرار العدوان، وكل محاولاته الفاشلة في استهداف الجبهة الداخلية والإضرار بأمن المجتمع؟
– بداية نشكر «الثورة» على اهتمامها ومتابعتها الدائمة للأوضاع الأمنية، وأداء رجال الأمن والنجاحات التي يحققونها في مختلف ميادين العمل الأمني.
ورداً على سؤالكم؛ فإن وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية – وبفضل الله وتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله- قد استطاعت تحقيق نجاحات ملحوظة في تثبيت الأمن والسكينة والاستقرار؛ رغم خطورة المرحلة، والتحديات الأمنية الكبيرة التي فرضتها، في ظل استمرار العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا..
كما تمكنت من إحباط الكثير من العمليات العدوانية والإجرامية قبل وقوعها، وضبط خلايا تابعة للتنظيمات التكفيرية ودول العدوان – تقودها السعودية والإمارات ومن ورائها أمريكا واسرائيل – لاستهداف أمن المجتمع، وخلخلة الوضع الداخلي، وقد باءت كل المحاولات بالفشل؛ وها أنتم ترون كيف تعيش المناطق الحرة أوضاعاً أمنية مستقرة، بحمد الله وتوفيقه.
ما أبرز ما حققته وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية، سواء على مستوى ضبط الجريمة أو ضبط خلايا إرهابية وإجرامية تابعة للعدوان خلال ستة أعوام من الصمود؟.
– حققت الوزارة بفضل الله الكثير من النجاحات الأمنية، وبحسب الإحصاءات فقد تم ضبط عدد من العناصر والخلايا الإجرامية المطلوبة للقضاء والأجهزة الأمنية، كما تمكنت الوزارة وبتعاون المواطنين الشرفاء من إفشال خطط ومؤامرات العدوان ومرتزقته، رافق ذلك تحقيق نجاحات أمنية كبرى، وإنجازات متميزة، وحالة من الأمن والاستقرار يعيشها المواطن ويلمسها في العاصمة صنعاء وعموم المحافظات الحرة، على عكس المحافظات المحتلة الغارقة في مستنقع الفوضى والانفلات الأمني.
تمكنت وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بفضل الله من إحباط الكثير من العمليات العدوانية والإجرامية قبل وقوعها، وضبط الكثير من الخلايا التابعة للعدوان، بالإضافة إلى تطهير مناطق واسعة في البيضاء من العناصر الإرهابية.. ضعونا، والقارئ، والمواطن الكريم على تفاصيل هذه الإنجازات، وما حققه رجال الأمن والأجهزة الأمنية في الميدان؟
– عمليات عدوانية وإجرامية كثيرة أحبطتها وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية قبل وقوعها، كما تم ضبط خلايا لتنظيمات تكفيرية تابعة لدول العدوان بقيادة السعودية والإمارات، ومن خلفهم أمريكا وإسرائيل، الذين حاولوا دعم عناصر داعش والقاعدة لاستخدامهم في حربهم وعدوانهم ضد شعبنا، وتؤكد المعلومات استقدام عناصر كثيرة من داعش والقاعدة من الخارج ــ وعلى وجه الخصوص من سوريا ــ وإرسالهم إلى المناطق المحتلة، ليشاركوا دول العدوان ومرتزقتهم القتال ضد بلادنا، خصوصاً في البيضاء، لكن وبفضل الله أُحبطت مخططاتهم، وتم تطهير مناطق واسعة بالمحافظة منهم، بعد قتل وأسر العشرات من قادة ما يسمى تنظيم القاعدة وداعش, بينهم أفارقة وأجانب وغيرهم، وهذا يعطينا دليلاً آخر على، توظيف دول العدوان للعناصر الإرهابية – ومن جنسيات أجنبية – في حربها ضد شعبنا اليمني.
تعيش أمانة العاصمة والمحافظات والمناطق الحرة أوضاعاً أمنية مستقرة.. كيف تقيمون هذا الواقع المعاش على ضوء ما يعانيه المواطن في المحافظات المحتلة ومناطق سيطرة المرتزقة؟، وفي رأيكم أين يقف العدوان من صنع هذه الفوضى والانفلات الأمني حيث يتواجد؟، وهل لذلك انعكاسات سلبية على الوضع الأمني في البلاد بشكل عام؟.
– الأمن والاستقرار الذي يلمسه المواطن في العاصمة صنعاء والمحافظات والمناطق الحرة، هو بفضل من الله وتوفيقه، وكثمرة لجهود عظيمة بذلها ويبذلها كل منتسبي وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية، وبتعاون المواطنين الشرفاء في عموم الوطن، وفي المقابل يرى الجميع كيف أن الأوضاع الأمنية في مناطق سيطرة قوى العدوان ومرتزقتهم تشهد انفلاتاً لا حدود له؛ فالمحافظــات المحتلــة ــ وفي مقدمتها عدن ــ غارقة في فوضى الاغتيالات والتفجيرات والصراعات المسلحة وانتشار الجريمة بمختلف أشكالها؛ حتى أصبحت حياة المواطنين هناك أشبه بالجحيم..
أما أين يقف العدوان من هذه الفوضى والانفلات الأمني فإنها من صنيعته وتخطيطه، وحيث يتواجد العدوان سنشهد تواجد ذلك الوضع المتردي، وعلى كل المستويات..
وبلا شك فإن الفوضى الأمنية والانفلات الذي تشهده المحافظات المحتلة له انعكاسات سلبية على الوضع الأمني في البلاد بشكل عام، لكننا – وبفضل الله – تجاوزنا تلك الانعكاسات، وما يؤلمنا جداً هو وضع إخواننا المواطنين ومعاناتهم في تلك المناطق المحتلة وكذا التي يسيطر عليها مرتزقة العدوان.
على صلة بمساعي دول العدوان الإجرامية لاستهداف أمن المجتمع وقتل أبنائه .. محاولاتهم إغراق بلادنا بالمخدرات والحشيش والحبوب .. فكيف واجهت وزارة الداخلية تلك المساعي؟.
من المؤكد أن وزارة الداخلية تدرك مساعي دول العدوان – وفي مقدمتها السعودية والإمارات، ومن خلفهما أمريكا وإسرائيل – بهدف تدمير الشباب وقتل طاقاته عبر إغراق البلاد بالمخدرات والحشيش وغيرها من الممنوعات؛ فكان رجال الأمن والأجهزة الأمنية – ورجال المكافحة في الدرجة الأولى – عند مستوى التحدي والمسؤولية؛ حيث تم – بعون الله وتوفيقه – خلال العام 2020م ضبط كميات كبيرة من المخدرات والحشيش، كما أُلقي القبض على المتهمين بتهريب وحيازة وتعاطي وترويج تلك الكميات من آفة المخدرات القاتلة.
ونحمل هنا دول العدوان المسؤولية الكاملة عن تهريب وإدخال الحشيش والمخدرات إلى بلادنا؛ كون العدوان هو المسيطر على جميع المنافذ البرية والبحرية.
تدفق اللاجئين من دول القرن الأفريقي على بلادنا واحدة من التحديات التي تواجهها وزارة الداخلية .. كيف واجهت وتواجه الوزارة هذا التحدي؟.
– أؤكد على ما ذُكر في سؤالكم، وهو أن تدفق اللاجئين من دول القرن الأفريقي على بلادنا واحدة من التحديات التي تواجهها الوزارة؛ خصوصاً أن دول العدوان توظف هذه الورقة لإقلاق السكينة العامة – وفق خطة ممنهجة – ضمن أنشطتها الإجرامية المصاحبة للعدوان والحصار ضد اليمن..
أما بالنسبة لمشكلة تدفق المهاجرين بصورة غير شرعية فنحن نتعامل معها وفق القوانين النافذة والاتفاقات الدولية، وقد تم ترحيل الآلاف منهم، كما تم ضبط الكثير من هذه العناصر، التي حاولت السعودية إرسالهم إلى بلادنا، وبعضهم كانوا يقاتلون في صفوف جيشها في المناطق الحدودية أو إلى جانب مرتزقتها.
حملةُ توعية رجال الأمن في أقسام الشرطة والمناطق الأمنية.. نفهم من ذلك – معالي الأخ الوزير – البدء العملي في خطوات تحسين أداء عمل أقسام الشرطة والمناطق الأمنية؟ وهل يشمل هذا التوجه أمانة العاصمة والمحافظات الأخرى؟
– نعم. هي بداية عملية في خطوات تحسين أداء عمل أقسام الشرطة والمناطق الأمنية، وتقديم خدماتها للمواطنين بشكلٍ أفضل وأداءٍ أكمل..
وهناك خطة شاملة لدى قيادة الوزارة لتحسين وتطوير أداء مختلف المؤسسات التابعة لها، وعلى رأسها أقسام الشرطة، وقد بدأنا بالفعل بتنفيذ بعض جوانب خطة التطوير من خلال تغييرات تمت في الشرطة للحد من المخالفات الموجودة، وخلال المرحلة المقبلة سيشهد هذا المجال تطوراً كبيراً، وسيشمل هذا التوجه – إن شاء الله – أمانة العاصمة والمحافظات الأخرى.
ما هي خطط وزارة الداخلية لتنفيذ ما يخصها في بنود الرؤية الوطنية الخاصة ببناء الدولة؟.
– وزارة الداخلية مهتمة اهتماماً كبيراً بتنفيذ ما يخصها في بنود الرؤية الوطنية الخاصة ببناء الدولة، وهناك لجنة خاصة بهذا الشأن تتولى مهمة تحديد الخطوط العريضة لتنفيذ بنود الرؤية الوطنية لبناء الدولة على مستوى الوزارة والأجهزة التابعة لها، وقد تم تنفيذ البعض منها.
التدريب والتأهيل أولوية مهمة
التدريب والتأهيل حظي باهتمام كبير، وكان ضمن أولويات خطط وتوجهات وزارة الداخلية؛ وهو ما أسهم في تطوير وتحديث منظومة العمل الأمني.. حدثونا بهذا الخصوص.. وكيف ستسهم المخرجات في هذا الميدان بتحسين الأداء الأمني؟.
– التدريب والتأهيل أولوية مهمة في سلم خطط تحديث وتطوير منظومة العمل الأمني وأداء رجال الأمن، وتقديم خدماتهم للمواطنين بشكل أفضل، وضبط الجريمة قبل وقوعها، وإحداث تناغم كبير بين مسؤوليات وزارة الداخلية وكافة منتسبيها وبين متطلبات العمل الأمني المواكب لتطور الجريمة وتعقيداتها، خصوصاً مع استمرار العدوان الغاشم والحصار الجائر على شعبنا اليمني.
ومن المؤكد أن مخرجات التدريب والتأهيل ستضيف دماء جديدة لحقل العمل الأمني، وسترفع من رصيد أداء رجال الأمن وتميزهم في خدمة المواطن وأمن واستقرار المجتمع.
السجون المركزية بأمانة العاصمة والمحافظات حظيت باهتمام كبير ومتابعة جادة من قبل قيادة الثورة والرئاسة والحكومة ومن قبلكم أنتم بهدف تحسين أوضاع السجون والسجناء.. كيف أثمرت تلك المتابعة والاهتمام؟ وما الذي تحقق في هذا الجانب؟.
– الاهتمام بأوضاع السجون والسجناء، وفي مقدمتهم السجناء المعسرون كان في مقدمة اهتمامات قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- بعد ثورة الـ21 من سبتمبر، وتوجيهاته الكريمة التي أثمرت من خلال متابعة المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ وقيادة وزارة الداخلية للسجناء والاهتمام بهم؛ باعتبارهم مواطنين يمنيين لهم حقوقهم الكاملة المنصوص عليها في الدستور والقانون، بالإضافة إلى جهود الهيئة العامة للزكاة وعملها المتواصل الذي من خلاله يتم إخراج أعداد كبيرة من السجناء المعسرين القابعين في السجون المركزية لسنوات بسبب عجزهم دفع ماعليهم.
وبعون من الله وتوفيقه ورغم العدوان والحصار تم تحسين أوضاع السجون والسجناء – في العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة – من خلال تقديم مختلف جوانب الرعاية والاهتمام بالجانب المعيشي والخدمات الصحية، وكذا الجانب الثقافي والتعليمي، ومختلف جوانب الرعاية.
هل من رسالة تحبون توجيهها في هذا اللقاء؟
– عبر هذا المقام نرفع الشكر والتقدير للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله- على ما يوليه من اهتمام كبير للارتقاء بدور وزارة الداخلية لتحقيق الأمن والاستقرار، وكذلك كل التحية والتقدير للأخ المشير الركن مهدي محمد المشاط رئيس الجمهورية على الاهتمام والمتابعة المستمرة لتطوير وتحديث أعمال الوزارة بما يلبي خدمة المواطن.
كما نتقدم بالشكر للمواطنين الذين يعتبرون أعمدة وزارة الداخلية، فلولاهم لما تمكن رجال الأمن من النجاح في كثير من المهام، وأنا أعتبر كل مواطن هو رجل أمن بالدرجة الأولى؛ ولذلك أخص بالشكر كل المواطنين على امتداد أراضي الجمهورية اليمنية.
هل من كلمة تحبون أن نختتم بها هذا الحوار؟.
– لا ننسى أن نشكر جهاز الأمن والمخابرات وكل منتسبي الأجهزة الأمنية وجهاز الشرطة خاصة على العمل التكاملي في سبيل إنجاح العملية الأمنية وتحسين الأداء، هذا التكامل الذي نتج عنه – بالطبع – استقرار وتطور البلاد بشكل إيجابي وفي كافة مناحي الحياة.. كما أحيي كل الجهود التي تُنفذ في سبيل توعية رجل الشرطة وكسب ثقة المواطن؛ ليكون شريكاً مع رجال الأمن في تحقيق أمن المجتمع والوقاية من الجريمة، نحو مزيد من العطاء والتميز في خدمة أمن المواطن وسكينة المجتمع.
* معالي وزير الداخلية اللواء عبد الكريم بن أمير الدين الحوثي.. نشكركم على إتاحة الفرصة لإجراء هذا الحوار معكم.
– شكراً لكم. ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه