كل عام ونحن صامدون

إب نيوز ٢٦ مارس

عفاف محمد

مؤكد اقلامنا ستكتب وتكتب وتكتب تفاصيل مريرة عشناها
أنا وأنت وهو وهي وهم عشنا نفس المرارة عشنا تلك الأذية التي لم نتوقع حدوثها قط ولم نألف على مثلها فهناك في بغداد، وهناك في سوريا ،وهناك في لبنان وهناك في صعدة ايضاً اعتادوا أزيز الطائرات ودوي الإنفجارات وصبروا على وحشية الطغاة المتجبرين .

تشردوا من قبلنا وانفطرت اكبادهم على احبابهم وعلى بني جلدتهم وذاقوا البأس الون ملونة واكتسبوا خبرات دوننا .

اما نحن فلم نكن قد عهدنا تلك المشاهد المفجعة المروعة كان الموت يحيطنا من كل جانب .
يوم هم نووا شن غاراتهم علينا يوم تحالفوا بإجرامهم
كنا واطفالنا وشيوخنا نهرع لنختبيء ونحن في منازلنا الى الطوابق السفلية او الى حيث لانوافذ ارتسمت في اوجه اطفالنا ملامح يذبحنا وصفها
كانت تمر علينا اليالي قاتمة موحشة ونحن نترقب مجيء تلك المسعورة في السماء وايدينا في أذآننا ننتظر الموت ليخطفنا خطفة فجائية .

كنا نسمع القصف ونتسائل اين يا ترى وماذا خلف؟!
وتتسارع نبضات قلوبنا ونحن نمد ايدينا على الهاتف لنسأل على اهلنا هل مازالوا على قيد الحياة !!

رباة لم نكن ندخر شيء مماقد يعننا على تلك الايام السوداء حتى القرش الابيض لم يسعفنا لانه لم يكن بالقدر المطلوب طوال تلك السنوات
حتى القوت لم يكن يكفينا وكنا نتقاسمه بتراحم بيننا، وانقطع المرتب الذي كنا نعول عليه في اول كل شهر ولا نحتاط لاننا نثق بوصوله .
قلب العدوان حياتنا رأس على عقب حرنا لمن نلجأ واين نلجأ

طفنا قرانا ومدننا وبيوت اهالينا عسانا نجد مكمن لاتصل له تلك الغارات الموحشة
لكن دون جدوى كل شبر في اليمن طالته وخلفت الدمار والحزن
كم هي تلك المجازر التي هالتنا وكم هم الاحباب الذين رحلوا عنا بعد تحالفهم البغيض !!

تعود بنا الذكرى اليوم والغد هو نفس تاريخ بداية عدوانهم وفي نهاية العام السادس نحن وبفضل من الله اصبحنا مختلفين اكثر عن سابق الأيام ،فبعد كل الظلم الذي حصل والإجحاف في الأذية اكتسبنا الكثير من التجارب والمهارات عرفنا كيف نتغلب على الخوف من الموت الزاحف علينا ،قاومنا، وقاومنا، حتى اعتدنا ان لا نتوجع ولا نشكو ولا نترقب ان يواسينا احد او ينصرنا او يفهم مظلوميتنا .

كان رجال الله من بعده عونا لنا وعصاة يشقوا لنا الطريق ويزيلوا كل الحواجز المفتعلة من قبل العدو

كانوا سندا وعونا لنا اخرجونا من المحن وعلموا العدو الدروس تلو الدروس تنسمنا هواء الحرية عرفنا معنى ان نصمد بالتوكل على الله وعلى رجاله الصادقين

بعد 6 اعوام ..

تطلعوا لكل ماحولنا اليس من اكبر الانجازات ان هم قصفوا قصفنا نحن !!
اليس هذا سبب يجعلهم يراجعوا انفسهم للألف مرة قبل ان يفكروا في تعدي اراضينا بطائراتهم
اليسوا اليوم يتحدثون عن مبادرات وعن تسويات وعن وعن وعن ؟!

اليوم رمينا بالماضي خلفنا من كدر وهم ووجع ونهضنا من عثراتنا مسكنا بحبل الله المتين وتخطينا كل الصعاب
كان ولازال القائد الهام الحيكم السيد عبدالملك يوجهنا وييبصرنا وينمي فينا كل ما ينضح عزة وشموخ وزكاء

بعد 6 اعوام
اصبح النصر حليف لنا ويرافقنا كل خطواتنا ..استقينا مكارم الأخلاق واالمبادئ السليمة من مسيرة الحق وعرفنا معنى ان نثقف بالقرآن ولاسواه .

تشربنا العز اكثر واكثر في كل سنة تمضي علينا
في الغد يبدأ العام السابع هو عام النصر الأكيد وسنحيي ذكرى عدوانهم وكلنا اتقاد وحماس وثبات وصمود
كل عام ونحن صامدون .

 

You might also like