المرأة اليمنية في ستة اعوام

إب نيوز ٢٦ مارس

سعاد الشامي

إن المرأة المسلمة كانت ومازالت المرتكز الأول والمادة الرئيسية التي يعمل الأعداء من اليهود والغرب على افسادها عقليا وفكريا وجسديا وأخلاقيا ، يرون في استهدافها استهدافاً كاملاً لمنظومة الإسلام منهجاً وقيادة ؛ لذلك يحرصون على تفريغها من القيم ومسخ هويتها أكثر من حرصهم على صنع الدبابات والطائرات العسكرية ؛ لأنهم يدركون أن المرأة هي مصنع الرجال ومتى ماوجد الرجال فلا قيمة لتلك المعدات الحربية التي قد تحرق في لحظات وتتلاشى وتداس تحت النعال .

المرأة اليمنية ليست خارجة عن دائرة هذا الاستهداف القذر؛ لكن الفرق بينها وبين غيرها أنها استطاعت أن تحمي نفسها بسياج التقوى وسلاح الوعي فلم يستطع الأعداء نيل مايريدون منها ، وعندما أتت أمريكا وأدواتها بصواريخها وطائراتها ومدرعاتها ؛ لتحتل وطنها وتنهب ثرواته وتذل أبنائه برز دورها البطولي العظيم ، فصفع صمودها وجه الإجرام وتكسرت أحلام الطغاة والمعتدين فوق جبال صبرها وثباتها .

أدركت المرأة اليمنية دورها ومسؤوليتها في استخلاف الأرض وتعمريها وفق منهجية العدالة وأقامة القسط مثلها مثل الرجل ؛ فالتصدي لطواغيت الشر والإجرام ليس شيئا يختص به الرجال دون النساء فالعقل مناط التكليف والله سبحانه وتعالى لم يفصل بينهما في هذه المسؤولية وهو القائل (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ) والقائل (والمؤمنؤن والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) ؛ لهذا كانت المرأة اليمنية شريكة أخيها وأبيها وزوجها وابنها في صناعة الصمود وأن تنوعت بينهما الأدوار والمهام .

ست سنوات والمرأة اليمنية تصدر إلى جبهات العزة والشرف خيرة الرجال الأشاوس الذين أعدتهم أعداداً عظيماً وعلى أرقى مستويات التربية الإيمانية ، تركن أعظم عاطفة على جنب وتدفع بزوجها وابنها إلى مواطن الدفاع المقدس وهي تجسد أقدس صور التضحية والبذل والاحسان إلى الآخرين ؛ ثم تستقبله شهيداً بكل مشاعر الفخر والاعتزاز .

ست سنوات وعطاء المرأة اليمنية لايتوقف فهي المستمرة في انفاق مالها وذهبها في سبيل الله وهي التي لم تكل يداها في صناعة وأعداد كل مايحتاجه إليه المجاهدين من المأكولات والملابس والمستلزمات الضرورية .

ست سنوات والمرأة اليمنية تقاوم شطف العيش ومرارة الحصار ، وتجعل من هذه التحديات فرصة ثمينة استطاعت من خلالها أن تعتمد على ذاتها في إيجاد الحلول البديلة لمواصلة الحياة وصنع كل ماتحتاجه إليه ويحتاجه أبناء شعبها .

ست سنوات والمرأة اليمنية تشارك أبناء شعبها الآلام والآمال و تصدر إلى العالم أعظم رسائل الأباء والعزة والكرامة والشموخ من خلال مواقفها الاسطورية ، و فعالياتها الثورية ، وبرامجها الثقافية التنويرية ، وكتاباتها التوعويه ومنشوراتها الفاضحة لبشاعة العدوان ، ووقفاتها الجهادية التي لم ولن تقف .

ست سنوات والمرأة اليمنية تخوض ملحمة البطولة والجهاد ، فالزوجة صامدة في بيتها والأستاذة صامدة في مدرستها والدكتورة صامدة في جامعتها و مشفاها والاعلامية صامدة في منبرها والادارية صامدة في مكتبها والفلاحة صامدة في مزرعتها.

ست سنوات لولا صمود وثبات وصبر وتضحيات وعطاء المرأة اليمنية لماكان الحال على ماهو عليه اليوم من النصر المؤزر والشأن العظيم .

 

You might also like