الصراع الإيراني الأميركي بين الإدارة الذكية والوهم الصهيوني
إب نيوز ٢٧ مارس
مع إستفحال الغطرسة الصهيونية والإنبطاح العربي وتطبيع دوَل الخليج مع تل أبيب يقف اليَمَن على الضفة الشرقية لباب المندب شامخاً عزيزاً صامداً بالرغم من تخضبِهِ بالدماء وتوشِحِهِ بالسواد،
**وتقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الضفة الغربية لمضيق هَرمِز أيضاً شامخة بهيبة الأسد الفارسي التاريخية المعهودة والتي لا ينتقص من هيبتها تهديدٌ من هنا أو عقوباتٌ من هناك،
بينما يئِن خصومها من ألم ضرباتها السياسية القوية والعسكرية أحياناً عندما إقتضت الحاجة لذلك ودونما تردُد أو إبطاء.
**الخلافات الأميركية الإيرانية بعمقها الكبير وبعدها الإستراتيجي بدأت تتخذُ طابع الحرب الباردة بين الدولتين بعدما أدركت واشنطن أن القوة العسكرية والتهديد والتلويح بالعصا لا ينفع مع كيان إسلامي ثوري تقوده نخبة من الملالي الجهابذة اللذين لا يتوانون ولا للحظةٍ واحدة من إتخاذ قرارات أحلاها مُر وإن عَظَمَت نتائجها فأنها بنظرهم ستبقى مهما كبُرَت أصغر من كربلاء؟
** إن إدارة الصراع بين الدولتين بدأ يتسع في الآونة الأخيرة ليخرج نحو البحر الأدرياتيكي ويتخذ طابع الحرب الباردة على غرار ما حصل بين الولايات المتحدة الأميركية والإتحاد السوفياتي السابق، وإن دَلَّ هذا الأمر على شيء إنما يَدُل على موقع إيران الجيوسياسي والعسكري المهم في منطقة ذات أهمية عالية من الناحيتين الإقتصادية والجغرافية تمسك طهران بأهم ممراتها نحو البحار الخلفية عبر مضيق هرمز.
**هذا الأمر أزعجَ إسرائيل الحالمة بضرب إيران والعاجزة كلياً عن تنفيذ أصغر تهديد تطلقه بوجهها، وهي تعيش حالة متوجسة دائمة من الإبن الأصغر لتلك الأمبراطورية العظيمة ألآ وهو حزب الله، فكيف ستستطيع أن تصمد أو تتحمل نتائج أي حماقة قد ترتكبها ضدها سيكون الرد عليها حتمي ومؤكد وسريع، من دون ضمان أن يكون للتواجد العسكري الأميركي أي دور فعال لتخفيف الضغط عنها أو نجدتها وإنتشالها من بين أنياب الأسد الفارسي إذا ما غضِبَ وأنقَض عليها ومعه المقاومة في لبنان.
**لذلك الحرب الباردة بين طهران وواشنطن ستزداد توتراً في ظل التوسع السياسي الإيراني وبناء أذرُع عسكرية لها في الكثير من دوَل العالم وأهمها أفريقيا، والحلم الإسرائيلي بتوجيه ضربة سيزدادُ يأساً وإضطراباً، وحزب الله سيزدادُ قوة، وإيران نحو القمة كقوة إقليمية بارزة فرضت نفسها بالقوة، واليمن سيد الخليج، والمشروع الأميركي إلى تراجع في المنطقة، ومنطق المواجهات العسكرية الكُبرَى أصبحَ من الماضي، ولعبة المال والإقتصاد هي التي ستحدد مكانة كل دولة وفي الخاتمة سيكون العرب الفئة العاشرة والخاسرة الأولىَ لأن الكبار في لعبة السياسة والإقتصاد يلعبون مع الكبار وليسَ مع أبو منشار.
*إسماعيل النجار
*27/3/2021