منتجنا المحلي تلبية لاحتياجاتنا و تعبير عن هويتنا

إب نيوز ٢٨ مارس

د.تقية فضائل

بفضل الله تعالى بدأت ثقافة الإنتاج المحلي وضرورته الاقتصادية الوطنية المستندة إلى ثقافتنا القرآنية-بدأت هذه الثقافة_ تنتشر في أوساط الشعب اليمني بجهود المخلصين ممن حملوا على عاتقهم نشر الوعي والتثقيف في هذا المجال،ومنهم من بادر للعمل الفعلي في الميدان بصور مختلفة سواء أكانن فردية أو في إطار مؤسسات تدعم اﻷسر المنتجة ؛ وهذا التآزر ببن الحراك الفكري والنشاط الاقتصادي يبشربسير الأمور في مسارها الصحيح ؛لأن النشاط الاقتصادي يكتسب مشروعيته من أفكار دينية واجتماعية واقتصادية وغير ذلك.

و إن كنا مازلنا في بداية الطريق، فنحن بحاجة إلى التنبيه إلى أمور ﻻ يمكن إغفالها؛ فهي من أساسيات نجاح خطوة جبارة مثل هذه الخطوة.
وأول ما نحتاج الحديث عنه هنا هو جودة هذه المنتجات وكفاءتها؛ وﻻ يخفى على أحد أن الجودة إتقان والإتقان قيمة دينية وأخلاقية حثنا الله عليها وقد ورد فيما روي عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم’ إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه’ ومرددوها الواقعي سيكون مباشرا من خلال الإقبال على المنتج ورواجه وجعله بديلا عن منتج أجنبي وهنا نكون قد نجحنا في المنافسة وكسب ثقة الفئة المستهدفة من المجتمع وتلبية حاجتها.

ونأتي بعد ذلك إلى’ ملاءمة المنتج لهوية المجتمع’ والمقصود بذلك أننا أمة ذات هوية قرآنية و جميع منتجاتنا ﻻ بد أن تعبر عن هذه الهوية ؛ فمأكلنا ومشربنا وملبسنا وغيرهالها معاييردينية واضحة ، وليست مجارات الموضة الأوروبية مثلا في الملابس والأكسسورات من هذا في شيء ؛و ان كانت حجة( نرضي الذوق العام وما يطلبه الجمهور) حجة تتحطم على صخرة وعينا بأن معظم ما يروج له من موضات هو من الحرب الناعمة وهنا ﻻبد من تكون لنا وقفة جادة ونسعى إلى إرضاء الذوق العام بإيجاد البديل العصري الذي يجتمع فيه الحشمة والستر مع اللمسات الجمالية المعاصرة.

وﻻ ننسى معيارا مهما وهو’ مراعاة القدرة الشرائية للمواطن في هذه المرحلة’ وهذا المعيار بالتأكيد ان لم يؤخذ بعين الاعتبار فسيظل المنتج الخارجي الأرخص هو ما يفضله المواطن الذي يعيش ظروفا اقتصادية صعبة، وكما أن الأخذ بهذا المعيار التزام بمبدأ دبني يحثنا على مراعاة ظروف الناس وأﻻ نشق عليهم في الحصول على ضروريات الحياة.

ومعيار’ الترويج للمنتج بأساليب دعائية متعددة’ وهو يحتاج إلى تنمية وبناء قدرات القائمين بتسويق المنتج من خلال الدورات التدريبية والتعليم النظامي وغيرها،وفيها ما يحث على أخلاق الإسلام من مصداقية وشفافية وتعامل راق وغير ذلك

والخلاصة المنتج المحلي ضرورة اقتصادية وسبيل للخروج من تحت هيمنة قوى الاستكبار التي تتخذ احتياجات الشعوب وسيلة للهيمنة عليها، بكلام آخر هو سبيل للاستقلال والحرية ؛وفي نفس الوقت ﻻبد لمنتجنا المحلي أن يكون وسيلة نجسد ونرسخ من خلالها هويتنا الإيمانية ونقف في وجه الحرب الناعمة وكل هذا ﻻ يكون إﻻ من خلال التزام معايير علمية ودينية تنظم عملية التخطيط والإنتاج والتسويق.

You might also like