(عاصفة الحزم) أم (النَفَس الطويل) .
إب نيوز ٣١ مارس
بقلم الشيخ /عبد المنان السنبلي.
وقد دخلنا اليوم في السنة السابعة من العدوان على اليمن، فقد بات واضحاً أكثر من ذي قبل أنه كلما طال أمد الحرب أو العدوان فإن ذلك يصب في مصلحة اليمنيين أكثر على حساب طبعاً تحالف قوى العدوان والدائرين في أفلاكهم ..
أي الاستراتيجيتين المتبعتين يا ترى نستطيع أن نقول عنها اليوم أنها الأقرب والأكثر تناسباً واتساقاً مع هذا الكلام؛ استراتيجية (عاصفة الحزم) التي أعلن عنها العاهل السعودي في خطابه المتلفز الأول كخطة عسكرية لا بديل عنها لحسم المعركة أم استراتيجية (النَفَس الطويل) التي أعلن عنها السيد الحوثي في خطابه المتلفز الأول أيضاً كخطة عسكرية لا بد منها للمواجهة وصد هذا العدوان؟!
للإجابة عن هذا السوال علينا أولاً أن نتعرف على ماهية هاتين الاستراتيجيتين أو الخطتين المتبعتين من جانبي طرفي المعركة أو الصراع .
من المعروف طبعاً أن العاصفة دائماً توحي بالسرعة، والحزم يوحي بالقوة وكلاهما لا يستغرق لحدوثه سوى مدة زمنية قصيرة فإما يحققان هدفهما في هذه المدة القصيرة وإما يمضي عليهما الوقت فتهجع العاصفة وتفتر القوة .
وأما النفَس الطويل فإنه دائماً يوحي بالصبر والأنا وطول البال وهذا الأمر يستغرق لحدوثه وكما هو معروف مدة زمنية أطول وكلما طالت هذه المدة كلما تحقق الهدف منه أكثر وأكثر .
وبما أننا اليوم قد تجاوزنا السنة السادسة من المعركة فإن هذا بالطبع يعني أنه لم يعد هنالك وجود لا لعاصفة ولا لحزم وذلك طبعاً لطول المدة وانقضاء الوقت، أليس كذلك ؟
من منكم لايزال تتردد على مسامعه اليوم هذه العبارة (عاصفة الحزم) والتي طالما أصمت أذاننا بها وسائل إعلام الدنيا في البدايات الأولى من العدوان ؟
من منكم لايزال يتذكر آخر مرة سمع هذه العبارة ؟
لا أحد طبعاً فقد انقضت المدة وطال على الناس الامد فلم يعودوا يتذكرون منها شيئا سوى ما خلفته من دمار وأطلال !
إذن ما اسم هذه المعركة التي نعيشها اليوم ؟
إن ما نعيشه اليوم إنما يدخل في إطار استراتيجية أو معركة (النفس الطويل)؛ المعركة التي استطاعت أن تستنزف العدو وتجعله لم يعد يفكر سوى في البحث عن طريقةٍ للهروب وحفظ ماء الوجه !
فهل كان السيد عبدالملك الحوثي يعي جيداً حقيقة وحجم المعركة وأبعادها حين اعتمد استراتيجية (النَفَس الطويل) أكثر من كل أولئك صانعي القرار وطابخي السياسات العسكرية السعودية والإماراتية ومن وراءهم والذين اعتمدوا استراتيجية العاصفة والتي أثبتت فشلها الذريع وجرجرت أذيالها دون أن تحقق هدفاً معلناً واحداً سوى الدمار والخراب ؟!
فها هي العاصفة لم يعد لها من وجودٍ يُذكر !
وها هو العدوان كما ترون أضحى يعيش حسراته ويتخبط في سكراته تأهباً للفظ أنفاسه الأخيرة !
وها هي اليمن تتأهب للإحتفال بالنصر في معركةٍ تستحق وبكل جدارة أن تحمل إسم (النَفَس الطويل) لا (عاصفة الحزم) .
#معركة_القواصم