مابين الثقافات المغلوطة والثقافات الصحيحة
إب نيوز ١ إبريل
بشائر المطري
طوال حياتي ومنذ أن كنت طفلة وانا عند ذلك التلفاز أشاهد بعض القنوات العربية واستمع مع بعض أفراد أسرتي إلى المذياع دائما، بل وكنا جميعنا نبتاع الأشرطة الكاسيت لبعض العلماء الذين كنا نظنهم عظماء وهم يعرفون دين الله لذا فأنهم أجلاء.
ودائما ما كنا نسمع لعلماء نقدرهم كثيرا جدا ونرفض رفضا قاطعا أن يتكلم عليهم أحد بسوء، والسبب يعود للحديث الذي ذكروا فيه العلماء “أن لحمهم مسموم” بل وكنا بعض الأوقات نبكي لقولهم ذلك بدافع الخوف من قولهم لا من الدين.
ولا أخفي أنه كنا نتفاخر كثيرا بـ هؤلاء العلماء، وخصوصا “الزنداني” ونظنه الرجل الأول في الدين في ذلك الوقت، ونفتخر به جدا ونتباهى به بين العلماء، وانه يعمل على اكتشاف علاج لمرض خطير بل وأنه يسعى لنشر ” الاسلام ” ويأخذ بعض الشباب إلى المقابر ليسمعهم مالذي يحدث في تلك القبور حد زعمه، ويدعو الناس ليستمعوا لهم وهم يتعذبون والبعض يخاف ويسلم وو…الخ
ونحن من شدة الخوف تسقط أمعائنا وكأنهم صوروا لنا أن الله لايعدل وأنه سيعاقب الذين يعملون الصالحات والذين يعملون السيئات.
وعندما كنا نستمع “للقرني والسديس والعريفي” ولصياحهم ونعيقهم ذاك ومحاضراتهم عن الدين، وتلقينهم لنا بهذا الشكل، كنا نقول في أنفسنا لماذا نحن مظلومون جداً؟! وهل الإنسان يموت ويظل يتعذب طوال هذه السنون في القبر ؟!
وعندها أتذكر الاحاديث التي في مظمونها أنه من عمل الأعمال التي تسمى بالكبائر ومن ثم عاد ليتوب غفر الله له ما تقدم وما تأخر؛ وأنه من قرأ هذا الدعاء أو التسبيح فأنه سيغفر الله له بل ويدخل الجنة من أي باب يشاء ،في ذلك الوقت كنت اطمأن نفسي أنه مثلما يقول هؤلاء العلماء ،ولكن لم تكن لدي اليقين التام بكلامهم هذا، وكيف أن الله لن يعدل بين الناس، فمثلا من عمل الكبائر من ثم قال هؤلاء التسبيحات أو دعاء بات كمن خرج من بطن امه، لاتوجد ذنوب، ومن يعيث في الأرض الفساد ويقتل النفس التي حرم الله ظلما ويفعل جميع المنكرات سيتوازى مع من ظل يعبد الله طوال حياته ويعمل بما قاله !!
وهل سيظل هناك عدل؟! كنا نفكر في جميع هذة المسائل، بل وايضا صوروا لنا خير خلق الله أنه فقط كان في المسجد يعطي الأوامر ويوضح من لها وله الجنة؛ الم يصوروا روح الأمة أنه قائد المجاهدين، وانه كان في الصفوف الأولى للجهاد ،بل صوروه لنا على أنه يظل ولايعمل شيء، وماكانه أصل الإنسان!!
وحينما سمعت كلام حكماء (انصار الله) سلام الله عليهم وعلى علمائهم وقائدهم، حقا فقد تعلمت منهم الكثير وأكثر ماتعلمته هي الثقافة الصحيحة، التي لاتشوبها الإختلالات أو الزيف، هي الثقافة الحقه، فاتضحت الحقائق وانشكف الزيف ،وذهب كلام جميع العلماء وافتائاتهم أدراج الرياح، اقتعنت بهم جدا لأنهم يقولون كلام مقنع بل ويطابق مافي كتاب الله، فمثلا في رمضان المنصرم تكلم السيد القائد عبد الملك الحوثي عن الجنة والنار الخ…
حينما سمعت كلمته عن الجنة كانت جميلة جدا، لدرجة أنه يكلمنا وكأننا نسمعة ونحن في تلك الجنان نستمع له، كم أرتاحت قلوبنا بكلامة، حقيقة أنها كـ الدواء بعد القراءن الكريم، كل مافيها مهم ومفيد.
بعدها تكلم عن النار تلك المحاضرة ظلت عالقة في رأسي ولن تنتزع ماحييت ،لم أجد شيئا أعبر به عن هذا المجاهد حقاً من لم يرى الحق ويتبعه فهو أعمى البصيرة ، ويحتاج لدورات عديدة في الثقافة القراءنية الصحيحة، فـ السيد القائد غلب جميع العلماء في وقتنا الحاظر فيكفي أنه مع وطنه ويدافع عنه.
ويكفي أنه مقاوم فذ وشجاع ومقدام فأول مايريده هو تحرير القدس ومسح إسرائيل من الوجود ،وهذا هو مطلب الاحرار لقد اضاء فينا عقيدة الجهاد والإيمان به في وقتنا الحاضر حيث صرنا أكثر وعي واقوى إرادة.