سبع عجاف أكلتهن سبع صمود ثابتات
إب نيوز ٣ إبريل
أشجان الجرموزي
بعد الثانية عشرة من منتصف الليل حدثت هزّات مفزعة ، وانفجارات مُرعبة ، وسماء تبدد سوادها وتوشحت بالحمرة الملتهبة ، وغيم عليها دخان قاتم ، بات الأمر وكأنها قيامة صغرى تمهد ليوم الحساب ، لكن سرعان ما اتضح الأمر ، وظهرت الحقائق وتخضّبت أرض الإيمان بالدماء ، لتعلن بدء تحالف أرواح شريرة ظاهرها السلام وباطنها الخراب والدمار ، أتت لإبادة الكرامة ؛ لنزع الحمية والشرف ، سعت لأن تخضع عباد لا يحتمون إلا بالله ولا يلجئون إلا إليه ، ويتحصنون بثقافة القرآن .
أتى ذلك التحالف المزعوم بأماني كبيرة ، وأحلام وردية فاقت خيال الاستعمار ، لكن فجر الحق بدد أحلامهم المنسية وأيقظهم من غفلتهم ، وظهر لهم أنهم لم يهجموا على قطيع خرفان كأمثالهم ، بل كانوا جحافل أسود لا يهابون الموت ويتسابقون مع المنايا ؛ لأن وطنهم وكرامتهم وشرفهم وسيادتهم وعزّتهم وحضارتهم أغلى مالديهم فكانوا هم الأنصار والأبطال ، وكانوا جنود الله الغالبين والمقاومين والمدافعين والمنتصرين ، لم تضرهم المكائد والدسائس ، ولم يثنهم شحة العتاد والقدرات ، ولم يمنعهم الخوف بأن يكونوا سادة الميدان وفرسانه .
لم يبالوا بحرارة الشمس أو برد الشتاء ، لم يعتريهم اليأس ، ولم يوهنهم الجوع والعطش ، فقد أحبوا الله وتولوه وتوكلوا عليه ؛ فكان الله هو المؤيد والمعين والرامي والمسدد والناصر والنصير .
ومرت الأعوام ، وتساقطت الرهانات العميلة الواحد تلو الأخر ، ولم تستطع أفخر الصناعات وأعتاها وأصلب الترسانات وأقواها أن تجابه رجال الله الميامين في أرض الحكمة والإيمان ؛ حتى بات الشعب الذي وصف بالفقير والنامي والضعيف ، والذي لاحول له ولا قوة ، والذي أرادوا إبادته عن بكرة أبيه أن ينافس أكبر الدول في التصنيع الحربي والعسكري ، أن يصنع عزة ونصرة هذا الوطن بأيدِ قوم مؤمنين ، استطاع بفضل الله أن يرفع راية وطنه عالياً ، فهو صاحب الحق ، وصاحب الأرض ، ومادونه غزاة تلتهم أرض الكرامة أجسادهم …
هاهو اليوم الشعب اليمني أحيا ذكرى ستة أعوام من الصمود في وجه أعتى طواغيت الأرض ، ودخل عام صموده السابع بقوة وعزيمة لامثيل لها وإصرار لتطهير كل شبر من أرض اليمن الحبيب من رجس ودنس الغزاة والمحتلين وأذنابهم وأذيالهم من المرتزقة والعملاء واستطاع اليمن بفضل الله وحكمة قيادته وسواعد أبطال جيشه ولجانه تحويل سير المعارك تحولاً استراتيجياً في التصنيع الحربي والعسكري والدفاع الجوي وأن يكون الرد بالمثل فمن اعتدى علينا سنعتدي عليه …
عامنا السابع كان استقباله بالسعير والوعيد وتحصينه بالرجوم والراصد وضياه بالشهاب والنكال ، وأرهب العدو بالصماد وزان موازين الحرب بالصراط ، وهكذا هم اليمانيون نحتوا النصر بأكفهم وتشربوا العزة والسيادة بصمودهم تلقفوا إفك مايدعي به العدوان ، صاروا خصوماً لايستهان بهم ، وأصبح العدو مترقباً مذعوراً يبادر بالبحث عن حل عله يجدي نفعاً أو أن تهدأ نيران المسيرات والبالستيات الملتهبة على أرضه ، فقد دارت رحى الحرب الضروس لتطحن من قاموا بإشعالها ، وللشعب العظيم وقيادته تنحني وتخر جباه المستكبرين بعد أن صاروا يعضون أصابع الندم على أن سمحوا لأنفسهم بغزو مقبرة الغزاة الذي البأس من على سواعدهم أنشد الحرية وارتدى ثوب العزة والإباء …..