حزب أللَّه تجربة ونجاح قُوَّة وأقتِدار (2-3)
إب نيوز ١١ ابريل
*إسماعيل النجار
بعد الإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 بدأت المقاومة تستعد للمرحلة الثانية من العمل العسكري بوجه العدو الصهيوني، وبدأت العمل على التطوير اللوجستي والعسكري والتدريب وتجهيز قوة ردع موازية لقوات النخبة لديها تستطيع من خلالها ردع العدو في حال حصول أي إعتداء على الأرض اللبنانية،
فكان سلاح الصواريخ هو الهدف المركزي بعمل المقاومة وتم التركيز عليه، إلى جانب ولادة قوة جوية للرصد والإستعلام قامت بجهود ذاتية جبارة بمساعدة إيرانية أضفَت على قوة المقاومة قوة جديدة وأصبحت أيوب مفخرة لدى جمهورها زادتهم يقيناً بالنصر وإيماناً بها.
اغلبية الشعب اللبناني يؤيد هذه المقاومةوبإستثناء قِلَّة من أصحاب التاريخ الأسوَد بالذبح على الهوية أذناب السعودية التي بدأت تحضر بالتنسيق مع الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل إلى فتنة داخليه تفجرها بوجه حزب الله لكي تقضي على سمعته وتجرده من سلاحه، لكن الله كانَ أقدَر وأقوَىَ من قريش وأبرهة وأفشَل مؤامراتهم ونصرَ حزبه الإلهي،
في العام ٢٠٠٥ إغتالت إسرائيل وأمريكا والسعودية رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان بهدف خلق فتنة سنية شيعية تصدَّى لها حزب الله وأفشلها بقوته وصموده وتحدِّيه محوَر الشَر الأميركي الإسرائيلي السعودي، الأمر الذي دفعَ بالسعودية والإمارات الى الضغط على إسرائيل للقيام بعمل عسكري ضد لبنان للقضاء على المقاومة وأبدَت الرياض وابو ظبي تمويل كامل الحملة العسكرية التي ظنوا أنها ستستمر لأيام وتنتهي، وكان موعدها في شهر أيلول أو تشرين اول قُبَيل فصل الشتاء، لكن الأقدار دفعت بالمقاومة إتخاذ قرار تنفيذ عملية أسر جنود إسرائيليين على الخط الفاصل بين البلدين إتخذتها إسرائيل ذريعة للحرب لكنها أنقذت لبنان وحزب الله من عنصر المفاجئة الذي لم يكُن متوقعاً أو بالحسبان.
**عملية الأسر كانت بتاريخ ١٢ تموز ٢٠٠٦ فأندلعت شرارة الحرب بين المقاومة وإسرائيل وبداءَ يشتَد لهيبها فأستخدمت إسرائيل كامل قوتها النارية جواً وبحراً وبراً وعندما لم تستطع إنجاز أي نجاح بدأت بالتقدُم براً على عدة محاور كان رجال المقاومة لها بالمرصاد فلقنوهم دروساً في القتال لم يشهدوها مع العرب من قبل ولم يعهدوها من فريق مقاوم، إذ حصلت مواجهات في بعض الأحيان عن مسافة صفر دفعَ الجيش الصهيوني نتيجتها ثمناً باهظاً من رجاله وعتاده، وبإعتراف بعض الجنود اللذين تجرأوا الظهور على شاشات التلفزَة أقروا بأنهم كانوا يسمعون عن جهنم لكنهم تعرفوا عليها في جنوب لبنان في معركتهم مع مقاتلي حزب الله الأشداء وأنهم خاضوا تجربة لن يسمحوا لأنفسهم بتكرارها وهذا ما تسبب بالكثير من عمليات الفرار من الجيش والإنتحار التي تجاوزت المئات وليسَ العشرات.
**تاريخ ١٤ آب كان موعد وقف إطلاق النار الذي إستجداه الصهاينة من مجلس الأمن وعادَ جنودهم مخضبين بالدماء مشَوَّهين خاسئين يشكرون الله على عودتهم الى عوائلهم أحياء.
**إحتفل حزب الله بالنصر الإلهي ونزلت الملايين الى ساحة الإنتصار حيث خرج اليهم سيد المقاومة السيد حسن نصرالله خاطباً بهم مناديهم ب يا أشرَف الناس، واعداً إياهم بنصرٍ جديد قائلاً :
لقد وَلَّىَ زمن الهزائم وجاء زَمن الإنتصارات.
الجزء الثالث (3)*
بعد الإنتهاء من معركة أل ٣٣ يوم في جنوبي لبنان وإعلان هزيمة إسرائيل رسمياً وإعتراف العالم بهذه الهزيمة النكراء تشكلَت داخل الكيان الصهيوني لجنة من مجموعة قضاة وضباط أسموها (فينوغراد) للتحقيق في أسباب فشل العدوان وكان صدَىَ صمود حزب الله مدوياً على الساحتين العربية والدولية وأصبحَت دولاً كثيرة تنظر إلى هذا الحزب بعين الإحترام والتقدير وآخرين صُدِموا من هَول ما كانوا لا يتوقعون، وبدأوا بجمع معلومات هامة عن الحرب وعن أداء رجال المقاومة البارع خلال ثلاثة وثلاثين يوماً وأصبحَ أسلوب حزب الله في القتال يُدَرَّس في الكليات العسكرية العليا في أكثرية دول العالم على رأسهم أمريكا.
**إنتقَل الطرفين حزب الله وإسرائيل بعد إنتهاء حرب تموز للتحضير إلى جولَة رابعة لا أحد يعرف توقيتها تكون تل أبيب قد درست أخطائها جيداً وأستفادت منها وحَسَّنَت من أدائها لكي تستطيع خوضها بنجاح وسرعه وأقل تكلفَة من حرب تموز،
ويكون حزب الله قد راكَم ما استطاع من القوة وأستفاد أيضاً من التجربة من أجل تحسين أدائه أكثر،
جائت الحرب السورية وكإن مشيئَة الله تفرَّغت لأجل المقاومة، ألتي قررت دخول الحرب إلى جانب الجيش العربي السوري ومواجهة جحافل الإرهاب القادمة من تركيا والأردن ولبنان فكانت فعلياً تجربَة كبيرة وقاسية كَلَّفت الحزب مئات الشهداء والآف الجرحى لكنها منحته خبرة وقدرة على التكيُف في الحروب مع كافة الظروف الجغرافية والجوية والعسكرية وخصوصاً أنه سجلَ إنتصارات باهرة على اقوى قوة إرهابية (داعش) والنُصرَة وغيرها من الفصائل العسكرية الإرهابية المدعومة سعودياً وقطرياً وأميركياً وتركياً وإسرائيلياً،
**أيضاً إستفاد حزب الله من الحرب المفتوحة في سوريا حيث أستطاع الحصول على ما يريد من العتاد والأسلحة والتكنولوجيا والخبرات وخصوصاً الصواريخ الدقيقة التي أصبحت هاجس أميركا والسعودية وإسرائيل، فأصبَح الحزب يمتلك قوة ردع مخيفة شكَّلَت الهاجس الأكبر لدى الصهاينة الأمر الذي يمنعها دوماً من التفكير بشن حرب على لبنان خوفاً من تداعياتها أو مفاجئاتها ونهايتها.
**دخلت داعش الى العراق فكان حزب الله أول مَن لبَّى نداء الإخوة هناك وانتقلَ ضباطه وكوادره خلال ٢٤ ساعه الى بغداد ووضعوا تجاربهم وخبراتهم في خدمة الشعب العراقي البطل وأستطاعوا بجهود إخوتهم في الحشد الشعبي المقدس والفصائل من هزيمة التنظيم والقضاء عليه وإعلان النصر في العراق.
**حزب الله في لبنان اليوم قوة يُحسَب لها الف حساب داخلياً وخارجياً، قوة طاهرة قاهرة مؤمنة مؤلمَة إذا إقتضى الأمر وُضِعَت في خدمة أهلها وناسها الطيبون من أشرف الناس اللذين قدموا لها ودعموها ولن يتخلوا عنها مهما كلف الأمر.
يُتبَع حزب الله والناس*