ما بيننا وبينهم
إب نيوز ١٤ إبريل
د .أسماء عبدالوهاب الشهاري
ستذهب أمم وتأتي أمم والتاريخ لا يزال يكتب عنهم وعن أمجادهم وبطولاتهم،
ستجف الأقلام وستمتلأ الدنيا كُتباً و كتابات ولَمَّا ينتهي الحديث عنهم،
وستنتهي كل الحضارات إلا حضارةً صنعوها بدماءهم وسطروها ببطولاتهم، هؤلاء هم
رجال الله الذين بهم انتصرنا وعليهم بعد الله نراهن.
وإذ نهنئهم بقدوم شهر رمضان المبارك وهم من هم في ميدان أعلى قيمةً وأقربُ فضلاً من الله من أي ميدان أو مكان آخر في هذه الدنيا، فالجميع على هذه الأرض يتنافسون في مجال الأعمال الصالحة في هذا الشهر الكريم، بينما المجاهدون في سبيل الله في عمل عظيم جداً لا يكاد يُضاهيه أي عمل آخر، فعملهم يتفوق على جميع الأعمال الصالحة، وبينما نحن نحاول بأعمالنا محاكاتهم والوصول إلى سر من أسرار جوانب رُقيهم وعلو نفسياتهم ومقامهم وتفوقهم في القُرب من خالقهم وهم في متارسهم ومحرابهم المقدس على كل من هو دونهم من سائر الناس الذين يفوقونهم في هذه المنزلة وهذا الفضل العظيم، فما بيننا وبينهم أمدٌ بعيد تَفوقُ فيه كفّتُهم ومهما عملنا وسنعمل تظل الغلَّبة لهم، فهم وحدهم الذين يزدادون عظمة إلى عظمتهم ورفعة إلى رفعتهم في كل يوم حتى يكادون يعرجون إلى السماء بأعمالهم التي لا يمكن أن يتفوق عليها أحد، بل كأنّهم كذلك، وكأنّهم كوكبٌ دُريٌ في السماء، وكأننا هنا لا نملك إلا أن نرفع أيدينا إلى السماء بالدعاء لهم علّنا نلامسهم أو نلتمس من أنوارهم قبساً يهدينا ذات يوم للمضي على دربهم واقتفاء أثرهم، ورغم أنه أقل ما قد يوهب لهم، إلا أننا في نفس الوقت نلتمسه من القدِّيسين والرِّبيين والعظماء من أمثالهم.
#شهركم_وكل_أيامكم_مباركة.